تبحث الكثير من الدول عن موظفين أكفاء، ويطلبون بشدة موظفين يستطيعون الاعتماد عليهم، والثقة بهم كذلك. واتفق علماء الإدارة على صفتين مشتركتين لا بد من توفرهما في كل متقدم، هي:
* قدرته على إنجاز الأعمال الموكلة إليه بكل دقة واحتراف.
* وكذلك أمانته في إنجازها على الشكل الأمثل الذي يطلبه صاحب العمل.
هاتان الصفتان الرئيسيتان هما ما يبحث عنهما كل رب عمل، ولقد جمع بينهما القرآن الكريم بإعجاز عجيب، حين قال على لسان ابنة النبي شعيب عليه السلام حين قالت لأبيها: (يا أبت استأجره، إن خير من استأجرت القوي الأمين)، فقد جاءت صفة القوة والأمانة كركيزتين اعتمد عليهما القرآن في تلخيص صفات الأفضلية في الموظف وهما القوة والأمانة.
أما الصفة الثانية فهي الأمانة، فلا شك أنها صفة متلازمة مع الأولى، لأن القوي قد لا يؤدي أعماله بكفاءة إن لم يكن أميناً مع أنه قادر عليها.
وكذلك الأمين لا يمكن أن ينجح في أداء عمله إن لم يمتلك القدرة على أدائه جيداً بالرغم من صدقه وأمانته.
لذلك علينا عند اختيار العاملين لدينا أن لا نكتفي بكونهم ثقات أو أمناء، وإنما لا بد من صفة القوة، أي القدرة والخبرة والاحترافية، وكذلك لا يمكننا تولية الخبير دون النظر إلى مدى صدقه وأمانته وإخلاصه
من المضحك المبكي في بلادنا ، أنهم يستبدلون بالموظف الفاشل موظفا فاشلا أخر، و المدير الفاشل بنفس الطريقة ، وكأنك تستبدل بإطار سيارتك المثقوب إطارا آخر مثقوبا ،والنتيجة البدهية هي أن السيارة لا تنطلق أبدا ، وربما ،لأن من حزمة المعايير المستخدمة عند التعيين في الوظيفة العامة ، عنصر الثقة والمعرفة الشخصية و المصلحة بمصطلحات نعرفها جميعاً ( هذا لينا ) (هذا ولدنا) المقدم على عنصر الخبرة والمعرفة العلمية فتكون النتيجة سوء أختيار يقود إلى الفشل والسقوط ..
ولهذا فقد شاع في أدبيات العمل في العالم الثالث ،أن من لا يعمل لا يخطئ ، وعليه تكون السلبية هي الوسيلة للاستمرار في العمل الوظيفي إلى حين إحالته للتقاعد..وبالتالي حصوله على ما يسد رمقه ولو من دون إنتاج ..
ومن المؤسف حقا أنه يصل إلى المناصب القيادية في بعض القطاعات مديرون أبعد ما يكونون عن الإدارة وعن الامانة و الاخلاص و الوطنية للأسف , والله ،
وهذه بعض صفات المدير الفاشل :-
اولاً:- هذا المدير يخشى الموظف المتطور، لأنه إذا استمر في تطوره سيهدده في مركزه، لا تتعجب أن تجده يحاول دائما إحباط ذلك الموظف المتطور ، بل سيشعره بطريقة غير مباشرة بأن توهجه وحماسه قد يتسبب في مشاكل ضد مصلحة العمل .
ثانياً :- هذا المدير لا يسمع إلا صوته: يتظاهر بالديموقراطيه وبالعدل والمساواة، ويتغنى في حب الشفافية و الاصلاح الاداري و محاربة الفساد و الجهل... ونعم للتطور و لا للتخلف ، والحقيقه أنه يسمح بالنقاش في مرات قليلة وعندما تبدأ المناقشة يشرد وكأنه ندم على منح موظفيه هذه الفرصة ويشرع في عصبية ليس لها داعٍ ، وهنا لا يسمع إلا نفسه. وف هذه الحالة امام الموظف المرؤوس الا أن يتظاهر بالإقتناع بصحة حديث المدير وان الموظف المستمع كان على خطأ وغباء منه المناقشه لأنه اى المدير الأدرى بظواهر الأمور وبواطنها ، لأن ذكائه المتواضع صور له أنه الشخص الذي يحظى بالعلم والتجارب، وأن المرؤوسين دائماً أقل علمًا وأقل خبرة ولا ينبغي أن تؤخذ آراؤهم .
