يزداد الاهتمام يوماً بعد آخر بالتربية كوحدة من أهم أدوات البناء الحضاري وإحداث التغيرات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية المطلوبة ، وذلك لكونها وسيلة مهمة من وسائل إعداد العنصر البشري الذي يشكل الأساس في عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية ، كما أن مهمتها أصبحت كبيرة جداً بسبب التغير والتطور المستمرين في عالم تتنامى فيه الأفكار وتتسع فيه المعارف بسرعة مذهلة ، ويؤدي التعليم دوراً كبيراً في نجاح كافة خطط التنمية بوصفة يمثل عنصراً فاعلاً لتحقيق هذا التقدم ، وهكذا بذلت الجهود وما تزال تبذل من أجل التوسع في التعليم ورفع كفايته.
وتحتل مرحلة التعليم الأساسي مكان الصدارة بالنسبة لمراحل التعليم المختلفة، ونظراً لسعة حجم هذا التعليم وأهميته بوصفه مرحلة عامة أساسية ينبغي أن يحصل عليها كل أبناء الشعب ، ويعد الحد الأدنى الذي لا يمكن الاستغناء عنه لأنه يجسد المضمون المنطقي لمبدأ تكافؤ الفرص التعليمية في مرحلة الطفولة ، فهي الأساس لنمو الشخصية الإنسانية وتشكيل سماتها وتطويرها لتنشئة مواطن صالح ونافع ، وإعداد جيل متعلم مدرك لمسئوليته في مواجهة التحديات المستقبلية. إضافة إلى أن مرحلة التعليم الأساسي تعد مرحلة إلزامية يحصل المتعلم من خلالها على الحد الأدنى من المعارف والمهارات.
ويطلق مصطلح ( التعليم الأساسي ) على نظم تعليمية بديلة غير تقليدية تضم سنوات المرحلتين الابتدائية والإعدادية , وفى مصر تم تعريف التعليم الأساسي بأنه : تعليم موحد توفره الدولة لجميع الأطفال ممن هم سن المدرسة , مدته تسع سنوات يقوم على توفير الاحتياجات التعليمية الأساسية من المعلومات والمعارف والمهارات , وتنمية الاتجاهات والقيم التي تمكن المتعلمين من الاستمرار في التعليم والتدريب وفقاً لميولهم واستعدادهم وقدراتهم التي يهدف هذا التعليم إلى تنميتها لمواجهة تحديات وظروف الحاضر وتطلعات المستقبل , في إطار التنمية المجتمعية الشاملة ، ويتصف هذا التعليم بالآتى :
1. هو تعليم موحد للجميع , على أساس أنهم أعضاء في مجتمع واحد تجمعهم أهداف وطموحات مشتركة تتطلب قدراً مشتركاً من التعليم والثقافة بما يضمن تماسك المجتمع وفق هويته الثقافية العربية والدينية00
2. هو تعليم مدته تسع سنوات يتواءم مع التوجهات التربوية الحديثة ومتطلبات الحياة المعاصرة واحتياجات التنمية , ساعياً نحو توسيع قاعدة التعليم الأساسي وسد منابع الأمية وتزويد المتعلمين بالمعارف والمهارات والاتجاهات والقيم الأساسية الضرورية , ومراعاة لخصائصهم ومطالب نموهم في هذه المرحلة التعليمية التى تمتد من السن السادسة حتى السن الخامسة عشر 00
3. هو تعليم يتصف بالشمولية من حيث تنمية جميع جوانب شخصية المتعلم في إطار متوازن ومتكامل .
4. هو تعليم يهتم بالربط بين النظرية والتطبيق والفكر والعمل والتعليم والحياة وفق مبدأ تكامل الخبرة .
5. هو تعليم يسعى نحو إكساب المتعلم مهارات التعلم الذاتي في إطار مفهوم التربية المستمرة وغرس القيم والممارسات اللازمة لتحقيق الإتقان في التعلم والتعليم .
6. هو تعليم يتصف بالمرونة في توجيه مخرجاته حيث يعد المتعلم لمواصلة التعليم بالمراحل اللاحقة أو يهيئه للتدريب من أجل الالتحاق بسوق العمل , وفق استعداداته وإمكاناته وكفاياته.
7. هو تعليم يستهدف إعداد المتعلمين للإسهام في التنمية المجتمعية الشاملة .
ويهدف التعليم الأساسي إجمالا إلى تحقيق مجموعة الأهداف التالية :
1. تنمية مختلف جوانب شخصية المتعلم تنمية شاملة متكاملة في إطار مبادئ العقيدة الإسلامية والثقافة العمانية .
2. غرس الانتماء الوطني لدي المتعلم وتنمية قدرته على التفاعل مع العالم المحيط به .
3. إكساب المتعلم المهارات اللازمة للحياة وذلك بتنمية كفايات الاتصال والتعلم الذاتي والقدرة على استخدام أسلوب التفكير العلمي الناقد والتعامل مع العلوم والتقانات المعاصرة .
4. إكساب المتعلم قيم العمل والإنتاج والإتقان والمشاركة في الحياة العامة والقدرة على التكيف مع مستجدات العصر والتعامل مع مشكلاته بوعي ودراية والمحافظة على البيئة واستثمار مواردها وحسن استغلال وقت الفراغ .
5. التقليل من نسبة التسرب بين الطلاب .
6. سد منابع الأمية ، ورفع مدارك ومعارف الطلاب
لكن الواقع أن ما حققه التعليم الاساسى فى مصر من أوضاع أفضل-على المستوى النظرى - فى مجال اعداد الأفراد للمواطنة المنتجة وتهيئتهم لنمط اجتماعي وفكري متجانس ، وربط التعليم بالبيئة والجمع بين الثقافة النظرية والمهنية ، هذا من حيث الشكل النظرى أو أن التقارير المعده عن ايجابيات هذا التعليم فى مصر كلها مبشرة بالخير والطمأنينة بأن مسار هذا التعليم فى الطريق الصحيح وهذا على خلاف الواقع والحال وهذا من واقع تجربتى الشخصية ، فجأة تم تحويل مدرستين فى شمال سيناء الى مدارس للتعليم الإساسى الأولى مدرسة المساعيد الإبتدائية تم تحويلها الى مدرسة المساعيد للتعليم الأساسى بنين والثانية مدرسة المساعيد الاعدادية تم تحويلها الى مدرسة المساعد للتعليم الأساسى بنات وتمتابعة المدرستين أدركت حقيقة غريبة وهى جهل العاملين بالمدرستين عن سبب هذا التحويل وتلاحظ أن هناك انقسام ادارى وفنى داخل كل مدرسة فهناك مدير للإعدادى ومدير للإبتدائى بالمدرسيين ، وتلاحظ أن المدرستين يقوم بمتابعتها مدير التعليم الإبتدائى ومدير التعليم الإعدادى وتلاحظ وجود موجه رياضيات واحد للإبتدائى والثانى للإعدادى حتى هيئات التدريس فى التخصص وليكن مثلا رياضيات هناك مدرس ابتدائى وهناك مدرس اعدادى لذات التخصص والميزانيات منفصله وكافة الإعمال الإدارية ، ومدير المدرسة الإعدادية يجهل طبيعة وظيفة مدرس الفصل ، كل هذا على خلاف طبيعة ومفهوم وأهداف واستراتيجية التعليم الأساسى ، حتى أن أولياء الأمور لم يبدى أى منهم أى رأى على هذا التحويل اللهم أنهم قبلوا هذا التحويل لأنه تم الفصل بين البنين والبنات فقط دون النظر الى مدى الحاجة الى هذا التحويل ومدى توفر الإستعدادات والتجهيزات لتشغيل هذه المدارس لتكون مدارس للتعليم الأساسى ، ويمكن تلخيص سلبيات هذا التحويل فى النقاط التالية :
أولا : ضعف الإعداد المهنى للعاملين فى وظائف الإدارة المدرسية بمدارس التعليم الأساسى لكونهم لم يعدوا أساسا للعمل فى هذا النوعية من المدارس والبتالى تنقصهم الكفاءات التى تساهم فى متطلبات هذه المهنة وبالتالى حدث نوعا من الخلط فى الإختصاصات وتضارب القرارات الإدارية وليس هذا فقط بل على مستوى التوجيه الفنى والإدارات النوعية للتعليم الإبتدائى والإعدادى فمازالوا يتعاملون مع هذه المدارس وفقا لنوع المرحلة التعليمية ( ابتدائى / اعدادى ) رغم الفارق الشاسع بين هذا النوع من التعليم وبنيهما من حيث الفلسفة والإهداف والمضمون 00
ثانيا : ضعف الاعداد التربوى والمهنى للمعلمين العاملين فى مدارس التعليم الاساسى خاصة القائمين على تدريس المجالات العملية ، نظرا لأنهم لم يعدوا أساسا للعمل فى مجال التدريس ، وبالتالى تنقصهم الكفايات التى تساهم فى فهم متطلبات هذه المهنة ، وتأديتها على أحسن وجه أكتساب المهارات المتعلقة بطرق التدريس واستخدام الوسائل التعليمية المناسبة وفهم مشكلات التلاميذ وحسن التعامل معهم وربط المادة الدراسية بمشكلات المجتمع وغيرها من الكفايات والمهارات التدريسية التى تسعى معاهد المعلمين إلى اكسابها لطلابها ، وحتى المعلمين الحاصلين على مؤهلات تربوية ، فرغم أنهم أعدوا للعمل فى مجال التدريس ، الا أنهم لم يعدوا العمل فى ميدان التعليم الأساسى الذى يتطلب نوعيات من المعلمين ذوى مواصفات خاصة ، للقيام بالأدوار والمهام الجديدة التى يتطلبها تطبيق التعليم الاساسى ، والتى قد تختلف عن متطلبات التعليم الابتدائى والاعدادى ، ولذلك فهم غير مدركين لمفهوم التعليم الاساسى وفلسفتة ومتطلبات تطبيقه وقد أدى إلى إجراءات وممارسات لم تلتزم الالتزام الكافى بفلسفته واهدافه وتعارضت احيانا مع بعض مبادئه وأركانه الأساسية ، الأمر الذى يحول دون تحقيق أهداف التعليم الاساسى .
