المعلم هو المنفذ الأساسى للعملية التعليمية ، ومعيار نجاح السياسة التعليمية هو رهن بهذا المعلم ، ولقد أجمعت كافة البحوث التربوية على ضرورة الاهتمام بالمعلم باعتباره حجر الزاوية والأساس لكافة استراتيجيات وخطط التطوير وتم التركيز على إعداده وتنميته وتأهيله لضمان نجاح كافة الخطط لتطوير المنظومة التعليمية ، ولكن الشيء الذى أهملته معظم التوجهات التربوية بالنسبة للمعلم انه بشر ـ إنسان ـ له مشاكله الخاصة وهمومه الشخصية التى بسببها يتعرض لحالة من العزوف عن العمل والتي تخرجه عن مساره وتؤثر تأثيرا سلبيا على مستوى ادائه ، وقد تتولد هذه الحالة وعلى وجه الخصوص حينما يشعر فيه المعلم بأن جهده يضيع سدى وليس له ثمرة وأنه يبذل كل ما عنده ولا أحد يقدر أو يستفيد00
وهذه الحالة إذا لم يسارع في علاجها فقد يكون لها أثر سيء على الطلاب وعلى جو المدرسة العام ، بل قد يتعدى أثرها إلى مستقبل المعلم التعليمي نفسه ، وتترسخ هذه النظرة فتؤثر على نظرة المعلم للطلاب والتعليم بشكل عام ، وقد تزداد حالة العزوف وتبدو ملحوظة لجميع المحيطين به خاصة أثناء العام الدراسي سواء داخل الفصل أو خارجه ومنها :
1. الشعور بالنفور من التدريس والملل من الفصل والطلاب00
2. انخفاض الدافعية للمشاركة في أنشطة المدرسة00
3. عدم الاهتمام بالإعداد للدرس ، وأداؤه بأقل قدر من الجهد والوقت00
4. التأخر في الذهاب للفصل وعدم متابعة واجبات الطلاب00
5. الإكثار من ذم الطلاب واتهامهم بالكسل وعدم الفهم00
6. كثرة التذمر من أوضاع المدرسة وأوضاع التعليم بشكل عام00
وهذه الحالة يتعرض على اى من المعلمين على حد سواء وبصرف النظر عن مدة خدمته فى العملية التعليمية ولكل له أسبابه ، فالمعلم صاحب الخبرة فى مجال العمل بالتعليم تعتريه هذه الحالة للأسباب التالية :
أولا : الأسباب التي تتعلق بالطالب وهى :
1. سوء السلوك في الصف.
2. انخفاض الدافعية للتعلم.
3. بطء التعلم.
4. إهمال الواجبات.
ثانيا : الأسباب التي تتعلق بالمعلم :
1. عدم إلمامه بالقواعد الصحيحة للتعلم : فمن المعلمين من يرى أن إلقاء الدرس كاف لإفهام الطلاب. فيصاب بإحباط عند عدم تحقق ذلك00
2. عدم إلمامه بالخصائص النفسية للطلاب: فمن المعلمين من يجهل خصائص المرحلة التي يعلم فيها. فلا يعلم خصائص فترة المراهقة المبكرة وما يصاحبها من سلوكيات ، فيفسر تصرفات الطلاب بقياسها على تصرفات الراشدين ، ويقيس قدراتهم في التعليم والتذكر والتصور المجرد على قدرات الراشدين ، وهذا ما يجعله يتوقع أشياء كثيرة من الطلاب فيفاجأ بالقليل ، أيضا عدم الإلمام بالفروق الفردية بين المتعلمين واختلاف أساليب الطلاب المفضلة في التعلم ، فمنهم من يفضل الأساليب الفردية ، ومنهم من يفضل الجماعية ومنهم من يفضل أسلوب الشرح من المعلم ومنهم من يفضل أسلوب المناقشة والاستنتاج أو أسلوب التجريب العملي00
3. عدم التحلي بالصبر: من أهم صفات المعلم الصبر. فالتعلم يحتاج إلى وقت حتى يحدث وتظهر آثاره . وافتراض أن كل الطلاب يجب أن يتعلموا بنفس المستوى بمجرد انتهاء الدرس أمر غير واقعي . بل لابد من التكرار وتنويع أساليب التعليم والمراجعة. ومع ذلك توقع اختلاف مستويات التعلم00
4. الركون إلى أسلوب واحد في التدريس وعدم التجديد والإبداع : وهذا يجعل الفصل يسير بطريقة رتيبة ، ويساهم في إملال الطلاب ، وقد يعيق تعلم بعضهم ، وهو أيضا يساهم في خفض مستوى الدافعية للمشاركة وكل ذلك يجعل المعلم يرى عملية التعليم مملة أو مميتة00
ثالثا : أسباب تتعلق بالمدرسة :
1. وجود مشاكل داخل المدرسة بين المعلم وزملائه أو المعلم ومدير المدرسة أو المعلم والأخصائي الاجتماعي 00
2. عدم توفير الجو المدرسي الأخوي وأنشطة المدرسية التي تستحث المعلم وتدفعه المشاركة، وتوجد له قنوات لمناقشة مشاكله في الفصل أو في المدرسة.
