البدو هم مجموعة من البشر يعيشون حياة الترحال، وعدم الاستقرار في مكان بعينه، ويعيشون حياتهم التقليدية في الصحراء، بحثاً عن الماء والمرعى لجمالهم وأغنامهم، ويعيشون في خيام مصنوعة من جلود وشعر حيواناتهم، ويعتمدون في غذائهم في الغالب على منتجات الألبان والتمور والأرز ، وهم شديدو الاعتزاز بكرامتهم، ويعتمدون على أنفسهم إلى درجة بالغة، ويعيشون حياتهم ملتزمين بالصفات الأخلاقية، وبقيم الشجاعة والكرم، والولاء للقبيلة، وبالضيوف والغرباء، وقد تؤدي إهانة الكرامة أحياناً إلى صراعات دموية بين القبائل ، وهم يتجولون متنقلين من مكان إلى آخر وفقاً لشروط بيئية مثل الحرارة والماء وبحثاً عن الغذاء وسعياً إلى التكيف مع البيئة ، فإذا تغيرت علي البدوى البيئة حيث يقيم لا يلجأ إلى التغيير في البيئة بل يعمد إلى الرحيل بنفسه وأغنامه وإبله وحيواناته إلى بيئة جديدة يتلاءم معها طلباً للماء والمرعى متوافقاً مع الفصول والتضاريس، وتتأثر بنيته الفيزيولوجية وغذاؤه وكساؤه وعاداته وتقاليده وقيمه بما يناسب البيئة الصحراوية في قسوتها وصفائها شحها وكرمها ، ويمكن تقسيم البدو من حيث ترحلهم ونمط حياتهم إلى ثلاثة أقسام :
البدو الرحل :
يعتمدون على الإبل ، وما تدره عليهم من منتجاتها يساعدهم على ذلك حيوان بيئي هو الجمل بما يتصف به من جلد وقوة وصبر وتحمّل للمشاق ، والرحيل لدى البدو له أسبابه وأهمها انتجاع الكلأ أو اتقاء الرياح الباردة القارصة أو التخلص من بعض الحشرات كالبراغيث، والهروب من الذباب القارص الذي ينقل الأمراض في المناطق الطينية في مواسم الأمطار00
الشاوية والبقارة :
وهم من رعاة للشاة والأبقار وهؤلاء قد يزرعون الأرض إضافة إلى الرعي، لذا فهم ليسوا بدواً رحلاً بالمعنى الاجتماعي إلا أنهم لم يصبحوا حضراً مستقرين لذلك يطلق عليهم أحياناً وصف البدو (نصف الرحل)00
الفلاحون :
وهم عشائر استقرت منذ حين تحترف الزراعة في الدرجة الأولى ورعي الماشية في الدرجة الثانية وتتشابه عاداتهم وتقاليدهم وأعرافهم تشابهاً كبيراً مع عادات البدو الرحل ونصف الرحل وتقاليدهم وأعرافهم حتى تكاد تتطابق تماماً في كثير منها وذلك لأن معظمهم ليس بعيد عهد بالبداوة واستقروا عندما واتتهم الظروف ووجدوا الأرض الطيبة وعوامل الاستقرار الأخرى 00
ويتسم التنظيم الاجتماعي عند البدو بالتقسيمات الإجتماعية التالية:
العشيرة البدوية :
العشيرة هي وحدة التنظيم الاجتماعي في المجتمع البدوي منها ينطلق الفرد وإليها يعود وتكاد تكون المؤسسة الاجتماعية الوحيدة التي تمارس ضغطاً اجتماعياً على الأفراد ، ولكل عشيرة شيخ يسوسها ويدبر أمورها تنقاد له عشيرته انقياداً كاملاً ما دام يرعى مصالح العشيرة ويحرص عليها ومصلحة العشيرة واحدة تندمج فيها مصلحة الفرد في مصلحة الجماعة وتتحقق من خلالها00
العصبية القبلية :
العصبية هي وسيلة من وسائل البدوي للتكيف مع البيئة لحماية كيانه القبلي، وتراثها الذي يتناقله جيلاً بعد جيل ، وتتميز بأنها موحدة شاملة ذات قوة إلزامية قهرية ـ باعتبارها ظاهرة اجتماعية ـ تمارس قدراً كبيراً من السيطرة على أفراد القبيلة الواحدة ، وتؤدي إلى ترابط المجتمع البدوي في وحدة كلية يشعر فيها كل فرد بالضمانة النفسية والمادية لكنها تعمل على عزل القبيلة عن القبائل الأخرى من النواحي الاجتماعية والنفسية والجغرافية والحيوية00
الأسرة :
الأسرة البدوية هي نواة التكوين الاجتماعي عند البدو، ، والأسرة البدوية أسرة أبوية، حيث الأب هو رئيس الأسرة، له حق الطاعة على جميع أفرادها ، أما حقوق الأسرة ومكانتها في العشيرة فتتناسب طرداً مع ما عندها من مال ورجال ، ويحرص البدو على إنجاب أكبر عدد ممكن من الذكور لأن كثرة الأبناء الذكور تُعَدُّ في أعرافهم عاملاً هاماً من عوامل العز والمنعة للأسرة في العشيرة وللعشيرة في القبيلة، وللقبيلة بين القبائل الأخرى والأسرة البدوية لا تزال تقوم بوظائفها الاقتصادية والتربوية والثقافية والدينية حتى اليوم00
المرأة :
تتسم نظرة البدو إلى المرأة بالمحافظة ، فما زال البدوي يستقبل ولادة بنت بالوجوم ، وكأنها مصيبة حلت به ، ويعود ذلك إلى طبيعة الحياة البدوية حيث يتميز دور الرجل ، فهو الذي يحمي العشيرة ويرد عنها الخصوم والطامعين وهو الذي يجلب الرزق في حين ينحصر دور المرأة في أعمال المنزل البسيطة ورعاية الأطفال، وقد تقوم بأعمال اقتصادية ثانوية مثل رعي الإبل والأغنام وحلبها ، والمرأة عند البدو رمز للشرف والكرامة فهي محترمة مصونة لا يجوز أن تُمَسَّ بأذًى مهما بلغت العداوة والبغضاء بين العشائر ، وما من وصمة عار يمكن أن تلحق برجل كوصمة أن يشتم امرأة أو يهينها أو يضربها ، وإذا قُتلت امرأة في خصومة بين عشيرتين فإن ثأرها أو ديتها يماثل من أربعة أضعاف إلى ثمانية أضعاف ثأر الرجل أو ديته.
العادات والتقاليد والأخلاق :
للبدو عادات وتقاليد كثيرة أكثر من أن تحصى ، انتقل بعضها بالتسلسل من الآباء إلى الأحفاد ، وحوفظ عليها كما لو كان شِرْعَةً لا يصح الإخلال بها، وبعضها نشأ بحكم الضرورة القاهرة من شظف العيش وضيقه وقساوة البادية ومرارة العيش فيها ، وتمارس تلك الأعراف والتقاليد ضغطاً اجتماعياً على جميع الأفراد ، فلا يستطيع أحد التحرر منها، وإلا فإنه يعرض نفسه للاستخفاف والازدراء وللعقاب أحياناً والنبذ أحياناً أخرى وربما يضطر إلى الهرب خارج العشيرة أو القبيلة. وهذا النمط المحافظ الثابت أدى إلى استمرار عادات وقيم وبقائها على ما هي عليه حتى اليوم ، ومن أخلاق البدو، الأنفة، والعزة، والصبر، والكرم، والعفة، والوفاء، وإغاثة الملهوف، وإجارة المستجير، والإيثار، والجرأة في قول الحق، والعفو عند المقدرة. والبدو يحفظون أنسابهم ويفاخرون بها00
الفراسة :
عُرف البدو منذ القديم بالفراسة، والفراسة لغة هي سلامة الحدس وصدق النظر، فتجد البدوي ينظر إلى آخر، فيعرف قبيلته وعشيرته من أول نظرة.
قصّ الأثر :
واشتهر البدو بقص الأثر، ولهم في ذلك مهارة عجيبة لا يكاد يجاريهم فيها أحد، فيكشفون كثيراً من الحوادث الغامضة عن طريق قص الأثر، وتتبع آثار الأقدام، والعلامات الأرضية لمسافات طويلة.
القضاء :
يقوم القضاء عند البدو على العرف والعادة ، فليس ثمة قوانين مكتوبة ولا خطط مرسومة، يتولاه الشيوخ، وهؤلاء إما قضاة في الخلافات التي تنشأ داخل العشيرة، أو محكّمون في المسائل التي تحدث بين العشائر المجاورة، وهم يباشرون القضاء بأنفسهم وللمحاكمات أصول، وللقضاء درجات متعارف عليها، تكاد لا تختلف من قبيلة إلى أخرى ، وقد تكونت تلك القواعد عبر ماض طويل وجاءت خلاصة سلسلة متصلة من التجارب والخبرات توارثوها جيلاً بعد جيل فارتكزت على أسس قوية ودعائم متينة استندت إلى مكارم الأخلاق في الدرجة الأولى، واغتنت وتعمقت بالحكمة والحنكة والخبرة الحياتية المتجددة باستمرار.
الثقافة البدوية :
وثقافة البدو تتعلق بالمسائل الحيوية في حياة التنقل والترحال التي يعيشونها، فهي تدور حول مواشيهم وخيامهم والملاهي والمناهل والأنواء وتغير الفصول ، يضاف إلى ذلك ما يجري بينهم من أحداث يتناقلون أخبارها وما يتوفر للبدو من معارف في الفراسة والقيافة والكهانة ومعرفة الأنواء وقص الأثر، ومواقع النجوم وتحركاتها ليس سوى خبرات حيوية تقتضيها ظروف المعيشة ، وذلك أن البداوة وما يرافقها من تنقل وعدم استقرار لا يفسح مجالاً للعلم والثقافة للنشوء والتطور، ثم التقدم والارتقاء. 00
التربية البدوية :
ومن الناحية التربوية يتأثر البدو بخصائصهم الثقافية وبخاصة اعتمادهم على آلية الحفظ في اللغة والقصص والأمثال والشعر، وينعكس ذلك على التربية التي تحافظ على التراث الثقافي وتنقله إلى الأجيال التالية عن طريق الأسرة والعشيرة وكذلك التعليم الذى يتركز على آلية الحفظ والاحتفاظ المناسب للكلمة المنقولة شفاهياً وسماعياً ويسهل الإيقاع في اللفظ والحركات عمليات حفظ المعلومات والاحتفاظ بها ونقلها بالتربية والتعليم إلى الأجيال التالية الى أن اقيمت المدارس النظامية في التعليم الأساسي يقوم عليها معلم وحيد يعلم عدة صفوف في الوقت نفسه أو معلم صف واحد، ينتقل معهم في مواسم الانتقال أو يتعلمون تعلماً عرضياً مستمراً في أنظمة تعليم متكاملة ، أما الأنشطة الرياضية فى حياة البدو فهى تقوم على التدريب على المهارات الحركية، كالسباحة وركوب الخيل والصيد بالوسائل المتوفرة ، وقد مكنهم دخول السيارة إلى حياتهم من التدرب الذاتي على القيادة في الصحراء وتحسين مهاراتهم من خلال التعامل مع السيارة الحديثة وتشغيلها وصيانتها وتوظيفها لأغراض الصيد والقنص، ونقل الحيوانات ، وتقتصر الصناعة على المنتجات الحيوانية كصناعة الألبان والأجبان واستخلاص الزبدة والسمن والاستفادة من صوف الأغنام ووبر الإبل وشعر الماعز في صنع الملابس والفراش والأغطية والخيام. 00
البدو والتعليم :
الأمية تتفشى بين البدو، والجهل يضرب أطنابه بينهم ، فذلك لأنهم بسبب من نمط حياتهم لا يرون في التعليم أداة للتغير الاجتماعي ولذا فهم لا يبالون به إلا بالقدر الذي يعود عليهم بمردود اقتصادي ذلك أن الأسرة البدوية تشكل وحدة إنتاج متكاملة فالرجل يعمل والمرأة تشاركه العمل والأولاد يساعدون في العمل والبنات يرعين الصغار ويساعدن في أعمال البيت بحيث يصبح الاستغناء عن أي يد عاملة في الأسرة لأي سبب من الأسباب مدعاة للإخلال باقتصاد الأسرة ، إلا أن السلطة في نظر البدو شيء مهمّ جداً وقيمة أساسيه ، ولقد رأوا أن أساس هذه السلطة هو التعليم الذي يمكنهم أن يصبحوا أطباء، أو إداريين، أو قضاة، أو ضباطاً في الشرطة أو الجيش، أو نواباً في البرلمان، فلماذا لا يرسلون أبناءهم مثل أبناء المستقرين ، وهكذا نجد حافز السلطة من أول الحوافر نحو التعليم، كما نجد حافزاً آخر لا يقل أهمية هو الدين00
معوقات التعليم :
من المسلم به أن مدارس البدو والمناطق النائية في الصحراء هي أدنى مستوى من مدارس المدن ؛ وأحد الأسباب الأساس لتدني مستوى تلك المدارس عن مثيلاتها في المدن يكمن في نوعية المعلمين وعدم استقرارهم في وظائفهم في تلك المدارس يضاف إلى ذلك أن الحكومات سواء الغنية والفقيرة، لا تولي المدارس النائية العناية والأهمية ذاتها التي توليها لمدارس المدن، من حيث الأبنية والمرافق التعليمية، والخدمات الأخرى التي تحتاجها العملية التربوية، مثل المخابر والملاعب والمكتبات وغيرها ، وهذه هى المعوقات التعليمية فى المجتمعات البدوية :
المعوق الأول : المعلمون :
على الرغم من أن نسبة التلاميذ إلى المعلمين قد تكون مناسبة في حالات عديدة ، إلا أن المعلم يعجز عن تقديم ما لديه من معرفة لتلاميذه ، كما يعجز عن توظيف خبرته لصالحهم، بسبب طبيعة الحياة في المناطق النائية، وظروف البدو الاجتماعية، لهذا يتسرب تلاميذ المناطق النائية وأبناء البدوقبل الأوان، بحصيلة تعليمية أدنى من نظرائهم في المدن، فالبدو الصحراء، يتنقلون في مسافات شاسعة، في مناخ شاق، وبيئة قاسية، لذلك يصبح تعليمهم وفق النظام المدرسي شاقاً وقليل الجدوى في الوقت ذاته، ومكلفاً للسلطات المخــتصة، ونابذاً للمعـلـمين ، ويعزف المعلمون ـ لاسيما الأكفاء منهم ـ عن التعليم في صفوف مجمعة في مناطق نائية، وبيئة قاسية ؛ كواحد من الأسباب الرئيسة لتدنّي مستوى التعليم في تلك المناطق، ويعود عزوف المعلمين هذا إلى أسباب عديدة منها :
1. شخصية وعائلية :
ينفر كثير من المعلمين من التعليم في المناطق البدوية والنائية، بسبب نشأتهم في بيئة حضرية في المدن، وتعوّدهم على الحياة المريحة فيها، ولهذا فهم يجدون صعوبات بالغة في التكيف الاجتماعي والثقافي مع بيئات البدو البدوية، والبيئات النائية، حيث لا يتوفر في تلك البيئات ما يعتبرونه ضروريات لحياتهم، أو تعوّدوا على أنه ضروريات. لهذا كله يجدون أنفسهم أمام خيار صعب عندما يُنقلون، أو يعيّنون للعمل في مثل تلك المناطق.
