تُجمع كل الأنظمة التعليمية بأن المعلم أحد العناصر الأساسية للعملية التعليمية التعلمية، فبدون معلم مؤهل أكاديمياً ومتدربٍٍ مهنياً يعي دوره الكبير والشامل لا يستطيع أي نظام تعليمي الوصول إلى تحقيق أهدافه المنشودة . ومع الانفجار المعرفي الهائل ودخول العالم عصر العولمة والاتصالات والتقنية العالية، أصبحت هناك ضرورة ملحة إلى معلم يتطور باستمرار متمشياً مع روح العصر؛ معلمٍ يلبي حاجات الطالب والمجتمع 00
لقد شهد التاريخ للمعلم بالرفعة والقداسة ،فكان تاج الرؤوس ذا هيبة ووقار ،لا يجارى ولا يبارى في المجتمع فهو الأمين المستشار وهو الأب الحنون البار لدى الكبار والصغار ، وهو قاضيهم باقتدار عند النزاع و الشجار. وهو كالسراج ينير الدرب للسالك ، هذه حقيقة ما كان عليه المعلم في السابق وهكذا عرف في المجتمع، وأوصافه لا تكاد تجمع لأحد يعرف بها غيره بين الناس ، فكان الطالب يهاب أستاذه أينما رآه لأن أباه هكذا رباه ، فمن يجرؤ على رفع بصره فضلا أن ينطق ببنت شفة إلا ما كان في محله وعلى بابه، وان لم يمنعهم الخوف فلا أقل من الحياء ، وما حملهم على ذلك غير الحب للمعلم وما حواه ، أو الحب للعلم ومن يحمله . ومن هذا المنطلق تخرج الكثير من العظماء الذين سجلوا تاريخ مصر فى كافة المجالات كان سببا فى تخريج علماء وادباء وفلاسفة وثوار وقيادات فى كافة الحركات الوطنية المصرية كل هؤلاء منتج عظيم لمعلم عظيم ساهم بشكل كبير فى تشكيل الهوية الوطنية المصرية ، وهذا ما دفع أمير الشعراء احمد شوقى بالرغم من انه لم يكن معلما ان تحدث عن المعلم وقال فيه شعرا عظيما مازال يدرس حتى اليوم حيث قال بقصيدته التي كتبها للثناء على المعلم وجهوده ، والتي مطلعها:
قم للمعلم وفـــــــــه التبجيلا000 كاد المعــــلم أن يكون رسولا أرأيت أعظم أو أجل من الذي000 يبني وينشىء أنفسا وعقولا
هكذا كان المعلم وهذه هي أخباره اما اليوم فقد تغير الطالب وتغير المعلم وتغير المجتمع بمن فيه ، إن القلب ليتقطع حسرة وكمدا أن يرى المعلم يرثى اليوم بين جدران المدارس وهو حي، فهو اليوم لا يكاد يسلم من أذى اللسان في السر والعلن، فاستوي عند الطالب ظهر المعلم ووجهه بل وأصبح الطالب يكن له العداوة والبغضاء ويتربص به الدوائر أينما وجده لينتقم منه00
أما حاله في الفصل الدراسي فحدث ولا حرج إذ الأعاجيب لا تنقضي، فإن تكلم المدرس بتوبيخ أو عتاب جاء القصاص بالمثل ، وان سكت المدرس أو أحال على الإدارة قيل عنه: الخائف الجبان،وان تأخر دقيقة عن دخول الفصل سعد الطلاب فقلبوا الدرس عرسا ، وان تقدم ثوان ربما طردوه لان الحصة لم تبدأ بعد ، وان انتهت الحصة بقرع الجرس ولما ينهي كلامه تركوه ولا كرامة00
ثم إن جاءت الامتحانات يهاجم المعلم بصعوبة الإمتحان ويهاجم آخر بطول المادة وعند اعلان النتائج والدرجات جاءت على رأس المعلم الطامات والمصيبات من الآباء والأمهات بين شاك وباك، وهكذا لا يكاد المعلم ينجو من حفرة حتى يقع في أخرى. وفي نهاية العام الدراسي يوفى نصيبه من الإساءة والأذى ويجزاه الجزاء الأوفى.