3. عدم وجود البيئة المدرسية التي تساعد المعلم على حل مشاكله. ومن ذلك عدم اهتمام مدير المدرسة بهذا الجانب والتنبه له ولأعراضه00
4. عدم طرح الموضوعات التي تتعلق بالجانب النفسي للمعلم في المدرسة وجانب العلاقة بينه وبين عناصر المدرسة الأخرى، في اللقاءات التربوية على مستوى المدرسة أو على مستويات أعلى00
5. الضغط في عبء الدروس اليومية على المعلم00
6. عدم توفر متطلبات إنجاح الدرس وتفعيله ، مثل غرف الأنشطة والمختبرات والصالات المناسبة أو الوسائل ونحو ذلك00
هذه جملة من الأسباب العامة وقد يوجد في كل مدرسة أسباب خاصة أخرى ، على مدير المدرسة ملاحظتها00
اما بالنسبة للمعلم المبتدئ الذى تنتابه هذه الحالة للأسباب التى سنعرضها ، فهناك بعض المشكلات المهنية التي تواجهه نظراً لقلة خبراته بميدان التعليم ، ويكتسب المعلم مناعة ضد هذه المشكلات مع مرور الزمن ، بازدياد خبراته في العمل الميداني ، ومن اسباب هذه الظاهرة لدى المعلم المبتدئ :
اولا : الشعور بالغربة :
قد يشعر المعلم في الأسابيع الأولى من وجوده في المدرسة بالغربة في هذا المكان الجديد وهذا شعور طبيعي لأي شخص يدخل إلى مكان غير مألوف لدية فمثل هذا الشعور لا يزعج بأي حال من الأحوال ، ولعل السبب في هذا الشعور هو عدم المعرفة الكافية بمكونات المكان ، وعدم معرفة أسماء الأشخاص وطباعهم وربما كيفية التعام00
ثانيا : المواجهة الأولى :
وتعنى أول مرة يدخل فيها المعلم إلى الفصل الدراسى ليواجه الطلاب – على الرغم من تدريبة على التدريس في أثناء التربية العلمية – تنتابه مجموعة من مشاعر القلق قبل الدرس الموعد ، ونود أن نطمئن كل معلم مبتدئ إلى أن كل هذه المشاعر طبيعية ومعتادة فهو مقدم على اليوم الذي ينتقل فيه من عالم الطلاب إلى عالم المعلمين الحقيقيين ، ومن الطبيعي أن يكون لهذا اليوم التاريخي ، ولهذا اللحظات انفعالاتها ومضامينها النفسية المتعددة .
ثالثا : النظم اليومية ( روتينيات العمل المدرسى ) :
ثمة أمر مربك للمعلم المبتدئ وهو إنهاء بعض المهام الروتينية اليومية في المدرسة ، وهذا الارتباك طبيعي ، لأن المعلم لم يتدرب على الأمور المتعلقة بروتينيات التدريس كحصر غياب الطلاب ، والاطلاع على التعميمات والتوقيع عليها بالعلم ، والاستجابة لطلبات المدير أو الوكيل بإخراج طالب من الصف أو إعادته إليه وكل هذه الأمور لم يألفها المعلم لأنها لم تدرس له في محاضرات ، ولم يقرأها في كتب دراسية .