ثالثا: قله عدد المعلمين المؤهلين تأهيلا جامعيا خاصة بالحلقة الأولى من التعليم الأساسى بالمقارنة لجملة معلمى الحلقة الثانية ، رغم حتمية أن يكون تأهيل جميع معلمى التعليم الاساسى تأهيلا جامعيا ، فهذا التأهيل يمكن أن يسهم فى تقليل الصراعات التى تقوم عادة بين أبناء المهنة الواحدة الحاصلين على مؤهلات متباينة ويوجد ارضية فكرية متقاربة فى ظل المناخ الجامعى ، كما انه يمكن أن يرفع شأن العملية التعليمية داخل مدارس التعليم الاساسى ، خاصة عندما يكون التأهيل جيدا يقلل من التمييز جميع المعملين مما يساعد على تحقيق أهداف التعليم الاساسى 00
رابعا: العجز الصارخ فى معلمى مرحلة التعليم الاساسى خاصة فى المجالات المجال الصناعى والاقتصاد المنزلى ، على الرغم من أن نسبة كبيرة من معلمى المجالات من المعينين بنظام المكافأة الشاملة ومعظمهم حملة دبلوم المتوسط او فوق المتوسط وهذا لا يتناسب مع حتمية التأهيل الجامعى لمدرسى التعليم الأساسى فى هذه التخصصات وهذا العجز من الأسباب التى قد تحول دون تحقيق أهداف التعليم الاساسى بدرجة كبيرة 00
خامسا : التمييز والفصل بين معلمى التعليم الإبتدائى ومعلمى التعليم الإعدادى سواء كان من جانب التلاميذ أو من جانب ادارة المدرسة والعاملين فيها ، واستمرار هذا التمييز والفصل بين معلمى الإبتدائى والإعدادى من جانب التلاميذ وادارة المدرسة والعاملين فيها ، يمكن أن يحدث مشكلات عديدة وقريبة من المشكلات القائمة الأن فى التعليم الثانوى الفنى من انفصال وصراع بين معلمى المواد النظرية والمجالات العملية وإهمال تدريس المجالات العملية واستبدال بعض حصصها بأخرى للمواد النظرية 00
سادسا: كثرة المسئوليات والمطالب التى تقع على كاهل المعلمين نتيجة تكدس الفصول بالتلاميذ وإرتفاع كثافتها ، وصعوبة التعامل مع هذه الاعداد الكبيرة ، مع قصر اليوم الدارسى وزمن الحصة الدراسية نتيجة تعدد الفترات ، وقصور المرافق المدرسية خاصة عند فى مجال الورش والمعامل وحتى لإن وجدت فهى غير مناسبة لاستيعاب مجموعات التلاميذ، ولا تساعد المعلم على اداء عمله على الوجه الافضل .
سابعا : عدم وجود برامج ودورات التدريبية خاصة للعاملين بالتعليم الاساسى وحتى وإن وجدت لا يستفيد معظمهم من هذه البرامج وتلك الدورات وذلك للأسباب التالية :
• أن معظم هذه الدورات نظرية ولا تتضمن جوانب عملية ، فمعظم أساليب ووسائل التدريب بهذه الدورات تعتمد فى المقام الاول على الجوانب النظرية والالقائية التلقينية دون الجوانب العملية ، حيث تمثل المحاضرات والندوات أكثر الوسائل المستخدمة فيها وهو ما يمكن أن يرجع إلى عدم توفر الخامات والأدوات والعدد الكافيه للتدريب العملى ، وكذا المكان المعد والمناسب لإجراء هذه التدريبات بالإضافة إلى عدم توفر الفنيين اللازمين لذلك .
• ان مدة هذه الدورات تكون فى الغالب قصيرة ولا تمكن الدارسين من الحصول على فكرة متكاملة عن موضوعات هذه الدورات ، والأمر الذى يمكن ان يقلل فى كثير من الاحيان من قيمة " جدوى " هذه الدورات ، خاصة وانه لا توجد كتب أو مذكرات تتعلق بموضوعات هذه الدورات يمكن أن يرجع إليها الدارسين 00
• خلو بعض هذه الدورات من المتخصصين وذوى الكفاءات العلمية والعملية التى تفيد فى مجال التعليم الاساسى ، فكثير من الموضوعات الخاصة بالتعليم الاساسى لا تكون واضحة فى هذه الدورات ولا اهتمام بالنواحي المالية والإدارية 00
• ان الدارسين لا يحصلون على مكافآت نتيجة حضور مثل هذه الدورات ، خاصة وان اماكن عقد بعض هذه الدورات تكون بعيدة عن أماكن عمل وإقامة بعض الدارسين ويعتبر عدم وجود الحافز المادى والادبى للمعلمين لحضورهم هذه الدورات التدريبية ، ولتشجيعهم على الإقبال على هذه الدورات ، عاملا مثبطا لهم على الاشتراك فى هذه الدورات ، وحتى لو أجبروا عليها فيدفعهم ذلك إلى تكرار الغياب والانصراف عنها ، الأمر الذى يتطلب ضرورة صرف ولو بدل سفر للدارسين لتشجيعهم على حضور مثل هذه الدورات .
• ان هذه الدورات تعقد فى الغالب لأعداد كبيرة من الدارسين ، وفى اماكن غير مناسبة لإعدادهم ، الأمر الذى يجعل هذه الدورات تتم فى صورة محاضرات تقليدية من طرف واحد ، ولا يسمح فيها بكثرة المناقشات من جانب الدارسين ، نظرا لكثرة عددهم ، وقصر مدة الدورة .
• ان بعض هذه الدورات تعقد فى أوقات غير مناسبة للدارسين فبعض هذه الدورات تعقد خلال العام الدراسى ، الأمر الذى قد يؤثر على سير العملية التعليمية هذا بالإضافة إلى عدم معرفة الدارسين أحيانا كثيرة بموعد ومكان هذه الدورات فى الوقت 00
• قصور أساليب التقويم المنعقدة فى نهاية هذه الدورات حيث تنحصر أساليب التقويم فى الغالب فى احتساب نسبة حضور الدورات وتقديم بعض البحوث والتقارير الشكلية ، ويعتبر عدم وجود أساليب مناسبة وموضوعية للتقويم فى نهاية البرنامج التدريبي حافزا للمعلمين على الإهمال وعدم الانتظام بما يقلل من استفادتهم منها 00
كيفية تفعيل التعليم الأساسى لمواجهة تحديات المستقبل :
تستهدف استراتيجية التنمية الشاملة فى مصر إلى تحقيق مسيرة تنموية مستدامة ومتكاملة لمصر في كل المجالات ، غايتها الارتقاء المتواصل بنوعية الحياة فيها ، بحيث تلبي احتياجات التنمية في المجتمع ، وتعمق التنسيق بين أنشطة خطط التنمية حتى تكون أكثر قدرة على التكيف مع مستجدات المرحلة القادمة ومواجهة التحديات المستقبلية .