اننا نناشد أهل الخير والفضل من أولياء الأمور والمسئولين والتربويين والآباء والأبناء وجمهور الناس في المجتمع من أهل الأقلام والإعلام وأصحاب الأحكام ارفعوا ايديكم عن المعلم ، وابعدوا عنه أسلحتكم الفتاكة ، وأن يقفوا مع المعلم ليأخذ مكانته اللائقة ويستعيد هيبته المسلوبة ، قد يخطأ القليل من المعلمين ، ومن منا لا يخطئ ، فخطأ البشر فى الأصل لكمال الله وحده ، وخطأ فرد لا يعنى خطأ جيل من المعلمين بالكامل ، يحاسب المخطأ من المعلمين ولكن لا يحاسب جيل كامل من المعلمين 00
إن مهنة المعلم عظيمة لأنه الشخص الذي يقوم بعملية التعليم المنهجية, والتي يمر فيها معظم فئات المجتمع , حيث يلقى كل فرد نوعاً ما من التعليم. إن للمعلم رسالة هي الأسمى, وتأثيره هو الأبلغ والأجدى؛ فهو الذي يشكل العقول والثقافات من خلال هندسة العقل البشري, ويحدد القيم والتوجهات ويرسم إطار مستقبل الأمة.
إن رسالة المعلم تعتبر لبنة هامة في المنظومة التعليمية، تناط به مسئوليات جمة حتمها عليه تنامي هيكلية التعليم واتساع نطاقه من طرق تدريس ووسائل متنوعة ناتجة عن ثورة المعلومات, والانفجار المعرفي الهائل الذي يمخر المعلم أمواجه بهدف إيصال الطالب لمواكبة عصره00
إن رسالة المعلم من أسمى وأشرف الرسالات، وأمانة من أعظم وأثقل الأمانات، لأن المعلم يتعامل مع النفس البشرية التي لا يعلم إلا الله بُعد أعماقها واتساع آفاقها ، فالمعلم يحمل رسالة سامية يعد فيها جيلاً صالحاً مسلحاً بالعلم والمعرفة.
ان المعلم في ربوع مصر يحمل عبء رسالة خاصة، فهو ليس منْ يدِّرس في مدرسة فقط ، بل هو الشخص الذي يمتلك القدرات في أن يجعل مجتمعه قادراً على الصمود وعلى امتلاك المعارف وقادراً على الصمود والتحدي فى مواجهة اى عقبات او مصاعب تعترض سبيل تقدمه ، إنه المعلم المصرى الذي يحمل رسالته ، يعلِّم الأجيال قضايا وتاريخ وطنه ومجتمعه ومقومات الحفاظ عليه وتنميته وتطويره وتقدمه ، وعلى امتداد تاريخ النضال المصرى ، لعب المعلم دوراً قيادياً وإنتاجياً، فقد أنتج قيادات خيرة انخرطوا في كافة المجالات المحلية والعالمية ومازالت بصماتهم وافكارهم وكتاباتهم وأعمالهم مثال فخر لكافة الإجيال على مدار التاريخ والى ان يرث الله الأرض وما عليها ، حيث كان المعلم وما يزال المدرس, والموجِّه والمربي والزارع والحريص على التمسك بقدسية امال وتطلعات واحلام كل المصريين فى مجتمع راق متقدم ينافس كافة المجتمعات فى كافة بقاع الأرض تقدما ورفعه وسمو ويحقق الرفاهية والحياة العظيمه لهذا الشعب العظيم ، وذلك ايمانا منا بانه اذا اردت ان تقيم دولة وشعبا اقوياء عليك بالتعليم يديره معلم قوى وان اردت ان تخسر دولة او شعبا عليك بالتعليم ايضا يديره شخص فاسد لا ينتمى الى مجتمع المعلمين 00
إن المعلم المصرى هو المعلم النموذج الذي أعطي الكثير لشعبه وأمته العربية, ولا يزال يعطي, رغم الظلم والإجحاف الذي لحق به.