رابعا : عدم توفير المواد والأجهزة التعليمية:
يحتاج المعلم عند بدء عمله في المدرسة إلى مواد تعليمية متنوعة ، كالكتب الدراسية ، وكتاب المعلم – إن وجد – والوسائل التعليمية المختلفة ، والأجهزة التعليمية التقنية التي تستخدم في التدريس ويواجه المعلم في بداية فترة عمله مشكلة الحصول على هذه الأشياء الضرورية ، بل ومعرفة مصادر الحصول عليها .
الآثار السلبية لعزوف المعملين عن العمل :
ولظاهرة عزوف المعلمين عن العمل آثارها السلبية الخطيرة على كافة أركان العملية التعليمية بجملتها على النحو التالي :
أولا : آثارها السلبية على الطلاب :
الطلاب مركز التعليم ، فأي خلل أو ضعف في أحد عناصر العملية التعليمية، خاصة المعلم، يكون أثرها كبيرا عليهم. وفي هذه الحالة، فالأثر مباشر وعميق ، فالطالب الذي يرى المعلم لا يبالي بالإعداد للدرس أو يتأخر في الحضور أو لا يهتم بالواجبات المدرسية سيتولد لديه شعور مماثل بعدم الاهتمام بهذه الأشياء وبرود المعلم في أدائه لدرسه سيفقد الطلاب الدافعية للتعلم ، مما يجعل الدرس مملا. وهذا بدوره يزيد من الضغط النفسي لدى المعلم 00
ثانيا : آثارها السلبية على جو العام للمدرسة :
تعاون المعلمين ونشاطهم أساس نجاح المدرسة ، والمعلم الذي يمر بهذه الحالة ليس لديه دافعية للتعاون والمشاركة بل قد يزيد الأمر سوءا بأن يأخذ في تثبيط زملائه من العمل الجماعي والتعاون في نشاطات المدرسة فيفتقد بذلك الجو الجماعي التعاوني في المدرسة لتصبح مجموعة من الأفراد الذين لا يجمعهم إلا المكان فقط فلا تربطهم أهداف مشتركة ولا هموم ومطالب مشتركة ، وهذا الجو أيضا يزيد في عزوف المعلم ، بحيث تتسع دائرته ، فبدلا من الفصل تصبح المدرسة ذاتها غير مريحة له ، فلا يشعر بالرغبة في البقاء فيها ، ويلاحظ هنا أن بعض نتائج وآثار المشكلة أصبحت تعزز المشكلة وتعمقها وتوسع دائرتها ، بحيث تدخل المشكلة في حلقة مفرغة كلما تقدم بها الوقت ، يصعب معها العلاج.
ثالثا : أثارها السلبية على المعلم :
المعلم بشر، يتأثر بعواطفه وما يتعرض له من ضغوط وما يدور في بيئته ، وهذا النوع من الضغط النفسي إذا لم يبادر بعلاجه يتسبب في تعب نفسي شديد للمعلم قد يتسبب في اتخاذ قرارات غير سليمة ، مثل قرارات عدم المشاركة في بعض الأنشطة المدرسية أو أنشطة النمو العلمي ، وقد تصل تلك القرارات الى ترك التدريس 00
أيضا تؤثر هذه الحالة سلبا على نظرة المعلم للعملية التعليمية ، ونظرته للطلاب ، وهي نظرة إذا لم تعدل فقد تتأصل فتصبح دائمة ، بحيث يكون لدى المعلم قناعة بأن الطلاب كسالى ولا يفهمون وأن العمل معهم جهد ضائع ، وأن المعلم فقط مسئول عن أداء درسه ولو بأقل جهد، وليس له علاقة بزملائه في المدرسة ما دام قائما بدرسه00
مقترحات علاج ظاهرة عزوف المعلم عن العمل :
من المنطقي في العلاج تتبع الأسباب ومحاولة القضاء عليها ، إلا أنه ينبغي التنبه إلى أن الأسباب التي تتعلق بالطالب ينبغي أن لا نحمل الطالب فيها المسئولية كاملة ، فالطالب هو محور العملية التعليمية ، وينبغي أن نقبله كما هو ، ومن واجب المعلم والمدرسة تقبله وتعديل سلوكه غير المرغوب فيه.