2. اجتماعية :
تتمثل في عزلة المعلم وغربته عن العادات والتقاليد السائدة في المناطق النائية، وابتعاده عن أسرته وعن الأنشطة الثقافية والاجتماعية والرياضية والترفيهية00
3. اقتصادية :
يغلب أن يعين المعلمون في بداية حياتهم المهنية في مناطق نائية، وبدخول محدودة قليلة، ويزيد تعيينهم في تلك المناطق من أعبائهم المادية، لأنهم يشترون حاجاتهم من المدن، ويصرفون جزءاً من دخولهم في السفر إلى مواطن إقامتهم وهم يدركون أنهم لو عملوا ضمن أماكن إقامة أسرهم لاستطاعوا توفير كثير من النفقات التي يتكبدونها عند عملهم في أماكن نائية، لذلك نراهم يقبلون العمل في تلك المناطق عند بداية حياتهم الوظيفية لكي يضمنوا الوظيفة، فإذا ما تحقق لهم ذلك راحوا يسعون بكل السبل إلى الانتقال إلى أماكن إقامة أسرهم الأصلية.
4. مهنية :
ويؤثر العمل في التعليم في مناطق نائية تأثيراً سلبياً على النمو المهني لدى المعلم، إذ أن الموجهين التربويين والمسئولين عموماً لا يزورونه إلا لماماً وزيارات خاطفة كذلك يحول وجوده في المناطق النائية بينه وبين الالتحاق بدورات تدريب المعلمين أثناء الخدمة، والحصول على نشرات أو دوريات تعالج مشكلات التعليم، فإذا أضفنا إلى ذلك أن المعلم في المناطق النائية حديث عهد بمهنة التعليم، أدركنا الوضع الذي يكون عليه المعلم، فينعكس كل ذلك سلباً على سلوكه، ونفوراً من البيئة والمهنة، فتضعف العلاقة بين البيئة والمدرسة، الأمر الذي يزيد وضع المعلم والعملية التربوية سوءاً 00
المعوق الثانى : منظومة التعليم :
وبصفة عامة تعانى منظومة التعليم فى المناطق البدوية ضعفا شديدا من حيث :
• ضعف الامكانيات
• عدم استقرار الكوادر التعليمية فيها بسبب تطلع كل يعين فيها الى الانتقال في اقرب فرصة
• التسيب بسبب بعدها عن الرقابة والمتابعة والاشراف مما يتيح للعاملين التنسيق بينهم للتنصل من اكثر ساعات بل ايام الدوام خاصة ان العاملين فيها بين خيارين احلاهما مر اما التردد يوميا عبر طرق طويلة وعرة او الاقامة في ظروف معيشية صعبه ، ومن هنا فان هذا التسيب وعدم الاستقرار يكون ضحيته شريحة كبيرة من ابناء وطننا مما يستوجب علاجه باسرع ما يمكن باضفاء مميزات تغري العاملين المخلصين بالبقاء فيها وأداء دورهم بكفاءة وكلنا نعرف ان المميزات المادية لم تعد واردة في توسع التعليم الذي أثقل كاهل الدولة00
• صعوبة اعمال المتابعة والرقابة الإدارية والفنية على المؤسسات التعليمية فى المناطق البدوية نتيجة لطبيعة الحياة فى هذه المجتمعات التى هى عبارة عن تجمعات سكانية متناثرة ذات مسافات متباعدة فيما بينها ـ هذا من ناحية ـ ومن ناحية أخرى كثرة التنقل والترحال لهذه القبائل حسب طبيعة المناخ ولسعيهم الدائم وراء مصادر الرزق 00
• عدم وجود الكفاية الإدارية والإلمام بالنظم التربوية، خاصة وأن أغلب من يوجه إلى تلك المناطق هم من المعلمين الجدد00
• تعاظم المسؤولية، فالمدير هو المسئول عن الطالب والمعلم والمبنى.. وعلى مدى إخلاصه وإنتاجه ومتابعته وتطوير نفسه علميًا وتربويًا وثقافيًا ومدى دقة إشرافه (فهو المشرف المقيم بالمدرسة) يتوقف نجاح المدرسة أو فشلها وكل هذا يصعب أن يتحقق للمدير في المناطق النائية والبعيدة للظروف البيئية وحالته النفسية00
• عدم تعاون أولياء الأمور بل إن كثيرًا منهم يشكلون مصدر إزعاج للمدرسة ، فولي الأمر في الأماكن النائية لا يأتي إلا للاعتراض وإثارة المشكلات، مع العلم أن من أهم عناصر نجاح العملية التربوية العلاقة بين البيت والمدرسة.
• عدم تعاون المعلمين في تسيير عمل المدرسة لقلة الخبرة وعدم الإحساس بالمسؤولية.
• بالرغم من صدور حوافز جديدة لمديري المدارس إلا أن هذه الحوافز لم تحظ بالاهتمام الكافي ولم تُفعّل بالشكل المطلوب.
• كثرة الأعمال الإدارية ، فالواجبات الإدارية عديدة ومتنوعة مما يتطلب الكثير من الوقت والجهد بجانب الأعمال الإشرافية والتقويمية, مع عدم وجود كادر إداري أو كتابي في المدارس النائية.
• بُعد المدارس وصعوبة التنقل منها وإليها وظروف الحياة القاسية في تلك المناطق.
• مقارنة مدير المدرسة وجميع المعلمين أنفسهم بزملائهم في المدن والمحافظات الأخرى.
• عدم خضوع مدير المدرسة للتدريب أثناء تأديته للعمل وعدم إلحاقه بالدورات التدريبية طويلة أو قصيرة الأمد لكونه جديدًا على مهنة التربية والتعليم أو الإدارة المدرسية (حسب النظم واللوائح)، ولبعد المسافات ووعورة الطرق التي تكون عائقًا أمام حضوره حتى للأساليب الإشرافية.
• مشكلات الطلاب وبعض السلوكيات الخاطئة التي وصلت إلى حد العنف ضد المعلمين وإدارة المدرسة.
المعوق الثالث : تعليم الفتاه البدوية :
من أكبر المشاكل فى التعليم بين البدو هى التي تقابل الفتيات في التعليم ، فهناك حالة شديدة من العزوف بين البدو لتعليم الفتيات وذلك لرغبة أهاليهم في تزويجهن فبمجرد أن تبلغ الفتاة وتظهر عليها معالم الأنوثة يفضل البعض مكوثها في المنزل ، وينتظر البعض الآخر من الأهالي حتى يتقدم أحد لخطبتها وقتها لا مجال للنقاش في استكمال التعليم فستر البنت أولى ، هذه أكثر معوقات تعليم الفتيات ، وهى المشكلة ومن الأسباب التى أدت إلى تسرب البنات من التعليم الابتدائى، وذلك يعود الى مفهوم الزواج وأنواعه زواج الأقارب زواج البدل تعدد الزوجات والمرأة فى الأدب الشعبى، وحقوق المرأة البدوية فى القضاء البدوى.
رؤية لتحسين مستوى الخدمة التعليمية فى المناطق البدوية :
بداية يجب أن نكون على يقين تام بأن هناك ضرورة ملحة لتعليم أبناء البدو ، فالأطفال البدو يشبهون الأرض البكر ذات التربة الخصبة التي ما إن يتوافر لها المناخ المناسب والمياه حتى تجود بأحسن الثمار وكذلك عقول أولئك الأطفال فهي جاهزة لتلقي جميع أنواع المعارف التي تعرض عليهم ، وبالعمل المخلص المنطلق من المسؤولية العالية يتحول الأطفال الأميون إلى متعلمين00
وتنطلق هذه الرؤية من نظرة شمولية تهدف إلى تعليم أطفال البدو والكبار منهم تعليماً أساسياً بطرائق وأساليب وأنماط وتقنيات متعددة ، الأمر الذي يسمح بنقل مجتمع البدو من حالة عدم الاستقرار والتهميش إلى تكامل تقديم الخدمات التعليمية والصحية والاجتماعية والدينية لتلبية حاجات المجتمع وتهيئة الفرص الأفضل للتعليم والتعلم ، ويمكن تحقيق هذه الرؤية من خلال المحاور التالية :
المحور الأول : تعليم أطفال البدو عن طريق :
• تواصل تعليم أطفال البدو باستخدام أنظمة التعليم التقليدية السائدة في البيئة البدوية لتعليم الأطفال القراءة والكتابة والحساب ومبادئ الدين ، ومن المفيد جداً إدخال مناهج المدرسة الابتدائية السائدة في البيئة في صلب عمل تلك المؤسسات التعليمية التي ذكرت آنفا00ً
• جعـل التـعليم الابـتدائي وفـق مناهج الـدولة المركزية مع مرونة في التطبيق في المدرسة الابتدائية المتعارف عليها وزيادة الاعتماد على التعلم النشط ، ولكي تضمن الفاعلية والكفاية هنا، لابد من توفير الإمكانيات اللازمة من الكتب والمواد التعليمية الأساسية والمعلمين الأكفاء المدربين وذلك بهدف جعل فرص التعلم لدى أطفال البدو مكافئة لفرص التعلم لجميع الأطفال في سن التعليم الأساسي وبالتالي تتاح فرص التعليم الأعلى ـ ما بعد المرحلة الابتدائية ـ لأطفال البدو على قدم المساواة مع أطفال المستقرين من جهة وسد منابع أمية الكبار من جهة أخرى00
• تفعيل المدارس المتنقلة التى يمكن لها الوصول الى المناطق التى يصعب الوصول اليها او اقامة منشآت مدرسية بها او لمواجهة احتياجات البدو الرحل ، وهذه المدرسة هى عبارة عن كرافان طوله عشرة امتار وتقسم الى ثلاثة اقسام الاول للطلاب يستوعب 30 تلميذا وتلميذه والثانى غرفة مبيت للمعمل الذى يرافق البدو الرحل فى تنقلهم والثالث قسم المنتفعات ، ويتم تزويدها بكافة مستلزمات العملية التعليمية بدءا من القلم والدفاتر وصولا الى المقاعد والسبورة ، وتقطر هذه السيارة بوساطة جرار أو اى آله متوافرة لدى البدو ويتم الإشراف عليها من قبل المديرية ولها موجه تربوى مختص ، وهذه المدارس يمكنها لها أن ترافق البدو الى مناطق تواجدهم واستقرارهم فى اماكن بعيدة 00
• التركيز إلى أقصى حد ممكن على انتقاء المعلمين ويفضل أبناء البيئة نفسها، لأن هذا يكفل تكيف المعلم مع بيئته، وتوافق من حيث السلوك والعادات مع القيم السائدة ، فلا يبدو غريباً عن المجتمع المحلي أو تلاميذه في سلوكه وتصرفاته من جهة ، ويضمن من جهة أخرى حماسه واندفاعه لخدمة مجتمعه المحلي الذي ينتمي إليه، وتعليم تلاميذه00
• التركيز على تدريب المعلمين الخدمة وأثناءها على أساليب التعليم والتعلم النشط وطرائقه، باستخدام تقنيات متعددة وقنوات متنوعة بحيث يضمن للمعلم مواكبة المعلومات والتقنيات الحديثة ، فيستطيع القيام بدوره التعليمي والإرشادي في المدرسة والقيادي في المجتمع المحلي.