صلاح مصطفى على بيومى
مدير ادارة تنسيق وظائف التعليم الفنى
مديرية التربية والتعليم بشمال سيناء
salahbaiumi@yahoo.com
لقد شهد التاريخ للمعلم بالرفعة والقداسة ،فكان تاج الرؤوس ذا هيبة ووقار ،لا يجارى ولا يبارى في المجتمع فهو الأمين المستشار وهو الأب الحنون البار لدى الكبار والصغار ، وهو قاضيهم باقتدار عند النزاع و الشجار. وهو كالسراج ينير الدرب للسالك ، هذه حقيقة ما كان عليه المعلم في السابق وهكذا عرف في المجتمع، وأوصافه لا تكاد تجمع لأحد يعرف بها غيره بين الناس ، فكان الطالب يهاب أستاذه أينما رآه لأن أباه هكذا رباه ، فمن يجرؤ على رفع بصره فضلا أن ينطق ببنت شفة إلا ما كان في محله وعلى بابه، وان لم يمنعهم الخوف فلا أقل من الحياء ، وما حملهم على ذلك غير الحب للمعلم وما حواه ، أو الحب للعلم ومن يحمله . ومن هذا المنطلق تخرج الكثير من العظماء الذين سجلوا تاريخ مصر فى كافة المجالات كان سببا فى تخريج علماء وادباء وفلاسفة وثوار وقيادات فى كافة الحركات الوطنية المصرية كل هؤلاء منتج عظيم لمعلم عظيم ساهم بشكل كبير فى تشكيل الهوية الوطنية المصرية ، وهذا ما دفع أمير الشعراء احمد شوقى بالرغم من انه لم يكن معلما ان تحدث عن المعلم وقال فيه شعرا عظيما مازال يدرس حتى اليوم حيث قال بقصيدته التي كتبها للثناء على المعلم وجهوده ، والتي مطلعها:
قم للمعلم وفـــــــــه التبجيلا000 كاد المعــــلم أن يكون رسولا أرأيت أعظم أو أجل من الذي000 يبني وينشىء أنفسا وعقولا
هكذا كان المعلم وهذه هي أخباره اما اليوم فقد تغير الطالب وتغير المعلم وتغير المجتمع بمن فيه ، إن القلب ليتقطع حسرة وكمدا أن يرى المعلم يرثى اليوم بين جدران المدارس وهو حي، فهو اليوم لا يكاد يسلم من أذى اللسان في السر والعلن، فاستوي عند الطالب ظهر المعلم ووجهه بل وأصبح الطالب يكن له العداوة والبغضاء ويتربص به الدوائر أينما وجده لينتقم منه00
أما حاله في الفصل الدراسي فحدث ولا حرج إذ الأعاجيب لا تنقضي، فإن تكلم المدرس بتوبيخ أو عتاب جاء القصاص بالمثل ، وان سكت المدرس أو أحال على الإدارة قيل عنه: الخائف الجبان،وان تأخر دقيقة عن دخول الفصل سعد الطلاب فقلبوا الدرس عرسا ، وان تقدم ثوان ربما طردوه لان الحصة لم تبدأ بعد ، وان انتهت الحصة بقرع الجرس ولما ينهي كلامه تركوه ولا كرامة00
ثم إن جاءت الامتحانات يهاجم المعلم بصعوبة الإمتحان ويهاجم آخر بطول المادة وعند اعلان النتائج والدرجات جاءت على رأس المعلم الطامات والمصيبات من الآباء والأمهات بين شاك وباك، وهكذا لا يكاد المعلم ينجو من حفرة حتى يقع في أخرى. وفي نهاية العام الدراسي يوفى نصيبه من الإساءة والأذى ويجزاه الجزاء الأوفى.