وفيما يلي بعض الخطوات العملية المقترحة للعلاج :
1. رفع الروح المعنوية للمعلمين بشكل عام ، وإشعارهم دائما بقيمة ما يبذلونه من جهد وهذه الخطوة يقوم بها مدير المدرسة والموجه ، وتذكيرهم دائما بأنهم بعملهم هذا يقومون بخدمة عظيمة لدينهم ولأمتهم 00
2. توعية المعلمين وتذكيرهم بالقواعد الأساسية في التعلم، والتعامل مع الطلاب ، وبيان أهمية الصبر في هذا كله وضرورة الابتعاد عن النظرة المثالية للطلاب00
3. تحسس حاجات المعلمين النفسية ، ومراعاة الجوانب الإنسانية في التعامل معهم ، وإشعارهم بالدعم في المواطن الحرجة00
4. السعي للإبداع والابتكار في جو المدرسة العام ، والبعد عن الرتابة ، مع مراعاة قواعد عملية التغيير وأساليبه وما يصاحبها من ردود أفعال أو إحجام أو عداء أحيانا.
5. السعي لتنمية المعلمين وتطوير أدائهم وإكسابهم وسائل وطرق تدريس جديدة ، بالمشاركة في الدورات التربوية خاصة ما يتعلق منها بجانب إدارة الصف وأساليب وطرق التدريس.
6. سرعة احتواء المعلم المبتدئ ومحاولة إجراء التعارف بأسرع ما يمكن على بينه وبين واحد – أو اكثر – من معلمي المدرسة ، بغرض الاستفادة منه في تنظيم أو شرح بعض الأمور له ، أو حضور بعض الدروس معه ، وسوف يؤدي ذلك إلى وجود شخص يألفه ويتحدث معه ، وهو بدوره سيتبنى تقديمه لبقية زملائه ، ومن ثم تنتهي مشكلة غربته بسرعة .
7. إشراك المعلم المبتدئ فى جماعات النشاط التي توافق ميوله في المدرسة ، وبحث إمكانية مشاركته في تنظيم هذا النشاط ، أو المعاونة في الإشراف عليه ، ومن الطبيعي سيكون مضطراً للتعامل مع كثير من المعلمين والطلاب فيتعرف عليهم ويحتك بهم ، وتنتهي بسرعة مشكلة غربته أيضاً .
8. التركيز على الزيارات الصفية : وفيها يتم تشجيع المعلم المبتدئ على زيارة بعض المعلمين ومشاهدة دروسهم بصورة مكثفة ليألف المدرسة وغرفة الصف قبل أن يقوم بأول مواجهة منفردة له مع الطلاب00
9. تشجيع المعلم المبتدئ بالحرص على أن يشترك مع بعض المعلمين في فريق للتدريس في الشهور الأولى من مباشرته العمل بحيث توكل إليه في كل مرة مهام محددة في أثناء الدرس ، على ألا تستغرق هذه المهام أكثر من بعض دقائق من العمل الفعلي ، بينما تستغل باقي الوقت في متابعة زملائه أعضاء الفريق ، وقد تزيد من مدة المواجهة درساً بعد آخر ليصل إلى درس كامل بصورة تدريجية ، وعند قيامه بالتدريس أمام الفريق يتم تشجيعه على أن يستمع إلى آرائهم وتوجيهاتهم دون حساسية ، فهم عين أمينة يقدمون له صورة حقيقية يصعب عليه رؤيتها في أثناء انهماكه في العمل .
10. تدريب المعلم المبتدئ على الاهتمام بالأمور البسيطة التي تتصل بمهام المعلم في الموقف التدريسي اليومى ، فالمعلم يجب أن يقوم بحصر الغياب في بداية الدرس ، ويجب أن ينتبه لمن يطرق باب غرفة الصف ليعرف ماذا يريد كما يجب أن يستفسر عن اسباب يتأخر من الطلاب وهكذا فإن مثل هذه الأمور التي يجب ألا تغيب عن انتباه المعلم ، أو تقع خارج دائرة اهتمامه في أثناء وجوده داخل غرفة الفصل00
11. زيادة فهم ووعى المعلم المبتدئ الى ضرورة الحزم وقوة الشخصية داخل الفصل وعدم تركه الطلاب وغيرهم يدخلون ويخرجون من الصف دون وعي أو انتباه منه مما يفقده القدرة على التحكم في النظام ، ويقلل من قدرته على ضبط الفصل الدراسى .