• المتابعة المستمرة المتمثلة زيارات دورية مكثفة يقوم بها الموجهون التربويون إلى المعلمين في مدارسهم تلك بشكل يمكن لها أن تسهم إسهاماً كبيراً في فاعلية التعليم والتعلم وزيادة مردودهما لدى الأطفال المتعلمين وفي المجتمع المحلي، ويجب تنبيه الموجهون الى جعل المعلمين يشعروا بأن متابعاتهم وزياراتهم هي للمؤازرة والدعم والمساعدة لا للمراقبة والتدقيق على عملهم الوظيفي بالشكل الروتيني وذلك لكي نضمن حماس المعلمين واندفاعهم والتخفيف عنهم نفسياً لاسيما وهم يعملون في ظروف تتسم بقسوة الطبيعة وصعوبة الحياة ، فالمعلم هو قطب العملية التربوية وإذا ضمنا حماسه ننجز إنجازاً كبيراً في الميدان 00
• تحسين الاستفادة من البرامج التعليمية الموجهة عبر الإذاعة والتلفزيون، إلى تلاميذ المدارس الابتدائية النائية المهمشة والمهاجرة أو المهجرة قسراً لأسباب اجتماعية أو اقتصادية أو طارئه والاستفادة من المساعدات التي تقدمها المنظمات الدولية والإقليمية المعنية بالتعليم والتعلم للجميع 00
• المشاركة في التجارب والدراسات والبحوث المحلية والإقليمية التي تتناول التعليم والتعلم بوسائل المواصلات الحديثة ونقل البرامج التعليمية عن بعد للصغار والكبار معاً والحرص على خفض الكلفة إلى أقصى حد ممكن لتصبح تلك البرامج ضمن إمكانيات الفقراء من الأسر النائية وغير المستقرة ثم القيام بدراسات ميدانية حول فاعلية التعليم والتعلم عن طريق تلك البرامج وتعديلها وتطويرها على ضوء نتائج تلك الدراسات00
• الاهتمام باستمرار بالتركيز على تعليم الأسس والمبادئ والقوانين العلمية في العلوم الإنسانية والطبيعية، وإبراز تطبيقاتها الواقعية في البيئة المحلية 00
• الحرص على جعل المدرسة الابتدائية جذابة للتلاميذ وأولياء الأمور، ففي مجال العملية التربوية يجب على المعلمين استخدام طرائق التدريس الحديثة الجذابة ومعاملة التلاميذ في المدرسة داخل حجرة الدرس وخارجها بود وصداقة والابتعاد عن أساليب العقاب المنفرة ، وفي خط مواز للعملية التربوية يستحسن جداً أن نجعل من المدرسة قوة جذب للمجتمع بإقامة أنشطة رياضية وتثقيفية وترفيهية يشارك فيها أولياء التلاميذ مع أبنائهم وكذلك المجتمع المحلي مثل إقامة مباريات رياضية وأيام لخدمة المجتمع المحلي ؛ كأن يشارك المعلمون والتلاميذ في يوم النظافة ، أو للحفاظ على البيئة، أو في جني المحاصيل0 إلخ ، وكذلك يمكن أن تتخذ المدرسة مركزاً لمحاضرات وندوات للتوعية وعرض أشرطة الفيديو بإشراف المعلمين ومساهمة أبناء المجتمع المحلي ورموزه المؤثرة ، وإذا توفر مثل هذا، تنحل تلقائياً كثيراً من المشكلات التي تعاني منها المدارس في مثل تلك البيئات كالغياب والتسرب والرسوب 00
المحور الثانى : التعليم الأساسي للكبار :
ما زالت الأمية منتشرة بين البدو وهي أعلى نسبة بكثير بين النساء منها بين الرجال عندهم ، ويجب أن تتضافر وتتكامل جهود جميع فئات المجتمع للقضاء على هذه الظاهرة السلبية، التي لم تعد تليق بإنسان العصر، في ظل سيادة مفاهيم الحضارة والعلم وحقوق الإنسان وشعارات العلم والتعليم والتعلم للجميع والثقافة للبشر كلهم ؛ هذا مع مراعاة الحد من آثارها السلبية اقتصادياً وثقافياً واجتماعياً على البدو أنفسهم وعلى بلادهم على حد سواء ، ويمكن تحقيق هذا الهدف من خلال :
• الحرص على تحسين مستوى العملية التعليمية عن طريق وسائل الإعلام، وتقنيات الاتصال الحديثة. وباستخدام التقنيات المتعددة لتوعية الكبار وتعليمهم وتثقيفهم ومبدئياً الاستفادة من التقنيات الحديثة الرخيصة في البرامج العامة وتجريب برامج موجهة إلى المهمشين الذين يعيشون في هذه المناطق 00
• الاستفادة من البرامج المتوفرة في الدول والمنظمات الإقليمية والدولية على أن يسهم في تصميم هذه البرامج خبراء من البيئة المحلية كي يتمكنوا من الإسهام في التوعية وفق ثقافة البدو والقيم الاجتماعية السائدة لديهم، كما يجب أن يساهم في تصميم تلك البرامج متخصصون في التربية والتعليم، إلى جانب الإعلاميين، والفنيين المتخصصين في المعلومات ووسائل الإعلام 00
• الاستفادة من نظام العولمة في الإعلام في مجال التثقيف والتوعية وتعديل القيم الراسخة، وزيادة نقل المعلومات الحديثة عبر وسائل لا تستطيع المدرسة النظامية مواكبتها00
• استخدام تقنيات الحفظ الشفهى لدى البدو في الشعر بأشكاله المختلفة، والأناشيد والأهازيج، والأغاني ذات المضمون التربوي، في إرشاد الفلاحين والمزارعين حول العناية بالإنتاج الزراعي ، والحفاظ على البيئة من التلوث، وتنميتها، وترسيخ قيم الانتماء إلى الوطن والأمة 00
• تجريب أساليب عصف الدماغ في التدريس، لتنمية التفكير الطلق، الإبداعي، متحرراً من الأساليب الحفظية، في سبيل الوصول إلى الابتكار والتجديد
• التوسع ما أمكن في الأساليب الديموقراطية في العملية التربوية بين المعلمين والمتعلمين، وترسيخ مبادئ الحوار، وإفساح المجال واسعاً للرأي الآخر، وتقبل الرأي المعاكس عن قناعة، حتى تصبح هذه الأساليب أساساً في التفكير الحر المتجدد، لاسيما لدى المتعلمين من الكبار، وبذلك يتحول التعليم إلى تعلم ذاتي دائم، يعيد بناء شخصية الأمي، ويعزز ثقته بنفسه، وبقيمه الأصيلة
المحور الثالث : تفعيل نظام حوافز التعليم والتعلّم المستمر :
تسهم الحوافز في تحسين التعلّم والتعليم، سواء كانت مادية أو معنوية ، ويستخدم مصطلح "التعزيز" بدلاً من المكافآت والمشجعات للتعلم لأن التعزيز يزيد من احتمال التعلم ويقلل من الهدر التربوي ، ومن هذه الحوافز :
1- الحوافز المادية :
ومن هذه الحوافز الربط بين التعليم والعمل الوظيفي، وتقديم الوجبات والمواد الغذائية مما جعل البدو أكثر ثباتاً في التعلم المستمر، فهذا يساعد على خفض التسرب من المدارس الابتدائية ومن برامج محو الأمية والمتابعة ، وعملياً فإن الحوافز التشجيعية هي التي تزيد من جذب التلاميذ للتعلم من تغذية وملابس ورواتب وإعانات اجتماعية، فقد تخصص رواتب شهرية للطلاب وبخاصة الفقراء وقد تيسر لهم المواصلات فيتنقلون من مكان إقامتهم إلى المدارس المركزية أو المؤقتة وقد يمنح التلاميذ المجدون الجوائز عندما يحفظون القرآن أو يبدعون في نظم الشعر أو يقومون بإبداع علمي ، وتأمين السكن الداخلي للتلاميذ عندما يترحل أهلهم ، وتقديم الخدمات الصحية بالمدارس والتوعية بالطب الوقائي والتحصين والتطعيم لهم ضد الأمراض واقامة عيادة صحية كاملة للأهل ووحدة بيطرية للمواشي00
2- الخدمات التعليمية والطبية والدينية :
مثل بناء مساكن للبدو وبناء مدارس ومستوصفات للخدمة الصحية والبيطرية ، والمساجد للخدمة الدينية والاجتماعية بما يناسب ثقافتهم وبيئتهم، ويفضل تقديم هذه الحوافز والخدمات التعليمية والصحية والدينية لهم يمكن أن يسهم في الحفز للتعلم ، لأن التعليم يقدم وفق ثقافتهم ولغتهم وعاداتهم وظروف البيئة المحلية ، ومع ذلك فالواقع قد اثبت أن معدلات الانتساب للمدارس ما زالت ضئيلة ، والأمية ما زالت متفشية لدى بعض النساء بصفة خاصة00
3- حوافز التقنيات الإلكترونية :
أصبح راديو الترانزستور والمسجلة، والهاتف والمحمول بل التلفاز، والفيديو مستخدماً لدى الأغنياء من البدو وهذه التقنيات ومعلوماتها سريعة التغير، وتناقض ثبات العادات الاجتماعية والقيم السائدة لدى البدو الذين يرتبطون بالماضي والحاضر، بينما تعد التقنيات حوافز للمستقبل ويحصل التضارب بين قيم الأبناء مع قيم الآباء، ولكن التعليم المستمر يزيد من حوافز استخدام التقنيات الإلكترونية الحديثة، لأنها تنقل المعلومات المناسبة إلى المهمشين والبعيدين عن مراكز الحضارة وهذا ما يجعل المعلومات والتقنيات بحد ذاتها حافزاً ذاتياً للبدو وينقلها إليهم أينما كانوا ، وبدلاً من أن ينتقلوا للتعلم تنتقل إليهم البرامج التعليمية وهذا يتطلب وضع برامج خاصة لتعليم البدو وفق حاجاتهم الراهنة 00
المحور الرابع : تفعيل دور مؤسسات المجتمع المحلى : وذلك على النحو التالى :
• مشاركة وزارة الثقافة بعروض سينمائية وتلفزيونية متنقلة تحمل مواد وبرامج تعليمية مجهزة سابقا بمعرفة المختصين بالتربية والتعليم 00
• أن تهتم وزارة التضامن برعاية المعوقين من الأطفال ومشاركة هيئات المجتمع المحلى ورجال الإعمال فى تدعيم الصناعات المحلية التقليدية والحرف اليدوية مثل عمل السجاد، وصنع نماذج زخرفية من منتجات الصحراء00
• قيام وزارة الصحة بالتدريب على الإسعاف الأولي للحروق والكسور ولدغات الأفاعي ومعالجة الأمراض قبل أن يأتي الطبيب 00
• العناية الخاصة ببناء المدارس وتوفير الوسائل التعليمية والمواد التعليمية ولوازم الدراسة وتوفير مستلزمات الترفيه الثقافي والاجتماعي والرياضي في المدرسة من مثل مكتبة مدرسية ملائمة وأنشطة اجتماعية ترتبط بالمدرسة والبيئة معاً وتكوين فرق للألعاب الرياضية المتنوعة، وتنظيم مباريات دورية.