ثالثاً :- فاشل بالفطرة : هذا المدير منح عقله إجازة بدون مرتب ، وقرر ألا يستعمل عقله في التفكير، لأنه فاشل بالفطرة ولا يبحث إلا عن الموظفين الفشلة ليكبروا بعد سنوات ويتحولوا إلى مديرين فاشلين، ويجلبوا بدورهم موظفين فاشلين ، وهكذا تدور الحياة الإدارية في كثير من القطاعات الحكومية والخاصة .
رابعاً : سياسة الباب المغلق عادة ما تجد المدير الفاشل يحيط نفسه بسياج من الأشخاص المحيطين به يمنعون الآخرين من الوصول إليه وتجد أبوابه دائماً موصدة خلاصة القول، إن المدير الفاشل هو الذي يبني حاجزاً بينه وبين مرؤوسيه من خلال هؤلاء الأشخاص المحيطين به.
خامساً :- المركزية في اتخاذ القرارات: من الأمور المهمة لدى المدير الفاشل الانفراد باتخاذ القرارات الخاصة بالعمل والموظفين، وعدم أخذ آراء مرؤوسيه أو قيادات العمل بصورة مستمرة لكل صغيرة وكبيرة، ويبدو أمام نفسه الشخص الذي يحظى بالعلم والتجارب، فهو يرى أن هؤلاء المرؤوسين إنما هم أقل علمًا وأقل خبرة ولا ينبغي أن تؤخذ آراؤهم . وفي أغلب الأحوال؛فإن هذاالمدير يتحمل خطأه وحده، ويتعرض لانتقادات كثيرة، منها ما هو مستتر ومنها ما هو صادر عن رؤسائه في المناصب الأعلى. وهذه الصفات إنما تدل على الاستبدادية في العمل والمركزية في سلطات وواجبات كان من المفترض أن تكون في حوزة الموظفين الذين وظفوا لينجزوها، لا لأن يقضوا أوقاتهم يندبون الحظ الذي أردى به تحت سلطة مسؤول مستبد!.
ومن الآثار المترتبة على وجود مثل هذا المدير الفاشل الآتى:
الفشل في أن خلق صفاً ثانياً يمكن أن يَخْلُفه في منصبه وتأكد أن الخائفين من أن يتبوأ الآخرون مناصبهم هم أشخاصٍ ضعفاء غيرجديرين بالمنصب، وليس من صالح العمل أن يستمر هذا الصنف الخائف على منصبه فيه.
ومن الكوارث غياب التخصص ،لاسيما في الوظائف العليا ولأن المدير في العالم الثالث يحرص على أن يظل في منصبه لفترة اطول فأنه يختار من هم اقرب ليشغلوا كراسي بقربة ويزيد من المجاملات على حساب العمل ..
المدير الفاشل يجلب موظفين فاشلين وهؤلاء الموظفون الفاشلون يكبرون بعد سنوات ويتحولون إلى مدراء فاشلين .. ليجلبوا بدورهم موظفين فاشلين .. وهكذا تدور الحياة الإدارية في كثير من القطاعات الحكومية والخاصة 00
حين يأتي مدير أكفأ يجد أن الامور تنفلت من يده في لحظة ظن أنه شعر بالنجاح لأن الفاشلون يستمرون في سياستهم (وضع العصى في الدواليبب) كما يقول المثل الشامي .. واتباع السياسات الملتوية للتقرب منه وصرف نظره عما يجب ويتوجب ..ليكون عليه ما يراه ويسمعه منهم لاغير.فيشوهون صورة من يريدون ويرفعون على الكرسي من يريدون..لينتج عنها السمع والطاعة على حساب ظلم الأخرين .. ليترجل المدير الحق وبكل قوة عن المنصب تاركا الجمل بما حمل ..لأنه في النهاية موظف مهما فعل ..