12. زيادة اهتمام المعلم الأول ومدير المدرسة بالمعلم المبتدئ لتوفير مستلزماته من المواد التعليمية أو لتوجيهه الوجهة الصحيحة التي توفر وقته وجهده وتمكنه من الحصول على ما يريد دون عناء .
صلاح مصطفى على بيومى
مدير ادارة تنسيق وظائف التعليم الفنى
مديرية التربية والتعليم بشمال سيناء
SalahBaiumi@yahoo.com
وهذه الحالة إذا لم يسارع في علاجها فقد يكون لها أثر سيء على الطلاب وعلى جو المدرسة العام ، بل قد يتعدى أثرها إلى مستقبل المعلم التعليمي نفسه ، وتترسخ هذه النظرة فتؤثر على نظرة المعلم للطلاب والتعليم بشكل عام ، وقد تزداد حالة العزوف وتبدو ملحوظة لجميع المحيطين به خاصة أثناء العام الدراسي سواء داخل الفصل أو خارجه ومنها :
1. الشعور بالنفور من التدريس والملل من الفصل والطلاب00
2. انخفاض الدافعية للمشاركة في أنشطة المدرسة00
3. عدم الاهتمام بالإعداد للدرس ، وأداؤه بأقل قدر من الجهد والوقت00
4. التأخر في الذهاب للفصل وعدم متابعة واجبات الطلاب00
5. الإكثار من ذم الطلاب واتهامهم بالكسل وعدم الفهم00
6. كثرة التذمر من أوضاع المدرسة وأوضاع التعليم بشكل عام00
وهذه الحالة يتعرض على اى من المعلمين على حد سواء وبصرف النظر عن مدة خدمته فى العملية التعليمية ولكل له أسبابه ، فالمعلم صاحب الخبرة فى مجال العمل بالتعليم تعتريه هذه الحالة للأسباب التالية :
أولا : الأسباب التي تتعلق بالطالب وهى :
1. سوء السلوك في الصف.
2. انخفاض الدافعية للتعلم.
3. بطء التعلم.
4. إهمال الواجبات.
ثانيا : الأسباب التي تتعلق بالمعلم :
1. عدم إلمامه بالقواعد الصحيحة للتعلم : فمن المعلمين من يرى أن إلقاء الدرس كاف لإفهام الطلاب. فيصاب بإحباط عند عدم تحقق ذلك00
2. عدم إلمامه بالخصائص النفسية للطلاب: فمن المعلمين من يجهل خصائص المرحلة التي يعلم فيها. فلا يعلم خصائص فترة المراهقة المبكرة وما يصاحبها من سلوكيات ، فيفسر تصرفات الطلاب بقياسها على تصرفات الراشدين ، ويقيس قدراتهم في التعليم والتذكر والتصور المجرد على قدرات الراشدين ، وهذا ما يجعله يتوقع أشياء كثيرة من الطلاب فيفاجأ بالقليل ، أيضا عدم الإلمام بالفروق الفردية بين المتعلمين واختلاف أساليب الطلاب المفضلة في التعلم ، فمنهم من يفضل الأساليب الفردية ، ومنهم من يفضل الجماعية ومنهم من يفضل أسلوب الشرح من المعلم ومنهم من يفضل أسلوب المناقشة والاستنتاج أو أسلوب التجريب العملي00
3. عدم التحلي بالصبر: من أهم صفات المعلم الصبر. فالتعلم يحتاج إلى وقت حتى يحدث وتظهر آثاره . وافتراض أن كل الطلاب يجب أن يتعلموا بنفس المستوى بمجرد انتهاء الدرس أمر غير واقعي . بل لابد من التكرار وتنويع أساليب التعليم والمراجعة. ومع ذلك توقع اختلاف مستويات التعلم00
4. الركون إلى أسلوب واحد في التدريس وعدم التجديد والإبداع : وهذا يجعل الفصل يسير بطريقة رتيبة ، ويساهم في إملال الطلاب ، وقد يعيق تعلم بعضهم ، وهو أيضا يساهم في خفض مستوى الدافعية للمشاركة وكل ذلك يجعل المعلم يرى عملية التعليم مملة أو مميتة00
ثالثا : أسباب تتعلق بالمدرسة :
1. وجود مشاكل داخل المدرسة بين المعلم وزملائه أو المعلم ومدير المدرسة أو المعلم والأخصائي الاجتماعي 00
2. عدم توفير الجو المدرسي الأخوي وأنشطة المدرسية التي تستحث المعلم وتدفعه المشاركة، وتوجد له قنوات لمناقشة مشاكله في الفصل أو في المدرسة.