وللتربية دور أساسي في تحقيق التنمية الشاملة المتكاملة القابلة للاستدامة ، وذلك بحكم إسهامها في عملية التنمية البشرية ، قاعدة التنمية وطاقاتها المتجددة ، على أن تكون جزءاً متكاملاً من النسق الاقتصادي والاجتماعي والثقافي الشامل للمجتمع ، وأن تتواكب الجهود الرامية إلى تطور نظمها ومؤسساتها مع جهود مماثلة لإصلاح الخلل والقصور في المجالات الأخرى ، ويمكن تفعيل هذا النوع من التعليم فى المحاور التالية :
المحور الأول : إحداث تطوير نوعي في مدخلات نظام التعليم وعملياته ، لتحسين نظام التعليم ومخرجاته ، ويرتفع به إلى المستويات المنشودة التي تكوّن المجتمع المتعلم المنتج الساعي بجد إلى الرقي والتقدم ، ويمكن احداث هذا التطورع فى اربعة مداخل وهى :
المدخل الأول : تطوير عملية التعلم والتعليم ذاتها ، أي ما يقوم به المتعلم فعلاً داخل المدرسة وخارجها ، ليكتسب خبرات جديدة ويتعلم كيف يفكر تفكيراً منظماً يؤدي به إلى التوصل إلى حلول للمشكلات ، وكيف ينمي لديه مهارات تمكنه من أداء عمل نافع منتج متقن ، وكذلك ما يقوم به المعلم فعلاً من تربية وتعليم وتقويم وإرشاد وبحث متواصل يؤدي إلى تطوير عملية التعلم والتعليم وتحسين نتائجها . ويشمل تطوير عملية التعلم والتعليم ، فيما يشمل المنهج الدراسي ، بأهدافه ومحتواه وطرائقه والمواد والوسائل المستخدمة في تطبيقه وتقويمه .
المدخل الثانى : التنمية المهنية للقوى البشرية المشاركة في تطوير عملية التعلم والتعليم، وفي مقدمتها المعلمون ، ومعهم مديرو المدارس ومطورو المناهج والمختصون التربويون في بقية المجالات ، بحيث تنمو لديهم المعرفة وتتراكم الخبرات التي تمكنهم من إنتاج النوعية الجديدة اللازمة للتطوير النوعي للتعليم من مناهج تعليمية ومواد دراسية مطبوعة ومسموعة ومرئية، تقليدية وتفاعليه، بمختلف أنواعها ووظائفها، كما تمكنهم من توظيف مصادر التعلم والتعليم وإدارتها وتقويمها بفعالية وكفاءة 00
المدخل الثالث : تحديث نظام إدارة التعليم في مستوياتها المختلفة، ابتداء من المدرسة حتى الأجهزة المشرفة على التعليم ، بحيث يصبح تحقيق التطوير التربوي الشغل الشاغل للإداريين ، واستخدام سلطة الإدارة وآلياتها وسائل لتيسير حدوث التطوير واستمراره 00
المدخل الرابع : ربط خطوات التطوير التربوي النوعي بالبحث العلمي الميداني ، بحيث تبنى عناصر التطوير على نتائج البحث والتجريب والتقويم ، وتتحدد اتجاهاته بمشاركة واسعة من القائمين بالتعلم والتعليم ، والمعنيين بنتائجه من معلمين واختصاصيين ومشرفين وباحثين وإداريين وطلبة وأولياء أمورهم ، ومن مؤسسات المجتمع وهيئاته المختلفة 00
المحور الثاني : ضبط جودة مستوى التعليم من خلال تقويم العناصر الأربعة الآتية :
العنصر الأول : مخرجات التعليم ، وتتمثل في المستويات المعرفية والمهارية والأدائية للطلبة وكذلك مظاهر سلوكهم واتجاهاتهم وقدرتهم على التفكير المنظم وحل المشكلات.
العنصر الثانى : أداء المعلمين وسعيهم من أجل التنمية المهنية المستمرة لديهم ، وكذلك مظاهر سلوكهم كمربين وقدوة للطلبة .
العنصر الثالث : أداء المدرسة كمؤسسة تربوية من حيث مناخها الاجتماعي والإداري وتنظيم بيئتها وإدارة مصادرها ، وتنمية مواردها البشرية والمادية .
العنصر الرابع : أداء إدارة نظام التعليم من حيث رسم السياسات التربوية الداعمة للتطوير التربوي والمحافظة على مرونة نظام الإدارة ، وتسهيل عمل المؤسسات التربوية وتحفيز العاملين فيها على زيادة الإنتاج وإتقان العمل .
المحور الثالث : الإهتمام بالمعلم فى التعليم الأساسى : على وجه العموم إن نجاح التعليم الأساسى أو فشله يعتمد إلى حد كبير على توافر المعلم المؤهل تأهيلاً جيداً ، ليتولى مسئولية النمو المتكامل فى ظل مفهوم وأهداف التعليم الأساسي فعدم توافر المعلمين الأكفاء المدربين والقادرين على استيعاب مفاهيم التعليم الأساسى ومقرارته وطرائقه ووسائل تدريسها وهذا يعتبر من أهم الصعوبات التى يمكن أن تواجه تنفيذ التعليم الاساسى ، لذا من الأمور البديهية أن المواصفات التى يجب أن تتوافر فى المعلم مهنيا تتحدد بطبيعة وأهداف المرحلة التعليمية التى يقوم بالتدريس فيها وبمجال التخصص الذى يخدمه فى خطة الدراسة ، وإذا كانت مرحلة التعليم الاساسى مرحلة شاملة ومتكاملة تجمع بين النواحى النظرية والعملية ، فإن الأمر يتطلب ضرورة أن يكون اعداد معلم التعليم الاساسى سواء فى الحلقة الاولى " الابتدائية " أو المرحلة الثانية " الاعدادية " بصورة موحدة ومتكاملة"، كما يتطلب إعدادا يتفق وطبيعة مرحلة التعليم الاساسى التى تجمع فيها الدراسة بين النظرية والتطبيق ، وتتجه المقررات فيها إلى التكامل بما يستلزم اعداد معلم قادر على استيعاب هذا التكامل وينفذه من خلال تدريسه ، فتطور وتعدد أدوار المعلم " معلم التعليم الاساسى " ينبغى أن ينعكس بصورة واضحة على برامج الإعداد التربوي ووسائل تحقيق هذا المطلب من خلال :
دور المديريات التعليمية :
على المديريات التعليمية القيام بالإجراءات التالية فى مجال اعداد معلمى التعليم الأساسى وذلك من خلال :
أولا : إعداد بعض معلمى المواد الأكاديمية غير المؤهلين تربويا ( وهم جامعين تلقوا تدريبا تربويا سريعا ) أو خريجى بعض كليات الزراعة والهندسة والتجارة ... وغيرها لتدريس المجالات العملية ، فعندما يتم اعدادهم الأعداد التربوى الكافى ، وكذلك اعدادهم لتدريس المجالات العملية وذلك من خلال برامج التدريب التحويلى ، فإن ذلك يمكن أن يؤدى إلى أن يربط هؤلاء المعلمين بين ما يقومون بتدريسه والنشاط العملى دون الطابع التخصصى للمجالات العملية كما أنهم يجعلون مفهوم ربط التعليم بالعمل مجسد عمليا 00
ثانيا : وضع خطه واضحة ومحددة لتدريب جميع العاملين فى التعليم الاساسى بصفة دورية وجادة تتسم بالآتى :
• ان يشمل التدريب جميع العاملين بالتعليم الاساسى ( مديرى المدارس ـ الوكلاء ـ ، حيث ان التعليم الاساسى روحا تسرى فى النظام التعليمى كله وليس قاصرا على المجالات العمليه ، وان كان من الضرورى ان يكون بجانب التدريب الذى يشمل جميع معلمى التعليم الاساسى تدريب آخر عمليا لمعلمى المجالات العملية ، على استخدام الأجهزة وإصلاحها وصيانتها على فترات خلال الإجازة الصيفية او العام الدراسى .
• تصميم برامج فعالة تكون أهدافها تذويب الفوارق بين معلمى التعليم الاساسى سواء على اساس المؤهل الدراسى او المستوى التدريبى بالدرجة التى تساعد على تحقيق التجانس المرجو مع تحديد اعداد المتدربين وفقا لمستوياتهم المتجانسة 00
• ان تشمل البرامج التدريبية على توضيح كاف لمفهوم التعليم الاساسى وفلسفته وأهدافه وكيفيه تحقيق مبدأ وحدة المعرفه والربط بين ما هو نظرى ، وما هو عملى من خلال تطبيع كافه المواد الدراسيه المختلفة ، بالاضافه إلى كيفيه التنسيق بين معلمى المجالات العملية ومعلمى المواد النظرية 000
• التنوع فى طرق التدريب وأساليبها فلا يقتصر على المحاضرة فقط ، بل لابد من الاعتماد على الاساليب الحديثة والمتطورة فى هذا المجال كأساليب الورش الدارسية وحلقات المناقشه والمؤتمرات والزيارات والحلقات الميدانية حيث يمكن ان تتاح للمعلمين المتدربين فرصة مشاهدة اجود المدارس التى تمارس التعليم الاساسى فى كل ادارة تعليمية من الإدارات التعليمية بكل محافظة ، وفى نهاية الزيارة يجلس الجميع فى شكل حلقات منظمة لتقييم هذه التجارب ، وعقد مقارنات جادة بينها ، واخذ أفضل السبل التى طبقت فى تلك المدارس للعمل بها ، فالميدان هو أفضل الطرق للتجريب بعيدا عن النظريات التى تسطر على الورق ويعوزها التطبيق السليم ، كما يقترح الباحث ضرورة ان ييسر لكل دارس كتيبا صغيرا يتضمن موضوعات الدوره التدريبيه ، ويمكن ان يرجع اليه الدارس وقت الحاجه اليه .