اننا نناشد أهل الخير والفضل من أولياء الأمور والمسئولين والتربويين والآباء والأبناء وجمهور الناس في المجتمع من أهل الأقلام والإعلام وأصحاب الأحكام ارفعوا ايديكم عن المعلم ، وابعدوا عنه أسلحتكم الفتاكة ، وأن يقفوا مع المعلم ليأخذ مكانته اللائقة ويستعيد هيبته المسلوبة ، قد يخطأ القليل من المعلمين ، ومن منا لا يخطئ ، فخطأ البشر فى الأصل لكمال الله وحده ، وخطأ فرد لا يعنى خطأ جيل من المعلمين بالكامل ، يحاسب المخطأ من المعلمين ولكن لا يحاسب جيل كامل من المعلمين 00
إن مهنة المعلم عظيمة لأنه الشخص الذي يقوم بعملية التعليم المنهجية, والتي يمر فيها معظم فئات المجتمع , حيث يلقى كل فرد نوعاً ما من التعليم. إن للمعلم رسالة هي الأسمى, وتأثيره هو الأبلغ والأجدى؛ فهو الذي يشكل العقول والثقافات من خلال هندسة العقل البشري, ويحدد القيم والتوجهات ويرسم إطار مستقبل الأمة.
إن رسالة المعلم تعتبر لبنة هامة في المنظومة التعليمية، تناط به مسئوليات جمة حتمها عليه تنامي هيكلية التعليم واتساع نطاقه من طرق تدريس ووسائل متنوعة ناتجة عن ثورة المعلومات, والانفجار المعرفي الهائل الذي يمخر المعلم أمواجه بهدف إيصال الطالب لمواكبة عصره00
إن رسالة المعلم من أسمى وأشرف الرسالات، وأمانة من أعظم وأثقل الأمانات، لأن المعلم يتعامل مع النفس البشرية التي لا يعلم إلا الله بُعد أعماقها واتساع آفاقها ، فالمعلم يحمل رسالة سامية يعد فيها جيلاً صالحاً مسلحاً بالعلم والمعرفة.
ان المعلم في ربوع مصر يحمل عبء رسالة خاصة، فهو ليس منْ يدِّرس في مدرسة فقط ، بل هو الشخص الذي يمتلك القدرات في أن يجعل مجتمعه قادراً على الصمود وعلى امتلاك المعارف وقادراً على الصمود والتحدي فى مواجهة اى عقبات او مصاعب تعترض سبيل تقدمه ، إنه المعلم المصرى الذي يحمل رسالته ، يعلِّم الأجيال قضايا وتاريخ وطنه ومجتمعه ومقومات الحفاظ عليه وتنميته وتطويره وتقدمه ، وعلى امتداد تاريخ النضال المصرى ، لعب المعلم دوراً قيادياً وإنتاجياً، فقد أنتج قيادات خيرة انخرطوا في كافة المجالات المحلية والعالمية ومازالت بصماتهم وافكارهم وكتاباتهم وأعمالهم مثال فخر لكافة الإجيال على مدار التاريخ والى ان يرث الله الأرض وما عليها ، حيث كان المعلم وما يزال المدرس, والموجِّه والمربي والزارع والحريص على التمسك بقدسية امال وتطلعات واحلام كل المصريين فى مجتمع راق متقدم ينافس كافة المجتمعات فى كافة بقاع الأرض تقدما ورفعه وسمو ويحقق الرفاهية والحياة العظيمه لهذا الشعب العظيم ، وذلك ايمانا منا بانه اذا اردت ان تقيم دولة وشعبا اقوياء عليك بالتعليم يديره معلم قوى وان اردت ان تخسر دولة او شعبا عليك بالتعليم ايضا يديره شخص فاسد لا ينتمى الى مجتمع المعلمين 00
إن المعلم المصرى هو المعلم النموذج الذي أعطي الكثير لشعبه وأمته العربية, ولا يزال يعطي, رغم الظلم والإجحاف الذي لحق به.
صلاح مصطفى على بيومى
مدير ادارة تنسيق وظائف التعليم الفنى
مديرية التربية والتعليم بشمال سيناء
salahbaiumi@yahoo.com