3. عدم وجود البيئة المدرسية التي تساعد المعلم على حل مشاكله. ومن ذلك عدم اهتمام مدير المدرسة بهذا الجانب والتنبه له ولأعراضه00
4. عدم طرح الموضوعات التي تتعلق بالجانب النفسي للمعلم في المدرسة وجانب العلاقة بينه وبين عناصر المدرسة الأخرى، في اللقاءات التربوية على مستوى المدرسة أو على مستويات أعلى00
5. الضغط في عبء الدروس اليومية على المعلم00
6. عدم توفر متطلبات إنجاح الدرس وتفعيله ، مثل غرف الأنشطة والمختبرات والصالات المناسبة أو الوسائل ونحو ذلك00
هذه جملة من الأسباب العامة وقد يوجد في كل مدرسة أسباب خاصة أخرى ، على مدير المدرسة ملاحظتها00
اما بالنسبة للمعلم المبتدئ الذى تنتابه هذه الحالة للأسباب التى سنعرضها ، فهناك بعض المشكلات المهنية التي تواجهه نظراً لقلة خبراته بميدان التعليم ، ويكتسب المعلم مناعة ضد هذه المشكلات مع مرور الزمن ، بازدياد خبراته في العمل الميداني ، ومن اسباب هذه الظاهرة لدى المعلم المبتدئ :
اولا : الشعور بالغربة :
قد يشعر المعلم في الأسابيع الأولى من وجوده في المدرسة بالغربة في هذا المكان الجديد وهذا شعور طبيعي لأي شخص يدخل إلى مكان غير مألوف لدية فمثل هذا الشعور لا يزعج بأي حال من الأحوال ، ولعل السبب في هذا الشعور هو عدم المعرفة الكافية بمكونات المكان ، وعدم معرفة أسماء الأشخاص وطباعهم وربما كيفية التعام00
ثانيا : المواجهة الأولى :
وتعنى أول مرة يدخل فيها المعلم إلى الفصل الدراسى ليواجه الطلاب – على الرغم من تدريبة على التدريس في أثناء التربية العلمية – تنتابه مجموعة من مشاعر القلق قبل الدرس الموعد ، ونود أن نطمئن كل معلم مبتدئ إلى أن كل هذه المشاعر طبيعية ومعتادة فهو مقدم على اليوم الذي ينتقل فيه من عالم الطلاب إلى عالم المعلمين الحقيقيين ، ومن الطبيعي أن يكون لهذا اليوم التاريخي ، ولهذا اللحظات انفعالاتها ومضامينها النفسية المتعددة .
ثالثا : النظم اليومية ( روتينيات العمل المدرسى ) :
ثمة أمر مربك للمعلم المبتدئ وهو إنهاء بعض المهام الروتينية اليومية في المدرسة ، وهذا الارتباك طبيعي ، لأن المعلم لم يتدرب على الأمور المتعلقة بروتينيات التدريس كحصر غياب الطلاب ، والاطلاع على التعميمات والتوقيع عليها بالعلم ، والاستجابة لطلبات المدير أو الوكيل بإخراج طالب من الصف أو إعادته إليه وكل هذه الأمور لم يألفها المعلم لأنها لم تدرس له في محاضرات ، ولم يقرأها في كتب دراسية .
رابعا : عدم توفير المواد والأجهزة التعليمية:
يحتاج المعلم عند بدء عمله في المدرسة إلى مواد تعليمية متنوعة ، كالكتب الدراسية ، وكتاب المعلم – إن وجد – والوسائل التعليمية المختلفة ، والأجهزة التعليمية التقنية التي تستخدم في التدريس ويواجه المعلم في بداية فترة عمله مشكلة الحصول على هذه الأشياء الضرورية ، بل ومعرفة مصادر الحصول عليها .