• بذل جهوداً خاصة لجعل بيئة المدرسة جذابة للتلاميذ والمعلمين معاً ، فإذا ما أصبحت بيئة المدرسة كذلك فإن اجتذابها للتلاميذ يقلص أعداد المتسربين منهم ويعمق فاعلية التعليم والتعلم، ويزيد من مردودهما، ويرفع من نسب النجاح والتفوق، ويجعل التلاميذ يقبلون على التعليم مسرورين متحمسين ، أما بالنسبة للمعلمين، فإن ذلك يقلل من تنقلهم ويزيد من تكيفهم مع حياتهم ويرفع من فاعليتهم ويحسن كفاءة التعليم00
• تفعيل دور الجماعات المحلية في انتقاء المعلمين وتدريبهم وتهيئة المدرسة لتكون فاعلة فى المجتمع البدوى وهذا يعني أن تلك الجماعة المحلية سارت إلى الاقتناع بالمدرسة مؤسسةً فاعلة في المجتمع المحلي، وبدور المعلم في ذلك المجتمع، لاسيما عند اختيار المعلم من المجتمع المحلي نفسه، أو من مجتمع محلي قريب منه، بحيث لا يبدو المعلم غريباً عن الجماعة في سلوكه وتصرفاته، وعاداته الاجتماعية، لذلك عدلت البرامج التعليمية لتخدم المجتمع المحلي، وتتوافق واهتمامات الجماعة ومشاغلها
• تسهيل وتشجيع القدرات المحلية كالجمعيات الأهلية فى الوسط البدوى عن طريق تبسيط الإجراءات الإدارية وتوجيه القروض والمنح الحكومية لصالح تزويد هذه الجمعيات بما يلزمها لضمان مساهمتها فى خدمة العملية التعليمية فى هذا الوسط 00
• تزويد المجتمعات البدوية بأدوات صياغة المشاريع التعليمية الهادفة وتنفيذها عن طريق تدريب قادة المجتمع المحلى لضمان تحقيق الدافع الإجتماعى للمشاركة فى عمليات التنفيذ وتوفير مقومات تأمين ما سيتم من انجازاته فى المستقبل 000
• دعوة رجال الأعمال والمستثمرين المرخص لهم بالعمل فى المنطقة فى المساهمة في استكمال ما قد تعجز عنه المديرية من الإمكانيات المادية التى قد تحتاج إليها المدارس المهنية الإعدادية والمدارس الصناعية وأماكن إقامة هيئات التدريس والطلاب المدارس الصناعية ومواصلات وغيرها من الإمكانيات عن طريق عقد المؤتمرات واللقاءات الدورية معهم فى مقابل زيادة معدلات استثماراتهم بالمنطقة 00
المحور الخامس : بالنسبة للمعلمين :
• لابد أن تكون هناك حوافز ومميزات للمعلمين الذين يتحملون عبء التعليم في تلك المدارس، كعلاوات خاصة في الرواتب للعمل بالمناطق البدوية عن غيرهم من المعلمين والعاملين فى المناطق الحضرية ، وعلى المسئولين والموجهين التربويين أن يتحملوا مسؤولياتهم في متابعة المعلمين والعملية التربوية في تلك المدارس بحيث لا يشعر المعلمون بأنهم متروكون مهملون كما أن على أولئك المسئولين والموجهين ألا يشعروا المعلمين فيها أنهم يأتون للتدقيق عليهم بل ليؤازروهم ويقدموا لهم الدعم والتوجيه والإرشاد والمساندة والتعزيز وبذلك يستثيرون فيهم الحميَّة والحماس لأداء واجبهم ، وفى هذا المجال يتم دراسة إمكانية تعديل اللائحة المالية والخاصة بالبدلات ( الإٌقامة وطبيعة العمل) للعاملين القائمين أو الذين سيتم ترقيتهم أو نقلهم من كافة مناطق المحافظة إلى منطقة الوسط لترفع من 125% شهريا إلى 175% وزيادة البدل النقدي ، مع استمرار صرف حافز جذب العمالة 80% وحافز 100 جنيه المقررة بقرار وزير التربية والتعليم لجميع العاملين للعاملين على أن يحرم منها العامل في حالة النقل خارجها00
• توفير المعلم الكفء : أن التحصيل العلمي والمعرفي لدى الأطفال يتناسب طرداً وكفاءة المعلم، وكفاءة المعلم هذه يؤثر فيها التدريب تأثيراً إيجابياً في تنامي حصيلة التلاميذ المعرفية والعلمية، لاسيما في الصفوف العليا، في حين تؤثر الخبرة التي يكتسبها المعلم، سنة بعد أخرى، تأثيراً إيجابياً على المستوى التعليمي لدى الأطفال، لاسيما في الصفوف الدنيا00
• يمكن تحسين تدريب المعلمين الذين يُعيّنون للتعليم في مدارس البدو الذين يتنقلون في مواسم معينة، للتكيف مع البيئة البدوية ليقوموا بالتعليم في صفوف مجمعة ، يتولى المعلم فيها تعليم تلاميذ الصفوف العليا، في حين يتعلم تلاميذ الصفوف الأخرى عن طريق التعلم النشط وضبط السلوك بالاستعانة بطلاب من الصفوف العليا ، ويمكن أن يدرب المعلمون على هذه المهمة قبل الخدمة أو أثنائها ويواصلون التدريب الذاتي من خلال الخبرات المكتسبة من الممارسة الفعلية وتوجيه مستمر من الموجهين التربويين عن طريق إعطاء التوجيهات ومراقبة التنفيذ، وتقويم النتائج والأكثر جدوى في هذا المجال00
• إعداد المعلمين لمدارس المناطق النائية والبيئات البدوية من أبناء تلك المناطق والبيئات نفسها ومن ثم تدريبهم قبل الخدمة وأثناءها على التعامل مع هذا النمط من التعليم في مثل تلك المناطق والبيئات وفي ظل ظروفها الطبيعية 00
• تشجيع القوافل التعليمية من العاملين بوظائف التوجيه لكل مادة دارسيه بالانتقال لهذه المنطقة أسبوعيا بنظام الدورة تحت إشراف وكيل المديرية بحكم الاختصاص 00
• الاهتمام بتوفير أماكن الإعاشة والإقامة لجميع العاملين وللقوافل التعليمية لضمان جذبهم للعمل والاستقرار بها عن طريق النظر فى تجهيزات التجمعات التعليمية الموجودة فى المناطق البدوية من وسائل الإعاشة والعمالة اللازمة للإشراف عليها وضمان سلامتها للاستخدام الآدمى00
المحور السادس : الإهتمام بتنوع انماط العملية التعليمية وفقا لإحتياجات البية البدوية : وذلك على النحو التالى:
أولا : التعليم النظامي :
وهو التعليم المدرسي الأساسي الذي تقوم به وزارة التربية والتعليم والمعارف ، وقد تنشأ للبدو مدارس متنقلة مع المعلم ، أو تخصص لتجمعاتهم مدارس مستقرة في أشهر محدودة من السنة، أو ينتقل معهم المعلم في سيارات (كارافان) لتعليم الأطفال تعليماً ابتدائياً وأساسياً ، ويتضمن هذا النمط النظامى الاهتمامات التالية :
• الاهتمام بمدارس الفصل الواحد وتعليم الفتيات لمواجهة حالات التسرب بين الفتيات لإعادة تأهيلهن وإعدادهن مهنيا وحرفيا لضمان مساهمتهن فى خطط التنمية وتطوير الوسط ، وفتح المجال أمام الفتاة خريجات مدارس الفصل الواحد ـ حسب الرغبة ـ للالتحاق بهذه المدارس في تخصصات الملابس الجاهزة وأعمال التريكو والزخرفة والإعلان00
• التوجه نحو مدارس إعدادية مهنية تحتوى على تخصصات ( نجارة الأثاث ـ الأعمال الصحية ـ الكهرباء ـ الزخرفة والإعلان ـ والمنسوجات وبعض الصناعات البدوية ) ويكون النظام فيها على النحو التالي :
أ- يقبل فيها التلاميذ الراسبين في الصف السادس الإبتدائى للمرة الثانية اجباريا00
ب- يقبل فيها الناجحين بالصف السادس الإبتدائى اختياريا نظرا لأن الناجحين أمامهم فرصه الالتحاق بمدارس التعليم الإعدادي العام 00
ت- تكون مدة الدراسة بهذه المرحلة ثلاث سنوات يحصل بعدها التلميذ على الشهادة الإعدادية المهنية وتعتبر مرحلة منتهية لغير المتفوقين 00
ث- لمن يتفوق في امتحانات نهاية هذه المرحلة الدراسية بهذه المدارس الفرصة فى الالتحاق بمدارس التعليم الصناعي بالمنطقة وفقا لرغبته في نفس مجالات التخصص التى التحق بها في المدارس الإعدادية المهنية00
• التوجه نحو التوسع فى التعليم الصناعي التى تشتمل على تخصصات يمكن أن تستخدم فى خدمة البيئة البدوية واحتياجاتها مثل أعمال النجارة العمارة ـ الأعمال الصحية ـ الفرم الخرسانية ـ نجارة الأثاث ـ الزخرفة والإعلان ـ صناعات السجاد والمنسوجات البدوية ، لإمكان تخريج عماله مؤهلة مدربه تحتاج إليها المنطقة فى المشروعات المتوقعة 00
• الاهتمام بوجود تخصصات دراسية بالتعليم الصناعي تناسب الفتاة في الوسط البدوى مثل تخصصات الملابس الجاهزة ـ وأعمال التريكو ـ الزخرفة والإعلان ـ وأعمال المنسوجات البدوية ـ لإمكان تشجيع الفتاه على استكمال دراستها الثانوية الصناعية00
• وضع نظام دقيق ومكثف للمتابعة من كافة الأجهزة بالمديرية لمتابعة سير العمل وسلامه الإجراءات والقضاء على أى معوقات ، مع اتخاذ الإجراءات المحاسبية اللازمة للقضاء على أى مخالفات مالية أو إدارية قد تحدث عند التنفيذ تحت إشراف مدير المديرية وعضوية وكيل المديرية ومديري الإدارات التعليمية بكل من منطقة الحسنة ونخل 00
ثانيا : التعليم غير النظامي :
وهو تعليم الكبار الذي يتم في جميع الوزارات والمؤسسات، والنقابات لتعليم الكبار الأساسي، ويتم هذا خاصة في بداية محو الأمية ومرحلة المتابعة أو ما يسمى تعليم الكبار، وهو ضروري للبدو وبخاصة الإناث منهم ، وهذا النوع من التعليم يشارك فى ايجاده وزارات التربية والثقافة والشباب والرعاية الاجتماعية أو مختلف الوزارات والمؤسسات الأهلية، برعاية هؤلاء المحتاجين وتعليمهم بما يناسب التطور الاجتماعي أو التقني، أو لتحسين فرص التعلّم لمن فاتتهم فرص التعلم الأساسي.