• ان تكون مدة التدريب وجرعته كافية كما وكيفا من حيث الوقت المخصص لكل دوره ، ومن حيث توافر الورش والمزارع النموذجية ، وكافة متطلبات ومستلزمات التدريب مع مراعاة ظروف المتدربين ، ومن حيث الوقت المناسب للتدريب ومكانه ومدته .
• الاهتمام بأساليب تقويم الدورات التدريبية ، مع عمل بيان فى نهاية كل دورة بقصد استطلاع رأى المتدربين فيها ، والصعوبات التى صادفتهم واقتراحاتهم ، ووضع تقرير نهائى عن الدوره والنتائج التى تم التوصل اليها.
ثالثا : تطوير أقسام التدريب بالمديرية والإدارات التعليمية ، وتزويدها بالكفاءات البشرية لتمكينها من تحقيق المهام التدريبية بأقصى كفاءة ممكنة ، وبحيث يتحقق أفضل تنسيق بين هذه الأقسام ، وبينها بين كلية التربية ولسلامة برامج التدريب المقدمة وحسن متابعتها والتغلب على سلبياتها أولا بأول ، والعمل على انشاء وحدة للتدريب المستمر لمعلمى التعليم الاساسى تكون وظيفتها وضع وتنفيذ برامج التدريب اثناء الخدمة لهم على مستوى الإدارة التعليمية ، وان تزود هذه الوحدات بالإمكانيات اللازمة لذلك .
رابعا : وضع نظام للثواب والعقاب لمن يحضرون هذه الدوارت او يتخلفون عنها .
دور كليات التربية : من الممكن أن تقوم كليات التربية بدور عظيم فى مجال تدريب معلمى التعليم الأساسى من خلال :
أولا : التوسع فى قبول خريجى التعليم الثانوى الفنى ( صناعى زراعى _ تجارى ) فى كليات التربية ليكونوا مدرسين للمجالات العلمية ، ويؤهلون خلال فترة الأعداد لتفهم طبيعة المرحلة وأهدافها ، والدور الذى يقومون به وكيفية تأديتيه على خير وجه ويحقق هذا الإجراء الفوائد التالية :
• يجعل الإقبال على التعليم الفنى يزداد ، وبذا يقل الضغط على التعليم الثانوى العام .
• أن هؤلاء الطلاب بخبرتهم العملية وإعدادهم التربوى فى كليات التربية ، قد يكونوا قادرين على تحقيق الأهداف الموجوة من التعليم الاساسى.
• سوف يزيد من تنوع فى تخصصات المجال الصناعى ( برادة ـ كهرباء ـ الكترونيات وغيرها ) ليلائم احتياجات التلاميذ ، وما يوجد فى البيئة من نشاط 00
• إن أعداد هؤلاء الطلاب بكليات التربية يسهم فى أن تتكون لدى كل معلمى التعليم الاساسى أرضية فكرية قريبة من التوحد فى المناخ الجامعى الذى يتعرضون له ، وسوف يسهم هذا فى تذويب الصراعات التى تقوم عادة بين أبناء المهنة الواحدة ، الحاصلين على مؤهلات متباينة ، والذى ينعكس بالضرورة على عملهم .
ثانيا : التوسع فى انشاء كليات متخصصة لإعداد معلمى المجالات العملية على غرار كليات التربية الفنية والموسيقية والاقتصاد المنزلى لتوفير الأعداد اللازمة من معلمى هذه التخصصات والتى بها عجزا فى معظم المحافظات 00
ثالثا : تعديل النظام الحالى بكليات التربية لإعداد معلم التعليم الاساسى بما يتفق مع فلسفته وأهدافه وذلك من خلال ما يلى :
• أن توجد بكليات التربية شعبه واحده يدرس فيها الطلاب المقرارت والتدريبات العمليه المطلوبه لاعداد معلم التعليم الاساسى بصورة موحده ومتكاملة ، تضم الإعداد للحلقتين الاولى والثانية ، بالاضافه إلى الاعداد والتكوين العام المشترك ، دون الاخلال بوحدة الإعداد لحلقتى المرحلة الإلزامية ، ويفسح المجال أمام الطلاب لاختيار الدراسة فى أحد مجالات التخصص المطلوب مثل : معلم الفصل معلم مجموعة مترابطة من المواد الاجتماعيه أو الرياضية والعلمية ، فئات المجالات العمليه ... وغيرها .
• أن تضم كليات التربيه تخصصات الكليات النوعيه ، بحيث تصير هذه التخصصات اقساما فى كليات التربية 00
• زيادة اعداد المقبولين فى الأقسام التى يقل خريجوها عن الحد المطلوب ، على حساب الأقسام التى يفيض خريجوها عن حاجة مدارس التعليم الاساسى بكل محافظة وبذلك يتحقق التوازن المطلوب فى أعداد المدرسين من كل تخصص ، ويتم سد العجز فى معلمى بعض المواد الدراسية 00
• اعادة النظر وبشكل جذرى فى برامج ومناهج اعداد المعلمين بكليات التربيه بما يؤدى إلى تخريج المعلم القادر على تحقيق أهداف التعليم الاساسى وذلك من خلال :
أن تتناول المناهج والمقررات مفهوم التعليم الاساسى وفلسفته ، ومتطلباته ، ودور المعلم فى هذا النظام ، واكتساب المعلم المهارات اللازمه له للعمل فى هذا الميدان .
الاهتمام بالبرامج المتكاملة فى اعداد معلم التعليم الاساسى ، لكى يستطيع تنفيذ برامج متكاملة ، فمن المهم أن تعكس مناهج اعداد المعلمين التلاحم المنشود بين الجانب النظرى والجانب العملى لدى معلمى المستقبل ليتخرجوا مقتنعين بالفلسفة التكاملية ، وهو ما يتطلب ضرورة اعداد اساتذه فى كليات التربية يستطيعون تقديم مقررات متكامله فى مختلف مجالات الاعداد .
أن تتضمن برامج اعداد معلمى التعليم الاساسى بكليات التربيه مقررات جديده فى أحد المجالات العمليه واساليب تنميه المجتمع وحل مشكلاته ، وكيفيه توثيق صله المدرسة بالبيئه ، وكذلك الزيارات الميدانيه وكيفيه التخطيط لاجرائها ، لمالها من أهمية كبيرة فى عملية الاعداد بالاضافه إلى بعض المقررات عن التربيه الامانيه ، بهدف تعريفهم بقواعد الامان ، واكسابهم المهارات السلوكية الامانية اللازمة اثناء اجراء التدريبات العملية .
تطوير طرق التدريس بكليات التربية من خلال تركيزها على استخدام الوسائل التعليمية الحديثة ، والتأكيد على استخدامها فى المواقف التعليميه المختلفة ، ليسهل فيما بعد استخدامها عندما ينتقل طلابها إلى ميدان العمل بمدارس التعليم الاساسى .
رابعا : وضع خطه متعددة المدى لتأهيل جميع المعلمين الحاليين بمدارس التعليم الاساسى إلى المستوى الجامعى التربوى ،وذلك من خلال التوسع فى تنفيذ برنامج التأهيل التربوى لمعلمى المرحلة الابتدائية إلى المستوى الجامعى ، بحيث يشمل البرنامج معظم كليات التربية ، للتخفيف من حده المشكلات العديدة التى تواجه المعلمين بمدارس التعليم الاساسى بالمحافظات نتيجه التحاقهم بالبرنامج فى كليات أخرى خارج محافظاتهم من خلال :
البحث عن موارد مالية جديدة لهذا البرنامج التأهيلى ، وهى موارد يمكن أن تأتى من وزارة التربية والتعليم أو بعض المساهمات الشعبية فى هذا المجال ، فمن المهم أن ترصد الوزارة ميزانية كافية خاصة بمشروع التأهيل التربوى لمعلمى الحلقة الابتدائية إلى المستوى الجامعى ، ليشمل كليات التربية بالمحافظات بما يسهل التحاق المعلمين فيه .
تحديد فترة زمنية يتم خلالها التحاق جميع المعلمين الحاليين بهذا البرنامج وألا يتم نقلهم إلى وظائف أخرى غير التدريس .