الآثار السلبية لعزوف المعملين عن العمل :
ولظاهرة عزوف المعلمين عن العمل آثارها السلبية الخطيرة على كافة أركان العملية التعليمية بجملتها على النحو التالي :
أولا : آثارها السلبية على الطلاب :
الطلاب مركز التعليم ، فأي خلل أو ضعف في أحد عناصر العملية التعليمية، خاصة المعلم، يكون أثرها كبيرا عليهم. وفي هذه الحالة، فالأثر مباشر وعميق ، فالطالب الذي يرى المعلم لا يبالي بالإعداد للدرس أو يتأخر في الحضور أو لا يهتم بالواجبات المدرسية سيتولد لديه شعور مماثل بعدم الاهتمام بهذه الأشياء وبرود المعلم في أدائه لدرسه سيفقد الطلاب الدافعية للتعلم ، مما يجعل الدرس مملا. وهذا بدوره يزيد من الضغط النفسي لدى المعلم 00
ثانيا : آثارها السلبية على جو العام للمدرسة :
تعاون المعلمين ونشاطهم أساس نجاح المدرسة ، والمعلم الذي يمر بهذه الحالة ليس لديه دافعية للتعاون والمشاركة بل قد يزيد الأمر سوءا بأن يأخذ في تثبيط زملائه من العمل الجماعي والتعاون في نشاطات المدرسة فيفتقد بذلك الجو الجماعي التعاوني في المدرسة لتصبح مجموعة من الأفراد الذين لا يجمعهم إلا المكان فقط فلا تربطهم أهداف مشتركة ولا هموم ومطالب مشتركة ، وهذا الجو أيضا يزيد في عزوف المعلم ، بحيث تتسع دائرته ، فبدلا من الفصل تصبح المدرسة ذاتها غير مريحة له ، فلا يشعر بالرغبة في البقاء فيها ، ويلاحظ هنا أن بعض نتائج وآثار المشكلة أصبحت تعزز المشكلة وتعمقها وتوسع دائرتها ، بحيث تدخل المشكلة في حلقة مفرغة كلما تقدم بها الوقت ، يصعب معها العلاج.
ثالثا : أثارها السلبية على المعلم :
المعلم بشر، يتأثر بعواطفه وما يتعرض له من ضغوط وما يدور في بيئته ، وهذا النوع من الضغط النفسي إذا لم يبادر بعلاجه يتسبب في تعب نفسي شديد للمعلم قد يتسبب في اتخاذ قرارات غير سليمة ، مثل قرارات عدم المشاركة في بعض الأنشطة المدرسية أو أنشطة النمو العلمي ، وقد تصل تلك القرارات الى ترك التدريس 00
أيضا تؤثر هذه الحالة سلبا على نظرة المعلم للعملية التعليمية ، ونظرته للطلاب ، وهي نظرة إذا لم تعدل فقد تتأصل فتصبح دائمة ، بحيث يكون لدى المعلم قناعة بأن الطلاب كسالى ولا يفهمون وأن العمل معهم جهد ضائع ، وأن المعلم فقط مسئول عن أداء درسه ولو بأقل جهد، وليس له علاقة بزملائه في المدرسة ما دام قائما بدرسه00
مقترحات علاج ظاهرة عزوف المعلم عن العمل :
من المنطقي في العلاج تتبع الأسباب ومحاولة القضاء عليها ، إلا أنه ينبغي التنبه إلى أن الأسباب التي تتعلق بالطالب ينبغي أن لا نحمل الطالب فيها المسئولية كاملة ، فالطالب هو محور العملية التعليمية ، وينبغي أن نقبله كما هو ، ومن واجب المعلم والمدرسة تقبله وتعديل سلوكه غير المرغوب فيه.
وفيما يلي بعض الخطوات العملية المقترحة للعلاج :
1. رفع الروح المعنوية للمعلمين بشكل عام ، وإشعارهم دائما بقيمة ما يبذلونه من جهد وهذه الخطوة يقوم بها مدير المدرسة والموجه ، وتذكيرهم دائما بأنهم بعملهم هذا يقومون بخدمة عظيمة لدينهم ولأمتهم 00
2. توعية المعلمين وتذكيرهم بالقواعد الأساسية في التعلم، والتعامل مع الطلاب ، وبيان أهمية الصبر في هذا كله وضرورة الابتعاد عن النظرة المثالية للطلاب00
3. تحسس حاجات المعلمين النفسية ، ومراعاة الجوانب الإنسانية في التعامل معهم ، وإشعارهم بالدعم في المواطن الحرجة00
4. السعي للإبداع والابتكار في جو المدرسة العام ، والبعد عن الرتابة ، مع مراعاة قواعد عملية التغيير وأساليبه وما يصاحبها من ردود أفعال أو إحجام أو عداء أحيانا.