ثالثا : التعليم عن بعد :
هو التعليم الذى يتم من خلال وسائل الإعلام والمعلومات، وتزداد أهمية هذا النمط من التعليم ، لأن برنامج التعليم ينقل إلى المتعلمين البعيدين، سواء كانوا مقيمين في أماكن نائية، أو مترحلين من مكان لآخر، أو يتناوبون بين الاستقرار والترحال، ويتعلم هؤلاء وفق حاجات الأفراد ومتطلبات الجماعة، والبيئة، وفي أماكن إقامتهم، وفق توقيتهم في الزمان، وسرعتهم في التعلم، وبالتقنيات المتوافرة لديهم00
وتنوع هذه الأنماط لا يعنى وجود ثلاثة منظومات تعليمية كل منها تعمل بمعزل عن الثانية بل العكس فى تتكامل لكى تقدم خدمة تعليمية متميزة لأبناء المجتمع البدوى بكافة فئاته العمرية وذلك على النحو التالى :
• يمكن للمتعلم ان يبدأ تعليمه بالالتحاق بالنمط النظامى لمدة ست او تسع سنوات ثم يترك الدراسة للعمل ويلجأ الى النمط الغير نظامى ويستكمل تعليمه ، وهذا يعنى الترابط بين التعليم النظامى وغير النظامى والتكامل والتفاعل بينهما 00
• ويمكن للمتعلم فى التعليم الغير نظامى أن يستكمل تعليمه عن طريق التعليم عن بعد ويحصل على أى الشهادات من خلال برامج التعليم عن بعد ويتمكن من الحصول على على الجرعة التعليمية التى يحتاجها عن طريق المراسلة 00
• يمكن للمتعلم البدوى الحصول على الإستفادة من الأنماط الثلاثة بان يبدأ تعليمه من خلال النمط النظامى ثم ينقل الى النمط الغير نظامى وبعدها يلتحق ببرامج التعليم عن بعد00
صلاح مصطفى على بيومى
مدير ادارة تنسيق وظائف التعليم الفمى
مديرية التربية والتعليم بشمال سيناء
البدو الرحل :
يعتمدون على الإبل ، وما تدره عليهم من منتجاتها يساعدهم على ذلك حيوان بيئي هو الجمل بما يتصف به من جلد وقوة وصبر وتحمّل للمشاق ، والرحيل لدى البدو له أسبابه وأهمها انتجاع الكلأ أو اتقاء الرياح الباردة القارصة أو التخلص من بعض الحشرات كالبراغيث، والهروب من الذباب القارص الذي ينقل الأمراض في المناطق الطينية في مواسم الأمطار00
الشاوية والبقارة :
وهم من رعاة للشاة والأبقار وهؤلاء قد يزرعون الأرض إضافة إلى الرعي، لذا فهم ليسوا بدواً رحلاً بالمعنى الاجتماعي إلا أنهم لم يصبحوا حضراً مستقرين لذلك يطلق عليهم أحياناً وصف البدو (نصف الرحل)00
الفلاحون :
وهم عشائر استقرت منذ حين تحترف الزراعة في الدرجة الأولى ورعي الماشية في الدرجة الثانية وتتشابه عاداتهم وتقاليدهم وأعرافهم تشابهاً كبيراً مع عادات البدو الرحل ونصف الرحل وتقاليدهم وأعرافهم حتى تكاد تتطابق تماماً في كثير منها وذلك لأن معظمهم ليس بعيد عهد بالبداوة واستقروا عندما واتتهم الظروف ووجدوا الأرض الطيبة وعوامل الاستقرار الأخرى 00
ويتسم التنظيم الاجتماعي عند البدو بالتقسيمات الإجتماعية التالية:
العشيرة البدوية :
العشيرة هي وحدة التنظيم الاجتماعي في المجتمع البدوي منها ينطلق الفرد وإليها يعود وتكاد تكون المؤسسة الاجتماعية الوحيدة التي تمارس ضغطاً اجتماعياً على الأفراد ، ولكل عشيرة شيخ يسوسها ويدبر أمورها تنقاد له عشيرته انقياداً كاملاً ما دام يرعى مصالح العشيرة ويحرص عليها ومصلحة العشيرة واحدة تندمج فيها مصلحة الفرد في مصلحة الجماعة وتتحقق من خلالها00
العصبية القبلية :
العصبية هي وسيلة من وسائل البدوي للتكيف مع البيئة لحماية كيانه القبلي، وتراثها الذي يتناقله جيلاً بعد جيل ، وتتميز بأنها موحدة شاملة ذات قوة إلزامية قهرية ـ باعتبارها ظاهرة اجتماعية ـ تمارس قدراً كبيراً من السيطرة على أفراد القبيلة الواحدة ، وتؤدي إلى ترابط المجتمع البدوي في وحدة كلية يشعر فيها كل فرد بالضمانة النفسية والمادية لكنها تعمل على عزل القبيلة عن القبائل الأخرى من النواحي الاجتماعية والنفسية والجغرافية والحيوية00
الأسرة :
الأسرة البدوية هي نواة التكوين الاجتماعي عند البدو، ، والأسرة البدوية أسرة أبوية، حيث الأب هو رئيس الأسرة، له حق الطاعة على جميع أفرادها ، أما حقوق الأسرة ومكانتها في العشيرة فتتناسب طرداً مع ما عندها من مال ورجال ، ويحرص البدو على إنجاب أكبر عدد ممكن من الذكور لأن كثرة الأبناء الذكور تُعَدُّ في أعرافهم عاملاً هاماً من عوامل العز والمنعة للأسرة في العشيرة وللعشيرة في القبيلة، وللقبيلة بين القبائل الأخرى والأسرة البدوية لا تزال تقوم بوظائفها الاقتصادية والتربوية والثقافية والدينية حتى اليوم00
المرأة :
تتسم نظرة البدو إلى المرأة بالمحافظة ، فما زال البدوي يستقبل ولادة بنت بالوجوم ، وكأنها مصيبة حلت به ، ويعود ذلك إلى طبيعة الحياة البدوية حيث يتميز دور الرجل ، فهو الذي يحمي العشيرة ويرد عنها الخصوم والطامعين وهو الذي يجلب الرزق في حين ينحصر دور المرأة في أعمال المنزل البسيطة ورعاية الأطفال، وقد تقوم بأعمال اقتصادية ثانوية مثل رعي الإبل والأغنام وحلبها ، والمرأة عند البدو رمز للشرف والكرامة فهي محترمة مصونة لا يجوز أن تُمَسَّ بأذًى مهما بلغت العداوة والبغضاء بين العشائر ، وما من وصمة عار يمكن أن تلحق برجل كوصمة أن يشتم امرأة أو يهينها أو يضربها ، وإذا قُتلت امرأة في خصومة بين عشيرتين فإن ثأرها أو ديتها يماثل من أربعة أضعاف إلى ثمانية أضعاف ثأر الرجل أو ديته.
العادات والتقاليد والأخلاق :
للبدو عادات وتقاليد كثيرة أكثر من أن تحصى ، انتقل بعضها بالتسلسل من الآباء إلى الأحفاد ، وحوفظ عليها كما لو كان شِرْعَةً لا يصح الإخلال بها، وبعضها نشأ بحكم الضرورة القاهرة من شظف العيش وضيقه وقساوة البادية ومرارة العيش فيها ، وتمارس تلك الأعراف والتقاليد ضغطاً اجتماعياً على جميع الأفراد ، فلا يستطيع أحد التحرر منها، وإلا فإنه يعرض نفسه للاستخفاف والازدراء وللعقاب أحياناً والنبذ أحياناً أخرى وربما يضطر إلى الهرب خارج العشيرة أو القبيلة. وهذا النمط المحافظ الثابت أدى إلى استمرار عادات وقيم وبقائها على ما هي عليه حتى اليوم ، ومن أخلاق البدو، الأنفة، والعزة، والصبر، والكرم، والعفة، والوفاء، وإغاثة الملهوف، وإجارة المستجير، والإيثار، والجرأة في قول الحق، والعفو عند المقدرة. والبدو يحفظون أنسابهم ويفاخرون بها00
الفراسة :
عُرف البدو منذ القديم بالفراسة، والفراسة لغة هي سلامة الحدس وصدق النظر، فتجد البدوي ينظر إلى آخر، فيعرف قبيلته وعشيرته من أول نظرة.
قصّ الأثر :
واشتهر البدو بقص الأثر، ولهم في ذلك مهارة عجيبة لا يكاد يجاريهم فيها أحد، فيكشفون كثيراً من الحوادث الغامضة عن طريق قص الأثر، وتتبع آثار الأقدام، والعلامات الأرضية لمسافات طويلة.
القضاء :
يقوم القضاء عند البدو على العرف والعادة ، فليس ثمة قوانين مكتوبة ولا خطط مرسومة، يتولاه الشيوخ، وهؤلاء إما قضاة في الخلافات التي تنشأ داخل العشيرة، أو محكّمون في المسائل التي تحدث بين العشائر المجاورة، وهم يباشرون القضاء بأنفسهم وللمحاكمات أصول، وللقضاء درجات متعارف عليها، تكاد لا تختلف من قبيلة إلى أخرى ، وقد تكونت تلك القواعد عبر ماض طويل وجاءت خلاصة سلسلة متصلة من التجارب والخبرات توارثوها جيلاً بعد جيل فارتكزت على أسس قوية ودعائم متينة استندت إلى مكارم الأخلاق في الدرجة الأولى، واغتنت وتعمقت بالحكمة والحنكة والخبرة الحياتية المتجددة باستمرار.
الثقافة البدوية :
وثقافة البدو تتعلق بالمسائل الحيوية في حياة التنقل والترحال التي يعيشونها، فهي تدور حول مواشيهم وخيامهم والملاهي والمناهل والأنواء وتغير الفصول ، يضاف إلى ذلك ما يجري بينهم من أحداث يتناقلون أخبارها وما يتوفر للبدو من معارف في الفراسة والقيافة والكهانة ومعرفة الأنواء وقص الأثر، ومواقع النجوم وتحركاتها ليس سوى خبرات حيوية تقتضيها ظروف المعيشة ، وذلك أن البداوة وما يرافقها من تنقل وعدم استقرار لا يفسح مجالاً للعلم والثقافة للنشوء والتطور، ثم التقدم والارتقاء. 00
التربية البدوية :
ومن الناحية التربوية يتأثر البدو بخصائصهم الثقافية وبخاصة اعتمادهم على آلية الحفظ في اللغة والقصص والأمثال والشعر، وينعكس ذلك على التربية التي تحافظ على التراث الثقافي وتنقله إلى الأجيال التالية عن طريق الأسرة والعشيرة وكذلك التعليم الذى يتركز على آلية الحفظ والاحتفاظ المناسب للكلمة المنقولة شفاهياً وسماعياً ويسهل الإيقاع في اللفظ والحركات عمليات حفظ المعلومات والاحتفاظ بها ونقلها بالتربية والتعليم إلى الأجيال التالية الى أن اقيمت المدارس النظامية في التعليم الأساسي يقوم عليها معلم وحيد يعلم عدة صفوف في الوقت نفسه أو معلم صف واحد، ينتقل معهم في مواسم الانتقال أو يتعلمون تعلماً عرضياً مستمراً في أنظمة تعليم متكاملة ، أما الأنشطة الرياضية فى حياة البدو فهى تقوم على التدريب على المهارات الحركية، كالسباحة وركوب الخيل والصيد بالوسائل المتوفرة ، وقد مكنهم دخول السيارة إلى حياتهم من التدرب الذاتي على القيادة في الصحراء وتحسين مهاراتهم من خلال التعامل مع السيارة الحديثة وتشغيلها وصيانتها وتوظيفها لأغراض الصيد والقنص، ونقل الحيوانات ، وتقتصر الصناعة على المنتجات الحيوانية كصناعة الألبان والأجبان واستخلاص الزبدة والسمن والاستفادة من صوف الأغنام ووبر الإبل وشعر الماعز في صنع الملابس والفراش والأغطية والخيام. 00
البدو والتعليم :
الأمية تتفشى بين البدو، والجهل يضرب أطنابه بينهم ، فذلك لأنهم بسبب من نمط حياتهم لا يرون في التعليم أداة للتغير الاجتماعي ولذا فهم لا يبالون به إلا بالقدر الذي يعود عليهم بمردود اقتصادي ذلك أن الأسرة البدوية تشكل وحدة إنتاج متكاملة فالرجل يعمل والمرأة تشاركه العمل والأولاد يساعدون في العمل والبنات يرعين الصغار ويساعدن في أعمال البيت بحيث يصبح الاستغناء عن أي يد عاملة في الأسرة لأي سبب من الأسباب مدعاة للإخلال باقتصاد الأسرة ، إلا أن السلطة في نظر البدو شيء مهمّ جداً وقيمة أساسيه ، ولقد رأوا أن أساس هذه السلطة هو التعليم الذي يمكنهم أن يصبحوا أطباء، أو إداريين، أو قضاة، أو ضباطاً في الشرطة أو الجيش، أو نواباً في البرلمان، فلماذا لا يرسلون أبناءهم مثل أبناء المستقرين ، وهكذا نجد حافز السلطة من أول الحوافر نحو التعليم، كما نجد حافزاً آخر لا يقل أهمية هو الدين00
معوقات التعليم :
من المسلم به أن مدارس البدو والمناطق النائية في الصحراء هي أدنى مستوى من مدارس المدن ؛ وأحد الأسباب الأساس لتدني مستوى تلك المدارس عن مثيلاتها في المدن يكمن في نوعية المعلمين وعدم استقرارهم في وظائفهم في تلك المدارس يضاف إلى ذلك أن الحكومات سواء الغنية والفقيرة، لا تولي المدارس النائية العناية والأهمية ذاتها التي توليها لمدارس المدن، من حيث الأبنية والمرافق التعليمية، والخدمات الأخرى التي تحتاجها العملية التربوية، مثل المخابر والملاعب والمكتبات وغيرها ، وهذه هى المعوقات التعليمية فى المجتمعات البدوية :
المعوق الأول : المعلمون :
على الرغم من أن نسبة التلاميذ إلى المعلمين قد تكون مناسبة في حالات عديدة ، إلا أن المعلم يعجز عن تقديم ما لديه من معرفة لتلاميذه ، كما يعجز عن توظيف خبرته لصالحهم، بسبب طبيعة الحياة في المناطق النائية، وظروف البدو الاجتماعية، لهذا يتسرب تلاميذ المناطق النائية وأبناء البدوقبل الأوان، بحصيلة تعليمية أدنى من نظرائهم في المدن، فالبدو الصحراء، يتنقلون في مسافات شاسعة، في مناخ شاق، وبيئة قاسية، لذلك يصبح تعليمهم وفق النظام المدرسي شاقاً وقليل الجدوى في الوقت ذاته، ومكلفاً للسلطات المخــتصة، ونابذاً للمعـلـمين ، ويعزف المعلمون ـ لاسيما الأكفاء منهم ـ عن التعليم في صفوف مجمعة في مناطق نائية، وبيئة قاسية ؛ كواحد من الأسباب الرئيسة لتدنّي مستوى التعليم في تلك المناطق، ويعود عزوف المعلمين هذا إلى أسباب عديدة منها :
1. شخصية وعائلية :
ينفر كثير من المعلمين من التعليم في المناطق البدوية والنائية، بسبب نشأتهم في بيئة حضرية في المدن، وتعوّدهم على الحياة المريحة فيها، ولهذا فهم يجدون صعوبات بالغة في التكيف الاجتماعي والثقافي مع بيئات البدو البدوية، والبيئات النائية، حيث لا يتوفر في تلك البيئات ما يعتبرونه ضروريات لحياتهم، أو تعوّدوا على أنه ضروريات. لهذا كله يجدون أنفسهم أمام خيار صعب عندما يُنقلون، أو يعيّنون للعمل في مثل تلك المناطق.