تهميش لموظفين مميزين خوفا من أن يتحولوا إلى مناصب عليا فالمدير الفاشل في العادة يخشى كثيرا على كرسيه ويحاول أن يتشبث به أطول فترة ممكنة فلذا هو سيتجاهل منح الصلاحيات أمام أي موظف بارز خلفه لأسباب عدة يأتي في أولها أن هذا الموظف قد يكبر يوما بعد يوم ويكتسب الصلاحيات الواحدة تلو الأخرى حتى تجد قيادة المنشأة أن الأوان قد آن لمنحه مقعد المدير بدلا من صاحبنا الفاشل الأمر الآخر هو أن هذا المدير الفاشل سيتجاهل الموظف المتميز ويقلل من عطائه وصلاحياته خوفا من أن يقوم بتعريته أمام الجميع فالموظف المتمكن والنشيط في ظرف أشهر عدة يستمكن من عمله بشكل كامل ويبدع فيه ويقدم أفكارا جديدة لدرجة قد تصل بأن يكتسب اشادات من موظفي الأقسام الأخرى ووهو ما يجعل المدير الفاشل في موقف حرج عندما لا يستطيع أن يجاري موظفه في الأداء والتفوق والإبداع
المدير الفاشل أيضا يعمل بمبدأ ( ابعد عن الشر وغني له ) فتجده يخشى الموظف المتطور والذي لا يقف عند حد معين .. يحاول أن يحبطه .. يشعره بطريقة غير مباشرة بأن توجهه وحماسه قد يتسبب في مشاكل تعرقل العمل لذلك يلجأ المدير الفاشل إلى اختيار موظف ذو إمكانيات بسيطة ولا ينشد التطور والحماس على الإطلاق وسيتأكد أنه وبوجود هذا المشرف الهادئ .. كل شيء سيسير على نفس التوجه .. أين الأفكار وأين التطوير .. النتيجة صفر
المدير الفاشل يحب الواسطة ويعشق العيش تحت ظلالها فالواسطة هي من أوصلته لكرسي المديرلذا وفي ظرف أشهر يحول هذا المدير الفاشل إدارته إلى استراحة أو مقهى لأقربائه وأصدقائه يجلب ابن عمه غدا وصديق الدراسة بعد غد .. وبعد شهرين يطلب من ابن الجيران أن يزوره لكي يساعده في وظيفة .. في نهاية الأمر وبعد سنوات قليلة يتحول العمل تحت ظل هذا المدير الفاشل إلى قسم يضم (المتردية والنطيحة ) .. والانتاج سيكون صفرا مكعب 00
المدير الفاشل يملك فكرا قديما بالعادة فهو يرى أن التشديد على الموظفين خير وسيلة لإظهار جدية العمل الدوام زيادة عن أوقات العمل الأصلي .. التشديد في منح الأذن للخروج أو حضور مناسبة معينة .. التشديد في مسألة الإجازة ورفضها في كثير من الأحيان .. هو يعتقد بأن الشدة والقوة تمنحه وهجا بين الموظفين مما يدعم حضور الإدارة ويقويها ويزيد من انتاجه .. لكنه لا يدري بأنه يحبط موظيفه يوما بعد آخر ويفقدهم الولاء للمنشأة وتعمد عدم العمل بجدية .. بنظام .. كل شي يمشي يرجال دام (الريس عاوز كده ) .
المدير الفاشل لا يجيد فنون التواصل مع مرؤوسيه ، فتجد إدارته للعمل تخلو من كافة أنواع الأنشطة الاجتماعية والترفيهية ، كالرحلات والنزهات ، وهو لا يشارك في المناسبات الاجتماعية كالأفراح والتعازي ، كما أنه يتعامل مع مرؤوسيه كآلات لا تشعر، فهو يعتبرهم مجرد أدوات بلا مشاعر .
وماذا بعد : إن المدير المطلوب لتحقيق إنجازات حقيقية في قرننا الجديد هو ذلك المدير الكفؤ الذي يتحدى حالة الرضا عن النفس والتصالح معها، ويبدي الاستعداد لقيادة معاونيه بطريقة صحيحة إلى الإنجازات. ومن صفاته أنه يعترف بالمشكلات، ويغتنم الفرص، ويشكل مستقبله. وليس كونه متمردا على الأساليب التقليدية يعني أنه متهور، بل على العكس، فهو يقف في كل محطة ليفكر في المكان ــ الهدف ــ الذي يقصده، ثم يبذل الجهد الذي يبلغه هذا الهدف. وتتعدد صفات ذلك
المدير الناجح، ولكنها تجتمع في كونها تمكن هذا المدير من قراءة المستقبل ليصنع نجاحه.