5. السعي لتنمية المعلمين وتطوير أدائهم وإكسابهم وسائل وطرق تدريس جديدة ، بالمشاركة في الدورات التربوية خاصة ما يتعلق منها بجانب إدارة الصف وأساليب وطرق التدريس.
6. سرعة احتواء المعلم المبتدئ ومحاولة إجراء التعارف بأسرع ما يمكن على بينه وبين واحد – أو اكثر – من معلمي المدرسة ، بغرض الاستفادة منه في تنظيم أو شرح بعض الأمور له ، أو حضور بعض الدروس معه ، وسوف يؤدي ذلك إلى وجود شخص يألفه ويتحدث معه ، وهو بدوره سيتبنى تقديمه لبقية زملائه ، ومن ثم تنتهي مشكلة غربته بسرعة .
7. إشراك المعلم المبتدئ فى جماعات النشاط التي توافق ميوله في المدرسة ، وبحث إمكانية مشاركته في تنظيم هذا النشاط ، أو المعاونة في الإشراف عليه ، ومن الطبيعي سيكون مضطراً للتعامل مع كثير من المعلمين والطلاب فيتعرف عليهم ويحتك بهم ، وتنتهي بسرعة مشكلة غربته أيضاً .
8. التركيز على الزيارات الصفية : وفيها يتم تشجيع المعلم المبتدئ على زيارة بعض المعلمين ومشاهدة دروسهم بصورة مكثفة ليألف المدرسة وغرفة الصف قبل أن يقوم بأول مواجهة منفردة له مع الطلاب00
9. تشجيع المعلم المبتدئ بالحرص على أن يشترك مع بعض المعلمين في فريق للتدريس في الشهور الأولى من مباشرته العمل بحيث توكل إليه في كل مرة مهام محددة في أثناء الدرس ، على ألا تستغرق هذه المهام أكثر من بعض دقائق من العمل الفعلي ، بينما تستغل باقي الوقت في متابعة زملائه أعضاء الفريق ، وقد تزيد من مدة المواجهة درساً بعد آخر ليصل إلى درس كامل بصورة تدريجية ، وعند قيامه بالتدريس أمام الفريق يتم تشجيعه على أن يستمع إلى آرائهم وتوجيهاتهم دون حساسية ، فهم عين أمينة يقدمون له صورة حقيقية يصعب عليه رؤيتها في أثناء انهماكه في العمل .
10. تدريب المعلم المبتدئ على الاهتمام بالأمور البسيطة التي تتصل بمهام المعلم في الموقف التدريسي اليومى ، فالمعلم يجب أن يقوم بحصر الغياب في بداية الدرس ، ويجب أن ينتبه لمن يطرق باب غرفة الصف ليعرف ماذا يريد كما يجب أن يستفسر عن اسباب يتأخر من الطلاب وهكذا فإن مثل هذه الأمور التي يجب ألا تغيب عن انتباه المعلم ، أو تقع خارج دائرة اهتمامه في أثناء وجوده داخل غرفة الفصل00
11. زيادة فهم ووعى المعلم المبتدئ الى ضرورة الحزم وقوة الشخصية داخل الفصل وعدم تركه الطلاب وغيرهم يدخلون ويخرجون من الصف دون وعي أو انتباه منه مما يفقده القدرة على التحكم في النظام ، ويقلل من قدرته على ضبط الفصل الدراسى .
12. زيادة اهتمام المعلم الأول ومدير المدرسة بالمعلم المبتدئ لتوفير مستلزماته من المواد التعليمية أو لتوجيهه الوجهة الصحيحة التي توفر وقته وجهده وتمكنه من الحصول على ما يريد دون عناء .
صلاح مصطفى على بيومى
مدير ادارة تنسيق وظائف التعليم الفنى
مديرية التربية والتعليم بشمال سيناء
SalahBaiumi@yahoo.com