تقديم بعض الحوافز للمتفوقين منهم أثناء الدراسة ولمن ينهى هذا البرنامج بنجاح .
صلاح مصطفى على بيومى
مدير ادارة تنسيق التعليم الفنى
مديرية التربية والتعليم بشمال سيناء
SalahBaiumi@yahoo.com
وتحتل مرحلة التعليم الأساسي مكان الصدارة بالنسبة لمراحل التعليم المختلفة، ونظراً لسعة حجم هذا التعليم وأهميته بوصفه مرحلة عامة أساسية ينبغي أن يحصل عليها كل أبناء الشعب ، ويعد الحد الأدنى الذي لا يمكن الاستغناء عنه لأنه يجسد المضمون المنطقي لمبدأ تكافؤ الفرص التعليمية في مرحلة الطفولة ، فهي الأساس لنمو الشخصية الإنسانية وتشكيل سماتها وتطويرها لتنشئة مواطن صالح ونافع ، وإعداد جيل متعلم مدرك لمسئوليته في مواجهة التحديات المستقبلية. إضافة إلى أن مرحلة التعليم الأساسي تعد مرحلة إلزامية يحصل المتعلم من خلالها على الحد الأدنى من المعارف والمهارات.
ويطلق مصطلح ( التعليم الأساسي ) على نظم تعليمية بديلة غير تقليدية تضم سنوات المرحلتين الابتدائية والإعدادية , وفى مصر تم تعريف التعليم الأساسي بأنه : تعليم موحد توفره الدولة لجميع الأطفال ممن هم سن المدرسة , مدته تسع سنوات يقوم على توفير الاحتياجات التعليمية الأساسية من المعلومات والمعارف والمهارات , وتنمية الاتجاهات والقيم التي تمكن المتعلمين من الاستمرار في التعليم والتدريب وفقاً لميولهم واستعدادهم وقدراتهم التي يهدف هذا التعليم إلى تنميتها لمواجهة تحديات وظروف الحاضر وتطلعات المستقبل , في إطار التنمية المجتمعية الشاملة ، ويتصف هذا التعليم بالآتى :
1. هو تعليم موحد للجميع , على أساس أنهم أعضاء في مجتمع واحد تجمعهم أهداف وطموحات مشتركة تتطلب قدراً مشتركاً من التعليم والثقافة بما يضمن تماسك المجتمع وفق هويته الثقافية العربية والدينية00
2. هو تعليم مدته تسع سنوات يتواءم مع التوجهات التربوية الحديثة ومتطلبات الحياة المعاصرة واحتياجات التنمية , ساعياً نحو توسيع قاعدة التعليم الأساسي وسد منابع الأمية وتزويد المتعلمين بالمعارف والمهارات والاتجاهات والقيم الأساسية الضرورية , ومراعاة لخصائصهم ومطالب نموهم في هذه المرحلة التعليمية التى تمتد من السن السادسة حتى السن الخامسة عشر 00
3. هو تعليم يتصف بالشمولية من حيث تنمية جميع جوانب شخصية المتعلم في إطار متوازن ومتكامل .
4. هو تعليم يهتم بالربط بين النظرية والتطبيق والفكر والعمل والتعليم والحياة وفق مبدأ تكامل الخبرة .
5. هو تعليم يسعى نحو إكساب المتعلم مهارات التعلم الذاتي في إطار مفهوم التربية المستمرة وغرس القيم والممارسات اللازمة لتحقيق الإتقان في التعلم والتعليم .
6. هو تعليم يتصف بالمرونة في توجيه مخرجاته حيث يعد المتعلم لمواصلة التعليم بالمراحل اللاحقة أو يهيئه للتدريب من أجل الالتحاق بسوق العمل , وفق استعداداته وإمكاناته وكفاياته.
7. هو تعليم يستهدف إعداد المتعلمين للإسهام في التنمية المجتمعية الشاملة .
ويهدف التعليم الأساسي إجمالا إلى تحقيق مجموعة الأهداف التالية :
1. تنمية مختلف جوانب شخصية المتعلم تنمية شاملة متكاملة في إطار مبادئ العقيدة الإسلامية والثقافة العمانية .
2. غرس الانتماء الوطني لدي المتعلم وتنمية قدرته على التفاعل مع العالم المحيط به .
3. إكساب المتعلم المهارات اللازمة للحياة وذلك بتنمية كفايات الاتصال والتعلم الذاتي والقدرة على استخدام أسلوب التفكير العلمي الناقد والتعامل مع العلوم والتقانات المعاصرة .
4. إكساب المتعلم قيم العمل والإنتاج والإتقان والمشاركة في الحياة العامة والقدرة على التكيف مع مستجدات العصر والتعامل مع مشكلاته بوعي ودراية والمحافظة على البيئة واستثمار مواردها وحسن استغلال وقت الفراغ .
5. التقليل من نسبة التسرب بين الطلاب .
6. سد منابع الأمية ، ورفع مدارك ومعارف الطلاب
لكن الواقع أن ما حققه التعليم الاساسى فى مصر من أوضاع أفضل-على المستوى النظرى - فى مجال اعداد الأفراد للمواطنة المنتجة وتهيئتهم لنمط اجتماعي وفكري متجانس ، وربط التعليم بالبيئة والجمع بين الثقافة النظرية والمهنية ، هذا من حيث الشكل النظرى أو أن التقارير المعده عن ايجابيات هذا التعليم فى مصر كلها مبشرة بالخير والطمأنينة بأن مسار هذا التعليم فى الطريق الصحيح وهذا على خلاف الواقع والحال وهذا من واقع تجربتى الشخصية ، فجأة تم تحويل مدرستين فى شمال سيناء الى مدارس للتعليم الإساسى الأولى مدرسة المساعيد الإبتدائية تم تحويلها الى مدرسة المساعيد للتعليم الأساسى بنين والثانية مدرسة المساعيد الاعدادية تم تحويلها الى مدرسة المساعد للتعليم الأساسى بنات وتمتابعة المدرستين أدركت حقيقة غريبة وهى جهل العاملين بالمدرستين عن سبب هذا التحويل وتلاحظ أن هناك انقسام ادارى وفنى داخل كل مدرسة فهناك مدير للإعدادى ومدير للإبتدائى بالمدرسيين ، وتلاحظ أن المدرستين يقوم بمتابعتها مدير التعليم الإبتدائى ومدير التعليم الإعدادى وتلاحظ وجود موجه رياضيات واحد للإبتدائى والثانى للإعدادى حتى هيئات التدريس فى التخصص وليكن مثلا رياضيات هناك مدرس ابتدائى وهناك مدرس اعدادى لذات التخصص والميزانيات منفصله وكافة الإعمال الإدارية ، ومدير المدرسة الإعدادية يجهل طبيعة وظيفة مدرس الفصل ، كل هذا على خلاف طبيعة ومفهوم وأهداف واستراتيجية التعليم الأساسى ، حتى أن أولياء الأمور لم يبدى أى منهم أى رأى على هذا التحويل اللهم أنهم قبلوا هذا التحويل لأنه تم الفصل بين البنين والبنات فقط دون النظر الى مدى الحاجة الى هذا التحويل ومدى توفر الإستعدادات والتجهيزات لتشغيل هذه المدارس لتكون مدارس للتعليم الأساسى ، ويمكن تلخيص سلبيات هذا التحويل فى النقاط التالية :
أولا : ضعف الإعداد المهنى للعاملين فى وظائف الإدارة المدرسية بمدارس التعليم الأساسى لكونهم لم يعدوا أساسا للعمل فى هذا النوعية من المدارس والبتالى تنقصهم الكفاءات التى تساهم فى متطلبات هذه المهنة وبالتالى حدث نوعا من الخلط فى الإختصاصات وتضارب القرارات الإدارية وليس هذا فقط بل على مستوى التوجيه الفنى والإدارات النوعية للتعليم الإبتدائى والإعدادى فمازالوا يتعاملون مع هذه المدارس وفقا لنوع المرحلة التعليمية ( ابتدائى / اعدادى ) رغم الفارق الشاسع بين هذا النوع من التعليم وبنيهما من حيث الفلسفة والإهداف والمضمون 00
ثانيا : ضعف الاعداد التربوى والمهنى للمعلمين العاملين فى مدارس التعليم الاساسى خاصة القائمين على تدريس المجالات العملية ، نظرا لأنهم لم يعدوا أساسا للعمل فى مجال التدريس ، وبالتالى تنقصهم الكفايات التى تساهم فى فهم متطلبات هذه المهنة ، وتأديتها على أحسن وجه أكتساب المهارات المتعلقة بطرق التدريس واستخدام الوسائل التعليمية المناسبة وفهم مشكلات التلاميذ وحسن التعامل معهم وربط المادة الدراسية بمشكلات المجتمع وغيرها من الكفايات والمهارات التدريسية التى تسعى معاهد المعلمين إلى اكسابها لطلابها ، وحتى المعلمين الحاصلين على مؤهلات تربوية ، فرغم أنهم أعدوا للعمل فى مجال التدريس ، الا أنهم لم يعدوا العمل فى ميدان التعليم الأساسى الذى يتطلب نوعيات من المعلمين ذوى مواصفات خاصة ، للقيام بالأدوار والمهام الجديدة التى يتطلبها تطبيق التعليم الاساسى ، والتى قد تختلف عن متطلبات التعليم الابتدائى والاعدادى ، ولذلك فهم غير مدركين لمفهوم التعليم الاساسى وفلسفتة ومتطلبات تطبيقه وقد أدى إلى إجراءات وممارسات لم تلتزم الالتزام الكافى بفلسفته واهدافه وتعارضت احيانا مع بعض مبادئه وأركانه الأساسية ، الأمر الذى يحول دون تحقيق أهداف التعليم الاساسى .