نريد هذا المدير :
أولا : المدير المخطط :
أي ذلك الذي يضع أو يشكل رؤية مستقبلية على المدى البعيد، وكلما صعد درجات السلم الوظيفي كانت نظرته بعيدة. وفي الوقت الذي يركز فيه بقية الموظفين على إنجاز مهام محددة وفي إطار زمني محدد، يتعين
على المدير أن ينظر إلى الأمام حتى يتسنى له تحديد الأهداف والتأكد من سلامة اختيار الأهداف.ومن خلال التفكير في مخرجات ونتائج مختلف الخطط، يستطيع المدير اختيار الخطة التي تنسجم مع مهارات
وقدرات الموظفين ويعكف على تنفيذها، وعندما لا يفكر المدير في متطلبات واحتياجات المشروع التالي فقط، بل وفي
متطلبات المشروع الذي يليه، فإنه يطمئن إلى عدم تكرار العمل، إضافة إلى التأكد من توفير كل الموارد المطلوبة.
ثانيا : المدير المؤثر:
أي ذلك الذي تتاح له فرصة الاطلاع على المعلومات والبيانات التي يكون أعضاء مجموعة العمل بحاجة إليها. ويتميز هذا النمط بنفوذ وسلطات تمكنه من الحصول على أشياء لا يستطيع أعضاء المجموعة الحصول
عليها. وهذا النمط من المديرين ضروري للغاية لأنه ما من أحد آخر يمكن أن يحصل على ما يحصلون عليه، وهناك ما يميزه عن الآخرين. ويتعين على هذا النمط توظيف السلطة والنفوذ في مساعدة أعضاء المجموعة على
إنجازأعمالهم.
ثالثا : المدير الدرع الواقي :
الذي يحمي الموظفين من أهواء وتقلبات المديرين غير الأكفاء، ففي أية مؤسسة تحدث بعض الأمور التي تجعل الموظفين ينحرفون عن الموضوعات الرئيسة. ولهذا لابد للمدير من أن يتصدى لهذه الممارسات
حماية لأعضاء المجموعة. وإن تم تكليف المجموعة بإنجاز مشروع جديد، يتعين على المدير أن يقوم بإجراء تحليل للإطار الزمني لإنجاز المشروع ليتأكد من إمكانية إنجازه في الفترة المحددة. وإن تقدم أحد أعضاء المجموعة بخطة جيدة، يجب على المدير أن يتقبلها بصدر رحب، ويطمئن إلى أن أعضاء المجموعة يتفهمون نتائج تلك الخطة. كما
يتعين عليه أن يعمل على حل المشكلات التي تواجه أيا من أعضاء المجموعة.
رابعا : المدير الذى يتمتع بالآتى :
القدرة على التصور وتشكل الرؤية السلمية، ولعل هذه الصفة تميز المدير الناجح، هو القدرة على استقراء المستقبل،
التبصر والبصيرة، أي المعرفة المسبقة بأحداث المستقبل، وهذا يتحقق بالقدر الكافى من المعلومات التى يمتلكها او يحاول الحصول عليها ، والمعلومات عنصر حاسم، فى صنع القرارات حيث كشفت الدراسات حول عمليات صنع القرار أن القرارات الحاسمة والسريعة ليست نتيجة للحدث أو كفاءة القيادة، وإنما نتيجة وجود نظام معلومات متكامل. والمدير الذي يلم بالمعلومات هو الذي يستطيع اتخاذ القرارات الفعالة. وجمع المعلومات لا يكفي في حد ذاته، إذ لابد من تحليلها والتعرف على محتوياتها. وقد تكون عملية توقع واستقراءالخطوات المنطقية المقبلة من خلال تحليل المعلومات خطيرة للغاية. ولهذا لابد من التبصر في توقع ما سيحدث خطوة
خطوة.
القدرة على القيادة: بالتواضع والهدوء والعلاقات الإنسانية الطيبة بينه وبين جميع العاملين معه 00
خلاصة القول يمكن التفرقة بين المدير الناجح والمدير الفاشل فى النقاط التالية :
المدير الناجح: يتعامل مع الأفراد على أنهم بشر.
المدير الفاشل: يتعامل معهم على أنهم آلات.
المدير الناجح: كلامه لطيف ومؤدب.
المدير الفاشل: كلامه سيء، وغير مؤدب.
المدير الناجح: يريد أفراداً يقترحون ويطورون.
المدير الفاشل: يريد أفراداً يرضخون للأوامر ولا يناقشون.
المدير الناجح: همه تطوير العمل.