2. اجتماعية :
تتمثل في عزلة المعلم وغربته عن العادات والتقاليد السائدة في المناطق النائية، وابتعاده عن أسرته وعن الأنشطة الثقافية والاجتماعية والرياضية والترفيهية00
3. اقتصادية :
يغلب أن يعين المعلمون في بداية حياتهم المهنية في مناطق نائية، وبدخول محدودة قليلة، ويزيد تعيينهم في تلك المناطق من أعبائهم المادية، لأنهم يشترون حاجاتهم من المدن، ويصرفون جزءاً من دخولهم في السفر إلى مواطن إقامتهم وهم يدركون أنهم لو عملوا ضمن أماكن إقامة أسرهم لاستطاعوا توفير كثير من النفقات التي يتكبدونها عند عملهم في أماكن نائية، لذلك نراهم يقبلون العمل في تلك المناطق عند بداية حياتهم الوظيفية لكي يضمنوا الوظيفة، فإذا ما تحقق لهم ذلك راحوا يسعون بكل السبل إلى الانتقال إلى أماكن إقامة أسرهم الأصلية.
4. مهنية :
ويؤثر العمل في التعليم في مناطق نائية تأثيراً سلبياً على النمو المهني لدى المعلم، إذ أن الموجهين التربويين والمسئولين عموماً لا يزورونه إلا لماماً وزيارات خاطفة كذلك يحول وجوده في المناطق النائية بينه وبين الالتحاق بدورات تدريب المعلمين أثناء الخدمة، والحصول على نشرات أو دوريات تعالج مشكلات التعليم، فإذا أضفنا إلى ذلك أن المعلم في المناطق النائية حديث عهد بمهنة التعليم، أدركنا الوضع الذي يكون عليه المعلم، فينعكس كل ذلك سلباً على سلوكه، ونفوراً من البيئة والمهنة، فتضعف العلاقة بين البيئة والمدرسة، الأمر الذي يزيد وضع المعلم والعملية التربوية سوءاً 00
المعوق الثانى : منظومة التعليم :
وبصفة عامة تعانى منظومة التعليم فى المناطق البدوية ضعفا شديدا من حيث :
• ضعف الامكانيات
• عدم استقرار الكوادر التعليمية فيها بسبب تطلع كل يعين فيها الى الانتقال في اقرب فرصة
• التسيب بسبب بعدها عن الرقابة والمتابعة والاشراف مما يتيح للعاملين التنسيق بينهم للتنصل من اكثر ساعات بل ايام الدوام خاصة ان العاملين فيها بين خيارين احلاهما مر اما التردد يوميا عبر طرق طويلة وعرة او الاقامة في ظروف معيشية صعبه ، ومن هنا فان هذا التسيب وعدم الاستقرار يكون ضحيته شريحة كبيرة من ابناء وطننا مما يستوجب علاجه باسرع ما يمكن باضفاء مميزات تغري العاملين المخلصين بالبقاء فيها وأداء دورهم بكفاءة وكلنا نعرف ان المميزات المادية لم تعد واردة في توسع التعليم الذي أثقل كاهل الدولة00
• صعوبة اعمال المتابعة والرقابة الإدارية والفنية على المؤسسات التعليمية فى المناطق البدوية نتيجة لطبيعة الحياة فى هذه المجتمعات التى هى عبارة عن تجمعات سكانية متناثرة ذات مسافات متباعدة فيما بينها ـ هذا من ناحية ـ ومن ناحية أخرى كثرة التنقل والترحال لهذه القبائل حسب طبيعة المناخ ولسعيهم الدائم وراء مصادر الرزق 00
• عدم وجود الكفاية الإدارية والإلمام بالنظم التربوية، خاصة وأن أغلب من يوجه إلى تلك المناطق هم من المعلمين الجدد00
• تعاظم المسؤولية، فالمدير هو المسئول عن الطالب والمعلم والمبنى.. وعلى مدى إخلاصه وإنتاجه ومتابعته وتطوير نفسه علميًا وتربويًا وثقافيًا ومدى دقة إشرافه (فهو المشرف المقيم بالمدرسة) يتوقف نجاح المدرسة أو فشلها وكل هذا يصعب أن يتحقق للمدير في المناطق النائية والبعيدة للظروف البيئية وحالته النفسية00
• عدم تعاون أولياء الأمور بل إن كثيرًا منهم يشكلون مصدر إزعاج للمدرسة ، فولي الأمر في الأماكن النائية لا يأتي إلا للاعتراض وإثارة المشكلات، مع العلم أن من أهم عناصر نجاح العملية التربوية العلاقة بين البيت والمدرسة.
• عدم تعاون المعلمين في تسيير عمل المدرسة لقلة الخبرة وعدم الإحساس بالمسؤولية.
• بالرغم من صدور حوافز جديدة لمديري المدارس إلا أن هذه الحوافز لم تحظ بالاهتمام الكافي ولم تُفعّل بالشكل المطلوب.
• كثرة الأعمال الإدارية ، فالواجبات الإدارية عديدة ومتنوعة مما يتطلب الكثير من الوقت والجهد بجانب الأعمال الإشرافية والتقويمية, مع عدم وجود كادر إداري أو كتابي في المدارس النائية.
• بُعد المدارس وصعوبة التنقل منها وإليها وظروف الحياة القاسية في تلك المناطق.
• مقارنة مدير المدرسة وجميع المعلمين أنفسهم بزملائهم في المدن والمحافظات الأخرى.
• عدم خضوع مدير المدرسة للتدريب أثناء تأديته للعمل وعدم إلحاقه بالدورات التدريبية طويلة أو قصيرة الأمد لكونه جديدًا على مهنة التربية والتعليم أو الإدارة المدرسية (حسب النظم واللوائح)، ولبعد المسافات ووعورة الطرق التي تكون عائقًا أمام حضوره حتى للأساليب الإشرافية.
• مشكلات الطلاب وبعض السلوكيات الخاطئة التي وصلت إلى حد العنف ضد المعلمين وإدارة المدرسة.
المعوق الثالث : تعليم الفتاه البدوية :
من أكبر المشاكل فى التعليم بين البدو هى التي تقابل الفتيات في التعليم ، فهناك حالة شديدة من العزوف بين البدو لتعليم الفتيات وذلك لرغبة أهاليهم في تزويجهن فبمجرد أن تبلغ الفتاة وتظهر عليها معالم الأنوثة يفضل البعض مكوثها في المنزل ، وينتظر البعض الآخر من الأهالي حتى يتقدم أحد لخطبتها وقتها لا مجال للنقاش في استكمال التعليم فستر البنت أولى ، هذه أكثر معوقات تعليم الفتيات ، وهى المشكلة ومن الأسباب التى أدت إلى تسرب البنات من التعليم الابتدائى، وذلك يعود الى مفهوم الزواج وأنواعه زواج الأقارب زواج البدل تعدد الزوجات والمرأة فى الأدب الشعبى، وحقوق المرأة البدوية فى القضاء البدوى.
رؤية لتحسين مستوى الخدمة التعليمية فى المناطق البدوية :
بداية يجب أن نكون على يقين تام بأن هناك ضرورة ملحة لتعليم أبناء البدو ، فالأطفال البدو يشبهون الأرض البكر ذات التربة الخصبة التي ما إن يتوافر لها المناخ المناسب والمياه حتى تجود بأحسن الثمار وكذلك عقول أولئك الأطفال فهي جاهزة لتلقي جميع أنواع المعارف التي تعرض عليهم ، وبالعمل المخلص المنطلق من المسؤولية العالية يتحول الأطفال الأميون إلى متعلمين00
وتنطلق هذه الرؤية من نظرة شمولية تهدف إلى تعليم أطفال البدو والكبار منهم تعليماً أساسياً بطرائق وأساليب وأنماط وتقنيات متعددة ، الأمر الذي يسمح بنقل مجتمع البدو من حالة عدم الاستقرار والتهميش إلى تكامل تقديم الخدمات التعليمية والصحية والاجتماعية والدينية لتلبية حاجات المجتمع وتهيئة الفرص الأفضل للتعليم والتعلم ، ويمكن تحقيق هذه الرؤية من خلال المحاور التالية :
المحور الأول : تعليم أطفال البدو عن طريق :
• تواصل تعليم أطفال البدو باستخدام أنظمة التعليم التقليدية السائدة في البيئة البدوية لتعليم الأطفال القراءة والكتابة والحساب ومبادئ الدين ، ومن المفيد جداً إدخال مناهج المدرسة الابتدائية السائدة في البيئة في صلب عمل تلك المؤسسات التعليمية التي ذكرت آنفا00ً
• جعـل التـعليم الابـتدائي وفـق مناهج الـدولة المركزية مع مرونة في التطبيق في المدرسة الابتدائية المتعارف عليها وزيادة الاعتماد على التعلم النشط ، ولكي تضمن الفاعلية والكفاية هنا، لابد من توفير الإمكانيات اللازمة من الكتب والمواد التعليمية الأساسية والمعلمين الأكفاء المدربين وذلك بهدف جعل فرص التعلم لدى أطفال البدو مكافئة لفرص التعلم لجميع الأطفال في سن التعليم الأساسي وبالتالي تتاح فرص التعليم الأعلى ـ ما بعد المرحلة الابتدائية ـ لأطفال البدو على قدم المساواة مع أطفال المستقرين من جهة وسد منابع أمية الكبار من جهة أخرى00
• تفعيل المدارس المتنقلة التى يمكن لها الوصول الى المناطق التى يصعب الوصول اليها او اقامة منشآت مدرسية بها او لمواجهة احتياجات البدو الرحل ، وهذه المدرسة هى عبارة عن كرافان طوله عشرة امتار وتقسم الى ثلاثة اقسام الاول للطلاب يستوعب 30 تلميذا وتلميذه والثانى غرفة مبيت للمعمل الذى يرافق البدو الرحل فى تنقلهم والثالث قسم المنتفعات ، ويتم تزويدها بكافة مستلزمات العملية التعليمية بدءا من القلم والدفاتر وصولا الى المقاعد والسبورة ، وتقطر هذه السيارة بوساطة جرار أو اى آله متوافرة لدى البدو ويتم الإشراف عليها من قبل المديرية ولها موجه تربوى مختص ، وهذه المدارس يمكنها لها أن ترافق البدو الى مناطق تواجدهم واستقرارهم فى اماكن بعيدة 00
• التركيز إلى أقصى حد ممكن على انتقاء المعلمين ويفضل أبناء البيئة نفسها، لأن هذا يكفل تكيف المعلم مع بيئته، وتوافق من حيث السلوك والعادات مع القيم السائدة ، فلا يبدو غريباً عن المجتمع المحلي أو تلاميذه في سلوكه وتصرفاته من جهة ، ويضمن من جهة أخرى حماسه واندفاعه لخدمة مجتمعه المحلي الذي ينتمي إليه، وتعليم تلاميذه00
• التركيز على تدريب المعلمين الخدمة وأثناءها على أساليب التعليم والتعلم النشط وطرائقه، باستخدام تقنيات متعددة وقنوات متنوعة بحيث يضمن للمعلم مواكبة المعلومات والتقنيات الحديثة ، فيستطيع القيام بدوره التعليمي والإرشادي في المدرسة والقيادي في المجتمع المحلي.