ثالثا: قله عدد المعلمين المؤهلين تأهيلا جامعيا خاصة بالحلقة الأولى من التعليم الأساسى بالمقارنة لجملة معلمى الحلقة الثانية ، رغم حتمية أن يكون تأهيل جميع معلمى التعليم الاساسى تأهيلا جامعيا ، فهذا التأهيل يمكن أن يسهم فى تقليل الصراعات التى تقوم عادة بين أبناء المهنة الواحدة الحاصلين على مؤهلات متباينة ويوجد ارضية فكرية متقاربة فى ظل المناخ الجامعى ، كما انه يمكن أن يرفع شأن العملية التعليمية داخل مدارس التعليم الاساسى ، خاصة عندما يكون التأهيل جيدا يقلل من التمييز جميع المعملين مما يساعد على تحقيق أهداف التعليم الاساسى 00
رابعا: العجز الصارخ فى معلمى مرحلة التعليم الاساسى خاصة فى المجالات المجال الصناعى والاقتصاد المنزلى ، على الرغم من أن نسبة كبيرة من معلمى المجالات من المعينين بنظام المكافأة الشاملة ومعظمهم حملة دبلوم المتوسط او فوق المتوسط وهذا لا يتناسب مع حتمية التأهيل الجامعى لمدرسى التعليم الأساسى فى هذه التخصصات وهذا العجز من الأسباب التى قد تحول دون تحقيق أهداف التعليم الاساسى بدرجة كبيرة 00
خامسا : التمييز والفصل بين معلمى التعليم الإبتدائى ومعلمى التعليم الإعدادى سواء كان من جانب التلاميذ أو من جانب ادارة المدرسة والعاملين فيها ، واستمرار هذا التمييز والفصل بين معلمى الإبتدائى والإعدادى من جانب التلاميذ وادارة المدرسة والعاملين فيها ، يمكن أن يحدث مشكلات عديدة وقريبة من المشكلات القائمة الأن فى التعليم الثانوى الفنى من انفصال وصراع بين معلمى المواد النظرية والمجالات العملية وإهمال تدريس المجالات العملية واستبدال بعض حصصها بأخرى للمواد النظرية 00
سادسا: كثرة المسئوليات والمطالب التى تقع على كاهل المعلمين نتيجة تكدس الفصول بالتلاميذ وإرتفاع كثافتها ، وصعوبة التعامل مع هذه الاعداد الكبيرة ، مع قصر اليوم الدارسى وزمن الحصة الدراسية نتيجة تعدد الفترات ، وقصور المرافق المدرسية خاصة عند فى مجال الورش والمعامل وحتى لإن وجدت فهى غير مناسبة لاستيعاب مجموعات التلاميذ، ولا تساعد المعلم على اداء عمله على الوجه الافضل .
سابعا : عدم وجود برامج ودورات التدريبية خاصة للعاملين بالتعليم الاساسى وحتى وإن وجدت لا يستفيد معظمهم من هذه البرامج وتلك الدورات وذلك للأسباب التالية :
• أن معظم هذه الدورات نظرية ولا تتضمن جوانب عملية ، فمعظم أساليب ووسائل التدريب بهذه الدورات تعتمد فى المقام الاول على الجوانب النظرية والالقائية التلقينية دون الجوانب العملية ، حيث تمثل المحاضرات والندوات أكثر الوسائل المستخدمة فيها وهو ما يمكن أن يرجع إلى عدم توفر الخامات والأدوات والعدد الكافيه للتدريب العملى ، وكذا المكان المعد والمناسب لإجراء هذه التدريبات بالإضافة إلى عدم توفر الفنيين اللازمين لذلك .
• ان مدة هذه الدورات تكون فى الغالب قصيرة ولا تمكن الدارسين من الحصول على فكرة متكاملة عن موضوعات هذه الدورات ، والأمر الذى يمكن ان يقلل فى كثير من الاحيان من قيمة " جدوى " هذه الدورات ، خاصة وانه لا توجد كتب أو مذكرات تتعلق بموضوعات هذه الدورات يمكن أن يرجع إليها الدارسين 00
• خلو بعض هذه الدورات من المتخصصين وذوى الكفاءات العلمية والعملية التى تفيد فى مجال التعليم الاساسى ، فكثير من الموضوعات الخاصة بالتعليم الاساسى لا تكون واضحة فى هذه الدورات ولا اهتمام بالنواحي المالية والإدارية 00
• ان الدارسين لا يحصلون على مكافآت نتيجة حضور مثل هذه الدورات ، خاصة وان اماكن عقد بعض هذه الدورات تكون بعيدة عن أماكن عمل وإقامة بعض الدارسين ويعتبر عدم وجود الحافز المادى والادبى للمعلمين لحضورهم هذه الدورات التدريبية ، ولتشجيعهم على الإقبال على هذه الدورات ، عاملا مثبطا لهم على الاشتراك فى هذه الدورات ، وحتى لو أجبروا عليها فيدفعهم ذلك إلى تكرار الغياب والانصراف عنها ، الأمر الذى يتطلب ضرورة صرف ولو بدل سفر للدارسين لتشجيعهم على حضور مثل هذه الدورات .
• ان هذه الدورات تعقد فى الغالب لأعداد كبيرة من الدارسين ، وفى اماكن غير مناسبة لإعدادهم ، الأمر الذى يجعل هذه الدورات تتم فى صورة محاضرات تقليدية من طرف واحد ، ولا يسمح فيها بكثرة المناقشات من جانب الدارسين ، نظرا لكثرة عددهم ، وقصر مدة الدورة .
• ان بعض هذه الدورات تعقد فى أوقات غير مناسبة للدارسين فبعض هذه الدورات تعقد خلال العام الدراسى ، الأمر الذى قد يؤثر على سير العملية التعليمية هذا بالإضافة إلى عدم معرفة الدارسين أحيانا كثيرة بموعد ومكان هذه الدورات فى الوقت 00
• قصور أساليب التقويم المنعقدة فى نهاية هذه الدورات حيث تنحصر أساليب التقويم فى الغالب فى احتساب نسبة حضور الدورات وتقديم بعض البحوث والتقارير الشكلية ، ويعتبر عدم وجود أساليب مناسبة وموضوعية للتقويم فى نهاية البرنامج التدريبي حافزا للمعلمين على الإهمال وعدم الانتظام بما يقلل من استفادتهم منها 00
كيفية تفعيل التعليم الأساسى لمواجهة تحديات المستقبل :
تستهدف استراتيجية التنمية الشاملة فى مصر إلى تحقيق مسيرة تنموية مستدامة ومتكاملة لمصر في كل المجالات ، غايتها الارتقاء المتواصل بنوعية الحياة فيها ، بحيث تلبي احتياجات التنمية في المجتمع ، وتعمق التنسيق بين أنشطة خطط التنمية حتى تكون أكثر قدرة على التكيف مع مستجدات المرحلة القادمة ومواجهة التحديات المستقبلية .