المدير الفاشل: همه البقاء على كرسيه.
المدير الناجح: يثير الأفكار.
المدير الفاشل: يثير الأعصاب.
المدير الناجح: يوجهك وفق قدراتك.
المدير الفاشل: يوجهك على مزاجه.
المدير الناجح: يهتم بسماع رأيك في العمل.
المدير الفاشل: يهتم بسماع رأيك في شخصه.
المدير الناجح: يعاملك حسب حالتك النفسية.
المدير الفاشل: يعاملك حسب حالته المزاجية.
المدير الناجح: يساعدك في أخذ إجازة.
المدير الفاشل: تترجاه وتتوسل إليه للحصول على إجازة.
المدير الناجح: يسمع منك.
المدير الفاشل: يملي عليك.
المدير الناجح: يراقبك.
المدير الفاشل: يتجسس عليك.
المدير الناجح: يشكرك أمام زملائك.
المدير الفاشل: يحب أن تشكره أمام غيره.
المدير الناجح: يطور أفكارك، وينسبها إليك.
المدير الفاشل يسرق أفكارك ، وينسبها لنفسه.
المدير الناجح: العمل معه ممتع.
المدير الفاشل: العمل معه ممل ومنفر
صلاح مصطفى على بيومى
مدير ادارة تنسيق وظائف التعليم الفنى
مديرية التربية والتعليم بشمال سيناء
* قدرته على إنجاز الأعمال الموكلة إليه بكل دقة واحتراف.
* وكذلك أمانته في إنجازها على الشكل الأمثل الذي يطلبه صاحب العمل.
هاتان الصفتان الرئيسيتان هما ما يبحث عنهما كل رب عمل، ولقد جمع بينهما القرآن الكريم بإعجاز عجيب، حين قال على لسان ابنة النبي شعيب عليه السلام حين قالت لأبيها: (يا أبت استأجره، إن خير من استأجرت القوي الأمين)، فقد جاءت صفة القوة والأمانة كركيزتين اعتمد عليهما القرآن في تلخيص صفات الأفضلية في الموظف وهما القوة والأمانة.
أما الصفة الثانية فهي الأمانة، فلا شك أنها صفة متلازمة مع الأولى، لأن القوي قد لا يؤدي أعماله بكفاءة إن لم يكن أميناً مع أنه قادر عليها.
وكذلك الأمين لا يمكن أن ينجح في أداء عمله إن لم يمتلك القدرة على أدائه جيداً بالرغم من صدقه وأمانته.
لذلك علينا عند اختيار العاملين لدينا أن لا نكتفي بكونهم ثقات أو أمناء، وإنما لا بد من صفة القوة، أي القدرة والخبرة والاحترافية، وكذلك لا يمكننا تولية الخبير دون النظر إلى مدى صدقه وأمانته وإخلاصه
من المضحك المبكي في بلادنا ، أنهم يستبدلون بالموظف الفاشل موظفا فاشلا أخر، و المدير الفاشل بنفس الطريقة ، وكأنك تستبدل بإطار سيارتك المثقوب إطارا آخر مثقوبا ،والنتيجة البدهية هي أن السيارة لا تنطلق أبدا ، وربما ،لأن من حزمة المعايير المستخدمة عند التعيين في الوظيفة العامة ، عنصر الثقة والمعرفة الشخصية و المصلحة بمصطلحات نعرفها جميعاً ( هذا لينا ) (هذا ولدنا) المقدم على عنصر الخبرة والمعرفة العلمية فتكون النتيجة سوء أختيار يقود إلى الفشل والسقوط ..
ولهذا فقد شاع في أدبيات العمل في العالم الثالث ،أن من لا يعمل لا يخطئ ، وعليه تكون السلبية هي الوسيلة للاستمرار في العمل الوظيفي إلى حين إحالته للتقاعد..وبالتالي حصوله على ما يسد رمقه ولو من دون إنتاج ..
ومن المؤسف حقا أنه يصل إلى المناصب القيادية في بعض القطاعات مديرون أبعد ما يكونون عن الإدارة وعن الامانة و الاخلاص و الوطنية للأسف , والله ،
وهذه بعض صفات المدير الفاشل :-
اولاً:- هذا المدير يخشى الموظف المتطور، لأنه إذا استمر في تطوره سيهدده في مركزه، لا تتعجب أن تجده يحاول دائما إحباط ذلك الموظف المتطور ، بل سيشعره بطريقة غير مباشرة بأن توهجه وحماسه قد يتسبب في مشاكل ضد مصلحة العمل .