• المتابعة المستمرة المتمثلة زيارات دورية مكثفة يقوم بها الموجهون التربويون إلى المعلمين في مدارسهم تلك بشكل يمكن لها أن تسهم إسهاماً كبيراً في فاعلية التعليم والتعلم وزيادة مردودهما لدى الأطفال المتعلمين وفي المجتمع المحلي، ويجب تنبيه الموجهون الى جعل المعلمين يشعروا بأن متابعاتهم وزياراتهم هي للمؤازرة والدعم والمساعدة لا للمراقبة والتدقيق على عملهم الوظيفي بالشكل الروتيني وذلك لكي نضمن حماس المعلمين واندفاعهم والتخفيف عنهم نفسياً لاسيما وهم يعملون في ظروف تتسم بقسوة الطبيعة وصعوبة الحياة ، فالمعلم هو قطب العملية التربوية وإذا ضمنا حماسه ننجز إنجازاً كبيراً في الميدان 00
• تحسين الاستفادة من البرامج التعليمية الموجهة عبر الإذاعة والتلفزيون، إلى تلاميذ المدارس الابتدائية النائية المهمشة والمهاجرة أو المهجرة قسراً لأسباب اجتماعية أو اقتصادية أو طارئه والاستفادة من المساعدات التي تقدمها المنظمات الدولية والإقليمية المعنية بالتعليم والتعلم للجميع 00
• المشاركة في التجارب والدراسات والبحوث المحلية والإقليمية التي تتناول التعليم والتعلم بوسائل المواصلات الحديثة ونقل البرامج التعليمية عن بعد للصغار والكبار معاً والحرص على خفض الكلفة إلى أقصى حد ممكن لتصبح تلك البرامج ضمن إمكانيات الفقراء من الأسر النائية وغير المستقرة ثم القيام بدراسات ميدانية حول فاعلية التعليم والتعلم عن طريق تلك البرامج وتعديلها وتطويرها على ضوء نتائج تلك الدراسات00
• الاهتمام باستمرار بالتركيز على تعليم الأسس والمبادئ والقوانين العلمية في العلوم الإنسانية والطبيعية، وإبراز تطبيقاتها الواقعية في البيئة المحلية 00
• الحرص على جعل المدرسة الابتدائية جذابة للتلاميذ وأولياء الأمور، ففي مجال العملية التربوية يجب على المعلمين استخدام طرائق التدريس الحديثة الجذابة ومعاملة التلاميذ في المدرسة داخل حجرة الدرس وخارجها بود وصداقة والابتعاد عن أساليب العقاب المنفرة ، وفي خط مواز للعملية التربوية يستحسن جداً أن نجعل من المدرسة قوة جذب للمجتمع بإقامة أنشطة رياضية وتثقيفية وترفيهية يشارك فيها أولياء التلاميذ مع أبنائهم وكذلك المجتمع المحلي مثل إقامة مباريات رياضية وأيام لخدمة المجتمع المحلي ؛ كأن يشارك المعلمون والتلاميذ في يوم النظافة ، أو للحفاظ على البيئة، أو في جني المحاصيل0 إلخ ، وكذلك يمكن أن تتخذ المدرسة مركزاً لمحاضرات وندوات للتوعية وعرض أشرطة الفيديو بإشراف المعلمين ومساهمة أبناء المجتمع المحلي ورموزه المؤثرة ، وإذا توفر مثل هذا، تنحل تلقائياً كثيراً من المشكلات التي تعاني منها المدارس في مثل تلك البيئات كالغياب والتسرب والرسوب 00
المحور الثانى : التعليم الأساسي للكبار :
ما زالت الأمية منتشرة بين البدو وهي أعلى نسبة بكثير بين النساء منها بين الرجال عندهم ، ويجب أن تتضافر وتتكامل جهود جميع فئات المجتمع للقضاء على هذه الظاهرة السلبية، التي لم تعد تليق بإنسان العصر، في ظل سيادة مفاهيم الحضارة والعلم وحقوق الإنسان وشعارات العلم والتعليم والتعلم للجميع والثقافة للبشر كلهم ؛ هذا مع مراعاة الحد من آثارها السلبية اقتصادياً وثقافياً واجتماعياً على البدو أنفسهم وعلى بلادهم على حد سواء ، ويمكن تحقيق هذا الهدف من خلال :
• الحرص على تحسين مستوى العملية التعليمية عن طريق وسائل الإعلام، وتقنيات الاتصال الحديثة. وباستخدام التقنيات المتعددة لتوعية الكبار وتعليمهم وتثقيفهم ومبدئياً الاستفادة من التقنيات الحديثة الرخيصة في البرامج العامة وتجريب برامج موجهة إلى المهمشين الذين يعيشون في هذه المناطق 00
• الاستفادة من البرامج المتوفرة في الدول والمنظمات الإقليمية والدولية على أن يسهم في تصميم هذه البرامج خبراء من البيئة المحلية كي يتمكنوا من الإسهام في التوعية وفق ثقافة البدو والقيم الاجتماعية السائدة لديهم، كما يجب أن يساهم في تصميم تلك البرامج متخصصون في التربية والتعليم، إلى جانب الإعلاميين، والفنيين المتخصصين في المعلومات ووسائل الإعلام 00
• الاستفادة من نظام العولمة في الإعلام في مجال التثقيف والتوعية وتعديل القيم الراسخة، وزيادة نقل المعلومات الحديثة عبر وسائل لا تستطيع المدرسة النظامية مواكبتها00
• استخدام تقنيات الحفظ الشفهى لدى البدو في الشعر بأشكاله المختلفة، والأناشيد والأهازيج، والأغاني ذات المضمون التربوي، في إرشاد الفلاحين والمزارعين حول العناية بالإنتاج الزراعي ، والحفاظ على البيئة من التلوث، وتنميتها، وترسيخ قيم الانتماء إلى الوطن والأمة 00
• تجريب أساليب عصف الدماغ في التدريس، لتنمية التفكير الطلق، الإبداعي، متحرراً من الأساليب الحفظية، في سبيل الوصول إلى الابتكار والتجديد
• التوسع ما أمكن في الأساليب الديموقراطية في العملية التربوية بين المعلمين والمتعلمين، وترسيخ مبادئ الحوار، وإفساح المجال واسعاً للرأي الآخر، وتقبل الرأي المعاكس عن قناعة، حتى تصبح هذه الأساليب أساساً في التفكير الحر المتجدد، لاسيما لدى المتعلمين من الكبار، وبذلك يتحول التعليم إلى تعلم ذاتي دائم، يعيد بناء شخصية الأمي، ويعزز ثقته بنفسه، وبقيمه الأصيلة
المحور الثالث : تفعيل نظام حوافز التعليم والتعلّم المستمر :
تسهم الحوافز في تحسين التعلّم والتعليم، سواء كانت مادية أو معنوية ، ويستخدم مصطلح "التعزيز" بدلاً من المكافآت والمشجعات للتعلم لأن التعزيز يزيد من احتمال التعلم ويقلل من الهدر التربوي ، ومن هذه الحوافز :
1- الحوافز المادية :
ومن هذه الحوافز الربط بين التعليم والعمل الوظيفي، وتقديم الوجبات والمواد الغذائية مما جعل البدو أكثر ثباتاً في التعلم المستمر، فهذا يساعد على خفض التسرب من المدارس الابتدائية ومن برامج محو الأمية والمتابعة ، وعملياً فإن الحوافز التشجيعية هي التي تزيد من جذب التلاميذ للتعلم من تغذية وملابس ورواتب وإعانات اجتماعية، فقد تخصص رواتب شهرية للطلاب وبخاصة الفقراء وقد تيسر لهم المواصلات فيتنقلون من مكان إقامتهم إلى المدارس المركزية أو المؤقتة وقد يمنح التلاميذ المجدون الجوائز عندما يحفظون القرآن أو يبدعون في نظم الشعر أو يقومون بإبداع علمي ، وتأمين السكن الداخلي للتلاميذ عندما يترحل أهلهم ، وتقديم الخدمات الصحية بالمدارس والتوعية بالطب الوقائي والتحصين والتطعيم لهم ضد الأمراض واقامة عيادة صحية كاملة للأهل ووحدة بيطرية للمواشي00
2- الخدمات التعليمية والطبية والدينية :
مثل بناء مساكن للبدو وبناء مدارس ومستوصفات للخدمة الصحية والبيطرية ، والمساجد للخدمة الدينية والاجتماعية بما يناسب ثقافتهم وبيئتهم، ويفضل تقديم هذه الحوافز والخدمات التعليمية والصحية والدينية لهم يمكن أن يسهم في الحفز للتعلم ، لأن التعليم يقدم وفق ثقافتهم ولغتهم وعاداتهم وظروف البيئة المحلية ، ومع ذلك فالواقع قد اثبت أن معدلات الانتساب للمدارس ما زالت ضئيلة ، والأمية ما زالت متفشية لدى بعض النساء بصفة خاصة00
3- حوافز التقنيات الإلكترونية :
أصبح راديو الترانزستور والمسجلة، والهاتف والمحمول بل التلفاز، والفيديو مستخدماً لدى الأغنياء من البدو وهذه التقنيات ومعلوماتها سريعة التغير، وتناقض ثبات العادات الاجتماعية والقيم السائدة لدى البدو الذين يرتبطون بالماضي والحاضر، بينما تعد التقنيات حوافز للمستقبل ويحصل التضارب بين قيم الأبناء مع قيم الآباء، ولكن التعليم المستمر يزيد من حوافز استخدام التقنيات الإلكترونية الحديثة، لأنها تنقل المعلومات المناسبة إلى المهمشين والبعيدين عن مراكز الحضارة وهذا ما يجعل المعلومات والتقنيات بحد ذاتها حافزاً ذاتياً للبدو وينقلها إليهم أينما كانوا ، وبدلاً من أن ينتقلوا للتعلم تنتقل إليهم البرامج التعليمية وهذا يتطلب وضع برامج خاصة لتعليم البدو وفق حاجاتهم الراهنة 00
المحور الرابع : تفعيل دور مؤسسات المجتمع المحلى : وذلك على النحو التالى :
• مشاركة وزارة الثقافة بعروض سينمائية وتلفزيونية متنقلة تحمل مواد وبرامج تعليمية مجهزة سابقا بمعرفة المختصين بالتربية والتعليم 00
• أن تهتم وزارة التضامن برعاية المعوقين من الأطفال ومشاركة هيئات المجتمع المحلى ورجال الإعمال فى تدعيم الصناعات المحلية التقليدية والحرف اليدوية مثل عمل السجاد، وصنع نماذج زخرفية من منتجات الصحراء00
• قيام وزارة الصحة بالتدريب على الإسعاف الأولي للحروق والكسور ولدغات الأفاعي ومعالجة الأمراض قبل أن يأتي الطبيب 00
• العناية الخاصة ببناء المدارس وتوفير الوسائل التعليمية والمواد التعليمية ولوازم الدراسة وتوفير مستلزمات الترفيه الثقافي والاجتماعي والرياضي في المدرسة من مثل مكتبة مدرسية ملائمة وأنشطة اجتماعية ترتبط بالمدرسة والبيئة معاً وتكوين فرق للألعاب الرياضية المتنوعة، وتنظيم مباريات دورية.