وللتربية دور أساسي في تحقيق التنمية الشاملة المتكاملة القابلة للاستدامة ، وذلك بحكم إسهامها في عملية التنمية البشرية ، قاعدة التنمية وطاقاتها المتجددة ، على أن تكون جزءاً متكاملاً من النسق الاقتصادي والاجتماعي والثقافي الشامل للمجتمع ، وأن تتواكب الجهود الرامية إلى تطور نظمها ومؤسساتها مع جهود مماثلة لإصلاح الخلل والقصور في المجالات الأخرى ، ويمكن تفعيل هذا النوع من التعليم فى المحاور التالية :
المحور الأول : إحداث تطوير نوعي في مدخلات نظام التعليم وعملياته ، لتحسين نظام التعليم ومخرجاته ، ويرتفع به إلى المستويات المنشودة التي تكوّن المجتمع المتعلم المنتج الساعي بجد إلى الرقي والتقدم ، ويمكن احداث هذا التطورع فى اربعة مداخل وهى :
المدخل الأول : تطوير عملية التعلم والتعليم ذاتها ، أي ما يقوم به المتعلم فعلاً داخل المدرسة وخارجها ، ليكتسب خبرات جديدة ويتعلم كيف يفكر تفكيراً منظماً يؤدي به إلى التوصل إلى حلول للمشكلات ، وكيف ينمي لديه مهارات تمكنه من أداء عمل نافع منتج متقن ، وكذلك ما يقوم به المعلم فعلاً من تربية وتعليم وتقويم وإرشاد وبحث متواصل يؤدي إلى تطوير عملية التعلم والتعليم وتحسين نتائجها . ويشمل تطوير عملية التعلم والتعليم ، فيما يشمل المنهج الدراسي ، بأهدافه ومحتواه وطرائقه والمواد والوسائل المستخدمة في تطبيقه وتقويمه .
المدخل الثانى : التنمية المهنية للقوى البشرية المشاركة في تطوير عملية التعلم والتعليم، وفي مقدمتها المعلمون ، ومعهم مديرو المدارس ومطورو المناهج والمختصون التربويون في بقية المجالات ، بحيث تنمو لديهم المعرفة وتتراكم الخبرات التي تمكنهم من إنتاج النوعية الجديدة اللازمة للتطوير النوعي للتعليم من مناهج تعليمية ومواد دراسية مطبوعة ومسموعة ومرئية، تقليدية وتفاعليه، بمختلف أنواعها ووظائفها، كما تمكنهم من توظيف مصادر التعلم والتعليم وإدارتها وتقويمها بفعالية وكفاءة 00
المدخل الثالث : تحديث نظام إدارة التعليم في مستوياتها المختلفة، ابتداء من المدرسة حتى الأجهزة المشرفة على التعليم ، بحيث يصبح تحقيق التطوير التربوي الشغل الشاغل للإداريين ، واستخدام سلطة الإدارة وآلياتها وسائل لتيسير حدوث التطوير واستمراره 00
المدخل الرابع : ربط خطوات التطوير التربوي النوعي بالبحث العلمي الميداني ، بحيث تبنى عناصر التطوير على نتائج البحث والتجريب والتقويم ، وتتحدد اتجاهاته بمشاركة واسعة من القائمين بالتعلم والتعليم ، والمعنيين بنتائجه من معلمين واختصاصيين ومشرفين وباحثين وإداريين وطلبة وأولياء أمورهم ، ومن مؤسسات المجتمع وهيئاته المختلفة 00
المحور الثاني : ضبط جودة مستوى التعليم من خلال تقويم العناصر الأربعة الآتية :
العنصر الأول : مخرجات التعليم ، وتتمثل في المستويات المعرفية والمهارية والأدائية للطلبة وكذلك مظاهر سلوكهم واتجاهاتهم وقدرتهم على التفكير المنظم وحل المشكلات.
العنصر الثانى : أداء المعلمين وسعيهم من أجل التنمية المهنية المستمرة لديهم ، وكذلك مظاهر سلوكهم كمربين وقدوة للطلبة .
العنصر الثالث : أداء المدرسة كمؤسسة تربوية من حيث مناخها الاجتماعي والإداري وتنظيم بيئتها وإدارة مصادرها ، وتنمية مواردها البشرية والمادية .
العنصر الرابع : أداء إدارة نظام التعليم من حيث رسم السياسات التربوية الداعمة للتطوير التربوي والمحافظة على مرونة نظام الإدارة ، وتسهيل عمل المؤسسات التربوية وتحفيز العاملين فيها على زيادة الإنتاج وإتقان العمل .
المحور الثالث : الإهتمام بالمعلم فى التعليم الأساسى : على وجه العموم إن نجاح التعليم الأساسى أو فشله يعتمد إلى حد كبير على توافر المعلم المؤهل تأهيلاً جيداً ، ليتولى مسئولية النمو المتكامل فى ظل مفهوم وأهداف التعليم الأساسي فعدم توافر المعلمين الأكفاء المدربين والقادرين على استيعاب مفاهيم التعليم الأساسى ومقرارته وطرائقه ووسائل تدريسها وهذا يعتبر من أهم الصعوبات التى يمكن أن تواجه تنفيذ التعليم الاساسى ، لذا من الأمور البديهية أن المواصفات التى يجب أن تتوافر فى المعلم مهنيا تتحدد بطبيعة وأهداف المرحلة التعليمية التى يقوم بالتدريس فيها وبمجال التخصص الذى يخدمه فى خطة الدراسة ، وإذا كانت مرحلة التعليم الاساسى مرحلة شاملة ومتكاملة تجمع بين النواحى النظرية والعملية ، فإن الأمر يتطلب ضرورة أن يكون اعداد معلم التعليم الاساسى سواء فى الحلقة الاولى " الابتدائية " أو المرحلة الثانية " الاعدادية " بصورة موحدة ومتكاملة"، كما يتطلب إعدادا يتفق وطبيعة مرحلة التعليم الاساسى التى تجمع فيها الدراسة بين النظرية والتطبيق ، وتتجه المقررات فيها إلى التكامل بما يستلزم اعداد معلم قادر على استيعاب هذا التكامل وينفذه من خلال تدريسه ، فتطور وتعدد أدوار المعلم " معلم التعليم الاساسى " ينبغى أن ينعكس بصورة واضحة على برامج الإعداد التربوي ووسائل تحقيق هذا المطلب من خلال :
دور المديريات التعليمية :
على المديريات التعليمية القيام بالإجراءات التالية فى مجال اعداد معلمى التعليم الأساسى وذلك من خلال :
أولا : إعداد بعض معلمى المواد الأكاديمية غير المؤهلين تربويا ( وهم جامعين تلقوا تدريبا تربويا سريعا ) أو خريجى بعض كليات الزراعة والهندسة والتجارة ... وغيرها لتدريس المجالات العملية ، فعندما يتم اعدادهم الأعداد التربوى الكافى ، وكذلك اعدادهم لتدريس المجالات العملية وذلك من خلال برامج التدريب التحويلى ، فإن ذلك يمكن أن يؤدى إلى أن يربط هؤلاء المعلمين بين ما يقومون بتدريسه والنشاط العملى دون الطابع التخصصى للمجالات العملية كما أنهم يجعلون مفهوم ربط التعليم بالعمل مجسد عمليا 00
ثانيا : وضع خطه واضحة ومحددة لتدريب جميع العاملين فى التعليم الاساسى بصفة دورية وجادة تتسم بالآتى :
• ان يشمل التدريب جميع العاملين بالتعليم الاساسى ( مديرى المدارس ـ الوكلاء ـ ، حيث ان التعليم الاساسى روحا تسرى فى النظام التعليمى كله وليس قاصرا على المجالات العمليه ، وان كان من الضرورى ان يكون بجانب التدريب الذى يشمل جميع معلمى التعليم الاساسى تدريب آخر عمليا لمعلمى المجالات العملية ، على استخدام الأجهزة وإصلاحها وصيانتها على فترات خلال الإجازة الصيفية او العام الدراسى .
• تصميم برامج فعالة تكون أهدافها تذويب الفوارق بين معلمى التعليم الاساسى سواء على اساس المؤهل الدراسى او المستوى التدريبى بالدرجة التى تساعد على تحقيق التجانس المرجو مع تحديد اعداد المتدربين وفقا لمستوياتهم المتجانسة 00
• ان تشمل البرامج التدريبية على توضيح كاف لمفهوم التعليم الاساسى وفلسفته وأهدافه وكيفيه تحقيق مبدأ وحدة المعرفه والربط بين ما هو نظرى ، وما هو عملى من خلال تطبيع كافه المواد الدراسيه المختلفة ، بالاضافه إلى كيفيه التنسيق بين معلمى المجالات العملية ومعلمى المواد النظرية 000
• التنوع فى طرق التدريب وأساليبها فلا يقتصر على المحاضرة فقط ، بل لابد من الاعتماد على الاساليب الحديثة والمتطورة فى هذا المجال كأساليب الورش الدارسية وحلقات المناقشه والمؤتمرات والزيارات والحلقات الميدانية حيث يمكن ان تتاح للمعلمين المتدربين فرصة مشاهدة اجود المدارس التى تمارس التعليم الاساسى فى كل ادارة تعليمية من الإدارات التعليمية بكل محافظة ، وفى نهاية الزيارة يجلس الجميع فى شكل حلقات منظمة لتقييم هذه التجارب ، وعقد مقارنات جادة بينها ، واخذ أفضل السبل التى طبقت فى تلك المدارس للعمل بها ، فالميدان هو أفضل الطرق للتجريب بعيدا عن النظريات التى تسطر على الورق ويعوزها التطبيق السليم ، كما يقترح الباحث ضرورة ان ييسر لكل دارس كتيبا صغيرا يتضمن موضوعات الدوره التدريبيه ، ويمكن ان يرجع اليه الدارس وقت الحاجه اليه .