ثانياً :- هذا المدير لا يسمع إلا صوته: يتظاهر بالديموقراطيه وبالعدل والمساواة، ويتغنى في حب الشفافية و الاصلاح الاداري و محاربة الفساد و الجهل... ونعم للتطور و لا للتخلف ، والحقيقه أنه يسمح بالنقاش في مرات قليلة وعندما تبدأ المناقشة يشرد وكأنه ندم على منح موظفيه هذه الفرصة ويشرع في عصبية ليس لها داعٍ ، وهنا لا يسمع إلا نفسه. وف هذه الحالة امام الموظف المرؤوس الا أن يتظاهر بالإقتناع بصحة حديث المدير وان الموظف المستمع كان على خطأ وغباء منه المناقشه لأنه اى المدير الأدرى بظواهر الأمور وبواطنها ، لأن ذكائه المتواضع صور له أنه الشخص الذي يحظى بالعلم والتجارب، وأن المرؤوسين دائماً أقل علمًا وأقل خبرة ولا ينبغي أن تؤخذ آراؤهم .
ثالثاً :- فاشل بالفطرة : هذا المدير منح عقله إجازة بدون مرتب ، وقرر ألا يستعمل عقله في التفكير، لأنه فاشل بالفطرة ولا يبحث إلا عن الموظفين الفشلة ليكبروا بعد سنوات ويتحولوا إلى مديرين فاشلين، ويجلبوا بدورهم موظفين فاشلين ، وهكذا تدور الحياة الإدارية في كثير من القطاعات الحكومية والخاصة .
رابعاً : سياسة الباب المغلق عادة ما تجد المدير الفاشل يحيط نفسه بسياج من الأشخاص المحيطين به يمنعون الآخرين من الوصول إليه وتجد أبوابه دائماً موصدة خلاصة القول، إن المدير الفاشل هو الذي يبني حاجزاً بينه وبين مرؤوسيه من خلال هؤلاء الأشخاص المحيطين به.
خامساً :- المركزية في اتخاذ القرارات: من الأمور المهمة لدى المدير الفاشل الانفراد باتخاذ القرارات الخاصة بالعمل والموظفين، وعدم أخذ آراء مرؤوسيه أو قيادات العمل بصورة مستمرة لكل صغيرة وكبيرة، ويبدو أمام نفسه الشخص الذي يحظى بالعلم والتجارب، فهو يرى أن هؤلاء المرؤوسين إنما هم أقل علمًا وأقل خبرة ولا ينبغي أن تؤخذ آراؤهم . وفي أغلب الأحوال؛فإن هذاالمدير يتحمل خطأه وحده، ويتعرض لانتقادات كثيرة، منها ما هو مستتر ومنها ما هو صادر عن رؤسائه في المناصب الأعلى. وهذه الصفات إنما تدل على الاستبدادية في العمل والمركزية في سلطات وواجبات كان من المفترض أن تكون في حوزة الموظفين الذين وظفوا لينجزوها، لا لأن يقضوا أوقاتهم يندبون الحظ الذي أردى به تحت سلطة مسؤول مستبد!.
ومن الآثار المترتبة على وجود مثل هذا المدير الفاشل الآتى:
الفشل في أن خلق صفاً ثانياً يمكن أن يَخْلُفه في منصبه وتأكد أن الخائفين من أن يتبوأ الآخرون مناصبهم هم أشخاصٍ ضعفاء غيرجديرين بالمنصب، وليس من صالح العمل أن يستمر هذا الصنف الخائف على منصبه فيه.
ومن الكوارث غياب التخصص ،لاسيما في الوظائف العليا ولأن المدير في العالم الثالث يحرص على أن يظل في منصبه لفترة اطول فأنه يختار من هم اقرب ليشغلوا كراسي بقربة ويزيد من المجاملات على حساب العمل ..