• بذل جهوداً خاصة لجعل بيئة المدرسة جذابة للتلاميذ والمعلمين معاً ، فإذا ما أصبحت بيئة المدرسة كذلك فإن اجتذابها للتلاميذ يقلص أعداد المتسربين منهم ويعمق فاعلية التعليم والتعلم، ويزيد من مردودهما، ويرفع من نسب النجاح والتفوق، ويجعل التلاميذ يقبلون على التعليم مسرورين متحمسين ، أما بالنسبة للمعلمين، فإن ذلك يقلل من تنقلهم ويزيد من تكيفهم مع حياتهم ويرفع من فاعليتهم ويحسن كفاءة التعليم00
• تفعيل دور الجماعات المحلية في انتقاء المعلمين وتدريبهم وتهيئة المدرسة لتكون فاعلة فى المجتمع البدوى وهذا يعني أن تلك الجماعة المحلية سارت إلى الاقتناع بالمدرسة مؤسسةً فاعلة في المجتمع المحلي، وبدور المعلم في ذلك المجتمع، لاسيما عند اختيار المعلم من المجتمع المحلي نفسه، أو من مجتمع محلي قريب منه، بحيث لا يبدو المعلم غريباً عن الجماعة في سلوكه وتصرفاته، وعاداته الاجتماعية، لذلك عدلت البرامج التعليمية لتخدم المجتمع المحلي، وتتوافق واهتمامات الجماعة ومشاغلها
• تسهيل وتشجيع القدرات المحلية كالجمعيات الأهلية فى الوسط البدوى عن طريق تبسيط الإجراءات الإدارية وتوجيه القروض والمنح الحكومية لصالح تزويد هذه الجمعيات بما يلزمها لضمان مساهمتها فى خدمة العملية التعليمية فى هذا الوسط 00
• تزويد المجتمعات البدوية بأدوات صياغة المشاريع التعليمية الهادفة وتنفيذها عن طريق تدريب قادة المجتمع المحلى لضمان تحقيق الدافع الإجتماعى للمشاركة فى عمليات التنفيذ وتوفير مقومات تأمين ما سيتم من انجازاته فى المستقبل 000
• دعوة رجال الأعمال والمستثمرين المرخص لهم بالعمل فى المنطقة فى المساهمة في استكمال ما قد تعجز عنه المديرية من الإمكانيات المادية التى قد تحتاج إليها المدارس المهنية الإعدادية والمدارس الصناعية وأماكن إقامة هيئات التدريس والطلاب المدارس الصناعية ومواصلات وغيرها من الإمكانيات عن طريق عقد المؤتمرات واللقاءات الدورية معهم فى مقابل زيادة معدلات استثماراتهم بالمنطقة 00
المحور الخامس : بالنسبة للمعلمين :
• لابد أن تكون هناك حوافز ومميزات للمعلمين الذين يتحملون عبء التعليم في تلك المدارس، كعلاوات خاصة في الرواتب للعمل بالمناطق البدوية عن غيرهم من المعلمين والعاملين فى المناطق الحضرية ، وعلى المسئولين والموجهين التربويين أن يتحملوا مسؤولياتهم في متابعة المعلمين والعملية التربوية في تلك المدارس بحيث لا يشعر المعلمون بأنهم متروكون مهملون كما أن على أولئك المسئولين والموجهين ألا يشعروا المعلمين فيها أنهم يأتون للتدقيق عليهم بل ليؤازروهم ويقدموا لهم الدعم والتوجيه والإرشاد والمساندة والتعزيز وبذلك يستثيرون فيهم الحميَّة والحماس لأداء واجبهم ، وفى هذا المجال يتم دراسة إمكانية تعديل اللائحة المالية والخاصة بالبدلات ( الإٌقامة وطبيعة العمل) للعاملين القائمين أو الذين سيتم ترقيتهم أو نقلهم من كافة مناطق المحافظة إلى منطقة الوسط لترفع من 125% شهريا إلى 175% وزيادة البدل النقدي ، مع استمرار صرف حافز جذب العمالة 80% وحافز 100 جنيه المقررة بقرار وزير التربية والتعليم لجميع العاملين للعاملين على أن يحرم منها العامل في حالة النقل خارجها00
• توفير المعلم الكفء : أن التحصيل العلمي والمعرفي لدى الأطفال يتناسب طرداً وكفاءة المعلم، وكفاءة المعلم هذه يؤثر فيها التدريب تأثيراً إيجابياً في تنامي حصيلة التلاميذ المعرفية والعلمية، لاسيما في الصفوف العليا، في حين تؤثر الخبرة التي يكتسبها المعلم، سنة بعد أخرى، تأثيراً إيجابياً على المستوى التعليمي لدى الأطفال، لاسيما في الصفوف الدنيا00
• يمكن تحسين تدريب المعلمين الذين يُعيّنون للتعليم في مدارس البدو الذين يتنقلون في مواسم معينة، للتكيف مع البيئة البدوية ليقوموا بالتعليم في صفوف مجمعة ، يتولى المعلم فيها تعليم تلاميذ الصفوف العليا، في حين يتعلم تلاميذ الصفوف الأخرى عن طريق التعلم النشط وضبط السلوك بالاستعانة بطلاب من الصفوف العليا ، ويمكن أن يدرب المعلمون على هذه المهمة قبل الخدمة أو أثنائها ويواصلون التدريب الذاتي من خلال الخبرات المكتسبة من الممارسة الفعلية وتوجيه مستمر من الموجهين التربويين عن طريق إعطاء التوجيهات ومراقبة التنفيذ، وتقويم النتائج والأكثر جدوى في هذا المجال00
• إعداد المعلمين لمدارس المناطق النائية والبيئات البدوية من أبناء تلك المناطق والبيئات نفسها ومن ثم تدريبهم قبل الخدمة وأثناءها على التعامل مع هذا النمط من التعليم في مثل تلك المناطق والبيئات وفي ظل ظروفها الطبيعية 00
• تشجيع القوافل التعليمية من العاملين بوظائف التوجيه لكل مادة دارسيه بالانتقال لهذه المنطقة أسبوعيا بنظام الدورة تحت إشراف وكيل المديرية بحكم الاختصاص 00
• الاهتمام بتوفير أماكن الإعاشة والإقامة لجميع العاملين وللقوافل التعليمية لضمان جذبهم للعمل والاستقرار بها عن طريق النظر فى تجهيزات التجمعات التعليمية الموجودة فى المناطق البدوية من وسائل الإعاشة والعمالة اللازمة للإشراف عليها وضمان سلامتها للاستخدام الآدمى00
المحور السادس : الإهتمام بتنوع انماط العملية التعليمية وفقا لإحتياجات البية البدوية : وذلك على النحو التالى:
أولا : التعليم النظامي :
وهو التعليم المدرسي الأساسي الذي تقوم به وزارة التربية والتعليم والمعارف ، وقد تنشأ للبدو مدارس متنقلة مع المعلم ، أو تخصص لتجمعاتهم مدارس مستقرة في أشهر محدودة من السنة، أو ينتقل معهم المعلم في سيارات (كارافان) لتعليم الأطفال تعليماً ابتدائياً وأساسياً ، ويتضمن هذا النمط النظامى الاهتمامات التالية :
• الاهتمام بمدارس الفصل الواحد وتعليم الفتيات لمواجهة حالات التسرب بين الفتيات لإعادة تأهيلهن وإعدادهن مهنيا وحرفيا لضمان مساهمتهن فى خطط التنمية وتطوير الوسط ، وفتح المجال أمام الفتاة خريجات مدارس الفصل الواحد ـ حسب الرغبة ـ للالتحاق بهذه المدارس في تخصصات الملابس الجاهزة وأعمال التريكو والزخرفة والإعلان00
• التوجه نحو مدارس إعدادية مهنية تحتوى على تخصصات ( نجارة الأثاث ـ الأعمال الصحية ـ الكهرباء ـ الزخرفة والإعلان ـ والمنسوجات وبعض الصناعات البدوية ) ويكون النظام فيها على النحو التالي :
أ- يقبل فيها التلاميذ الراسبين في الصف السادس الإبتدائى للمرة الثانية اجباريا00
ب- يقبل فيها الناجحين بالصف السادس الإبتدائى اختياريا نظرا لأن الناجحين أمامهم فرصه الالتحاق بمدارس التعليم الإعدادي العام 00
ت- تكون مدة الدراسة بهذه المرحلة ثلاث سنوات يحصل بعدها التلميذ على الشهادة الإعدادية المهنية وتعتبر مرحلة منتهية لغير المتفوقين 00
ث- لمن يتفوق في امتحانات نهاية هذه المرحلة الدراسية بهذه المدارس الفرصة فى الالتحاق بمدارس التعليم الصناعي بالمنطقة وفقا لرغبته في نفس مجالات التخصص التى التحق بها في المدارس الإعدادية المهنية00
• التوجه نحو التوسع فى التعليم الصناعي التى تشتمل على تخصصات يمكن أن تستخدم فى خدمة البيئة البدوية واحتياجاتها مثل أعمال النجارة العمارة ـ الأعمال الصحية ـ الفرم الخرسانية ـ نجارة الأثاث ـ الزخرفة والإعلان ـ صناعات السجاد والمنسوجات البدوية ، لإمكان تخريج عماله مؤهلة مدربه تحتاج إليها المنطقة فى المشروعات المتوقعة 00
• الاهتمام بوجود تخصصات دراسية بالتعليم الصناعي تناسب الفتاة في الوسط البدوى مثل تخصصات الملابس الجاهزة ـ وأعمال التريكو ـ الزخرفة والإعلان ـ وأعمال المنسوجات البدوية ـ لإمكان تشجيع الفتاه على استكمال دراستها الثانوية الصناعية00
• وضع نظام دقيق ومكثف للمتابعة من كافة الأجهزة بالمديرية لمتابعة سير العمل وسلامه الإجراءات والقضاء على أى معوقات ، مع اتخاذ الإجراءات المحاسبية اللازمة للقضاء على أى مخالفات مالية أو إدارية قد تحدث عند التنفيذ تحت إشراف مدير المديرية وعضوية وكيل المديرية ومديري الإدارات التعليمية بكل من منطقة الحسنة ونخل 00
ثانيا : التعليم غير النظامي :
وهو تعليم الكبار الذي يتم في جميع الوزارات والمؤسسات، والنقابات لتعليم الكبار الأساسي، ويتم هذا خاصة في بداية محو الأمية ومرحلة المتابعة أو ما يسمى تعليم الكبار، وهو ضروري للبدو وبخاصة الإناث منهم ، وهذا النوع من التعليم يشارك فى ايجاده وزارات التربية والثقافة والشباب والرعاية الاجتماعية أو مختلف الوزارات والمؤسسات الأهلية، برعاية هؤلاء المحتاجين وتعليمهم بما يناسب التطور الاجتماعي أو التقني، أو لتحسين فرص التعلّم لمن فاتتهم فرص التعلم الأساسي.
ثالثا : التعليم عن بعد :
هو التعليم الذى يتم من خلال وسائل الإعلام والمعلومات، وتزداد أهمية هذا النمط من التعليم ، لأن برنامج التعليم ينقل إلى المتعلمين البعيدين، سواء كانوا مقيمين في أماكن نائية، أو مترحلين من مكان لآخر، أو يتناوبون بين الاستقرار والترحال، ويتعلم هؤلاء وفق حاجات الأفراد ومتطلبات الجماعة، والبيئة، وفي أماكن إقامتهم، وفق توقيتهم في الزمان، وسرعتهم في التعلم، وبالتقنيات المتوافرة لديهم00
وتنوع هذه الأنماط لا يعنى وجود ثلاثة منظومات تعليمية كل منها تعمل بمعزل عن الثانية بل العكس فى تتكامل لكى تقدم خدمة تعليمية متميزة لأبناء المجتمع البدوى بكافة فئاته العمرية وذلك على النحو التالى :
• يمكن للمتعلم ان يبدأ تعليمه بالالتحاق بالنمط النظامى لمدة ست او تسع سنوات ثم يترك الدراسة للعمل ويلجأ الى النمط الغير نظامى ويستكمل تعليمه ، وهذا يعنى الترابط بين التعليم النظامى وغير النظامى والتكامل والتفاعل بينهما 00
• ويمكن للمتعلم فى التعليم الغير نظامى أن يستكمل تعليمه عن طريق التعليم عن بعد ويحصل على أى الشهادات من خلال برامج التعليم عن بعد ويتمكن من الحصول على على الجرعة التعليمية التى يحتاجها عن طريق المراسلة 00
• يمكن للمتعلم البدوى الحصول على الإستفادة من الأنماط الثلاثة بان يبدأ تعليمه من خلال النمط النظامى ثم ينقل الى النمط الغير نظامى وبعدها يلتحق ببرامج التعليم عن بعد00
صلاح مصطفى على بيومى
مدير ادارة تنسيق وظائف التعليم الفمى
مديرية التربية والتعليم بشمال سيناء