• ان تكون مدة التدريب وجرعته كافية كما وكيفا من حيث الوقت المخصص لكل دوره ، ومن حيث توافر الورش والمزارع النموذجية ، وكافة متطلبات ومستلزمات التدريب مع مراعاة ظروف المتدربين ، ومن حيث الوقت المناسب للتدريب ومكانه ومدته .
• الاهتمام بأساليب تقويم الدورات التدريبية ، مع عمل بيان فى نهاية كل دورة بقصد استطلاع رأى المتدربين فيها ، والصعوبات التى صادفتهم واقتراحاتهم ، ووضع تقرير نهائى عن الدوره والنتائج التى تم التوصل اليها.
ثالثا : تطوير أقسام التدريب بالمديرية والإدارات التعليمية ، وتزويدها بالكفاءات البشرية لتمكينها من تحقيق المهام التدريبية بأقصى كفاءة ممكنة ، وبحيث يتحقق أفضل تنسيق بين هذه الأقسام ، وبينها بين كلية التربية ولسلامة برامج التدريب المقدمة وحسن متابعتها والتغلب على سلبياتها أولا بأول ، والعمل على انشاء وحدة للتدريب المستمر لمعلمى التعليم الاساسى تكون وظيفتها وضع وتنفيذ برامج التدريب اثناء الخدمة لهم على مستوى الإدارة التعليمية ، وان تزود هذه الوحدات بالإمكانيات اللازمة لذلك .
رابعا : وضع نظام للثواب والعقاب لمن يحضرون هذه الدوارت او يتخلفون عنها .
دور كليات التربية : من الممكن أن تقوم كليات التربية بدور عظيم فى مجال تدريب معلمى التعليم الأساسى من خلال :
أولا : التوسع فى قبول خريجى التعليم الثانوى الفنى ( صناعى زراعى _ تجارى ) فى كليات التربية ليكونوا مدرسين للمجالات العلمية ، ويؤهلون خلال فترة الأعداد لتفهم طبيعة المرحلة وأهدافها ، والدور الذى يقومون به وكيفية تأديتيه على خير وجه ويحقق هذا الإجراء الفوائد التالية :
• يجعل الإقبال على التعليم الفنى يزداد ، وبذا يقل الضغط على التعليم الثانوى العام .
• أن هؤلاء الطلاب بخبرتهم العملية وإعدادهم التربوى فى كليات التربية ، قد يكونوا قادرين على تحقيق الأهداف الموجوة من التعليم الاساسى.
• سوف يزيد من تنوع فى تخصصات المجال الصناعى ( برادة ـ كهرباء ـ الكترونيات وغيرها ) ليلائم احتياجات التلاميذ ، وما يوجد فى البيئة من نشاط 00
• إن أعداد هؤلاء الطلاب بكليات التربية يسهم فى أن تتكون لدى كل معلمى التعليم الاساسى أرضية فكرية قريبة من التوحد فى المناخ الجامعى الذى يتعرضون له ، وسوف يسهم هذا فى تذويب الصراعات التى تقوم عادة بين أبناء المهنة الواحدة ، الحاصلين على مؤهلات متباينة ، والذى ينعكس بالضرورة على عملهم .
ثانيا : التوسع فى انشاء كليات متخصصة لإعداد معلمى المجالات العملية على غرار كليات التربية الفنية والموسيقية والاقتصاد المنزلى لتوفير الأعداد اللازمة من معلمى هذه التخصصات والتى بها عجزا فى معظم المحافظات 00
ثالثا : تعديل النظام الحالى بكليات التربية لإعداد معلم التعليم الاساسى بما يتفق مع فلسفته وأهدافه وذلك من خلال ما يلى :
• أن توجد بكليات التربية شعبه واحده يدرس فيها الطلاب المقرارت والتدريبات العمليه المطلوبه لاعداد معلم التعليم الاساسى بصورة موحده ومتكاملة ، تضم الإعداد للحلقتين الاولى والثانية ، بالاضافه إلى الاعداد والتكوين العام المشترك ، دون الاخلال بوحدة الإعداد لحلقتى المرحلة الإلزامية ، ويفسح المجال أمام الطلاب لاختيار الدراسة فى أحد مجالات التخصص المطلوب مثل : معلم الفصل معلم مجموعة مترابطة من المواد الاجتماعيه أو الرياضية والعلمية ، فئات المجالات العمليه ... وغيرها .
• أن تضم كليات التربيه تخصصات الكليات النوعيه ، بحيث تصير هذه التخصصات اقساما فى كليات التربية 00
• زيادة اعداد المقبولين فى الأقسام التى يقل خريجوها عن الحد المطلوب ، على حساب الأقسام التى يفيض خريجوها عن حاجة مدارس التعليم الاساسى بكل محافظة وبذلك يتحقق التوازن المطلوب فى أعداد المدرسين من كل تخصص ، ويتم سد العجز فى معلمى بعض المواد الدراسية 00
• اعادة النظر وبشكل جذرى فى برامج ومناهج اعداد المعلمين بكليات التربيه بما يؤدى إلى تخريج المعلم القادر على تحقيق أهداف التعليم الاساسى وذلك من خلال :
أن تتناول المناهج والمقررات مفهوم التعليم الاساسى وفلسفته ، ومتطلباته ، ودور المعلم فى هذا النظام ، واكتساب المعلم المهارات اللازمه له للعمل فى هذا الميدان .
الاهتمام بالبرامج المتكاملة فى اعداد معلم التعليم الاساسى ، لكى يستطيع تنفيذ برامج متكاملة ، فمن المهم أن تعكس مناهج اعداد المعلمين التلاحم المنشود بين الجانب النظرى والجانب العملى لدى معلمى المستقبل ليتخرجوا مقتنعين بالفلسفة التكاملية ، وهو ما يتطلب ضرورة اعداد اساتذه فى كليات التربية يستطيعون تقديم مقررات متكامله فى مختلف مجالات الاعداد .
أن تتضمن برامج اعداد معلمى التعليم الاساسى بكليات التربيه مقررات جديده فى أحد المجالات العمليه واساليب تنميه المجتمع وحل مشكلاته ، وكيفيه توثيق صله المدرسة بالبيئه ، وكذلك الزيارات الميدانيه وكيفيه التخطيط لاجرائها ، لمالها من أهمية كبيرة فى عملية الاعداد بالاضافه إلى بعض المقررات عن التربيه الامانيه ، بهدف تعريفهم بقواعد الامان ، واكسابهم المهارات السلوكية الامانية اللازمة اثناء اجراء التدريبات العملية .
تطوير طرق التدريس بكليات التربية من خلال تركيزها على استخدام الوسائل التعليمية الحديثة ، والتأكيد على استخدامها فى المواقف التعليميه المختلفة ، ليسهل فيما بعد استخدامها عندما ينتقل طلابها إلى ميدان العمل بمدارس التعليم الاساسى .
رابعا : وضع خطه متعددة المدى لتأهيل جميع المعلمين الحاليين بمدارس التعليم الاساسى إلى المستوى الجامعى التربوى ،وذلك من خلال التوسع فى تنفيذ برنامج التأهيل التربوى لمعلمى المرحلة الابتدائية إلى المستوى الجامعى ، بحيث يشمل البرنامج معظم كليات التربية ، للتخفيف من حده المشكلات العديدة التى تواجه المعلمين بمدارس التعليم الاساسى بالمحافظات نتيجه التحاقهم بالبرنامج فى كليات أخرى خارج محافظاتهم من خلال :
البحث عن موارد مالية جديدة لهذا البرنامج التأهيلى ، وهى موارد يمكن أن تأتى من وزارة التربية والتعليم أو بعض المساهمات الشعبية فى هذا المجال ، فمن المهم أن ترصد الوزارة ميزانية كافية خاصة بمشروع التأهيل التربوى لمعلمى الحلقة الابتدائية إلى المستوى الجامعى ، ليشمل كليات التربية بالمحافظات بما يسهل التحاق المعلمين فيه .
تحديد فترة زمنية يتم خلالها التحاق جميع المعلمين الحاليين بهذا البرنامج وألا يتم نقلهم إلى وظائف أخرى غير التدريس .
تقديم بعض الحوافز للمتفوقين منهم أثناء الدراسة ولمن ينهى هذا البرنامج بنجاح .
صلاح مصطفى على بيومى
مدير ادارة تنسيق التعليم الفنى
مديرية التربية والتعليم بشمال سيناء
SalahBaiumi@yahoo.com