المدير الفاشل يجلب موظفين فاشلين وهؤلاء الموظفون الفاشلون يكبرون بعد سنوات ويتحولون إلى مدراء فاشلين .. ليجلبوا بدورهم موظفين فاشلين .. وهكذا تدور الحياة الإدارية في كثير من القطاعات الحكومية والخاصة 00
حين يأتي مدير أكفأ يجد أن الامور تنفلت من يده في لحظة ظن أنه شعر بالنجاح لأن الفاشلون يستمرون في سياستهم (وضع العصى في الدواليبب) كما يقول المثل الشامي .. واتباع السياسات الملتوية للتقرب منه وصرف نظره عما يجب ويتوجب ..ليكون عليه ما يراه ويسمعه منهم لاغير.فيشوهون صورة من يريدون ويرفعون على الكرسي من يريدون..لينتج عنها السمع والطاعة على حساب ظلم الأخرين .. ليترجل المدير الحق وبكل قوة عن المنصب تاركا الجمل بما حمل ..لأنه في النهاية موظف مهما فعل ..
تهميش لموظفين مميزين خوفا من أن يتحولوا إلى مناصب عليا فالمدير الفاشل في العادة يخشى كثيرا على كرسيه ويحاول أن يتشبث به أطول فترة ممكنة فلذا هو سيتجاهل منح الصلاحيات أمام أي موظف بارز خلفه لأسباب عدة يأتي في أولها أن هذا الموظف قد يكبر يوما بعد يوم ويكتسب الصلاحيات الواحدة تلو الأخرى حتى تجد قيادة المنشأة أن الأوان قد آن لمنحه مقعد المدير بدلا من صاحبنا الفاشل الأمر الآخر هو أن هذا المدير الفاشل سيتجاهل الموظف المتميز ويقلل من عطائه وصلاحياته خوفا من أن يقوم بتعريته أمام الجميع فالموظف المتمكن والنشيط في ظرف أشهر عدة يستمكن من عمله بشكل كامل ويبدع فيه ويقدم أفكارا جديدة لدرجة قد تصل بأن يكتسب اشادات من موظفي الأقسام الأخرى ووهو ما يجعل المدير الفاشل في موقف حرج عندما لا يستطيع أن يجاري موظفه في الأداء والتفوق والإبداع
المدير الفاشل أيضا يعمل بمبدأ ( ابعد عن الشر وغني له ) فتجده يخشى الموظف المتطور والذي لا يقف عند حد معين .. يحاول أن يحبطه .. يشعره بطريقة غير مباشرة بأن توجهه وحماسه قد يتسبب في مشاكل تعرقل العمل لذلك يلجأ المدير الفاشل إلى اختيار موظف ذو إمكانيات بسيطة ولا ينشد التطور والحماس على الإطلاق وسيتأكد أنه وبوجود هذا المشرف الهادئ .. كل شيء سيسير على نفس التوجه .. أين الأفكار وأين التطوير .. النتيجة صفر
المدير الفاشل يحب الواسطة ويعشق العيش تحت ظلالها فالواسطة هي من أوصلته لكرسي المديرلذا وفي ظرف أشهر يحول هذا المدير الفاشل إدارته إلى استراحة أو مقهى لأقربائه وأصدقائه يجلب ابن عمه غدا وصديق الدراسة بعد غد .. وبعد شهرين يطلب من ابن الجيران أن يزوره لكي يساعده في وظيفة .. في نهاية الأمر وبعد سنوات قليلة يتحول العمل تحت ظل هذا المدير الفاشل إلى قسم يضم (المتردية والنطيحة ) .. والانتاج سيكون صفرا مكعب 00
المدير الفاشل يملك فكرا قديما بالعادة فهو يرى أن التشديد على الموظفين خير وسيلة لإظهار جدية العمل الدوام زيادة عن أوقات العمل الأصلي .. التشديد في منح الأذن للخروج أو حضور مناسبة معينة .. التشديد في مسألة الإجازة ورفضها في كثير من الأحيان .. هو يعتقد بأن الشدة والقوة تمنحه وهجا بين الموظفين مما يدعم حضور الإدارة ويقويها ويزيد من انتاجه .. لكنه لا يدري بأنه يحبط موظيفه يوما بعد آخر ويفقدهم الولاء للمنشأة وتعمد عدم العمل بجدية .. بنظام .. كل شي يمشي يرجال دام (الريس عاوز كده ) .
المدير الفاشل لا يجيد فنون التواصل مع مرؤوسيه ، فتجد إدارته للعمل تخلو من كافة أنواع الأنشطة الاجتماعية والترفيهية ، كالرحلات والنزهات ، وهو لا يشارك في المناسبات الاجتماعية كالأفراح والتعازي ، كما أنه يتعامل مع مرؤوسيه كآلات لا تشعر، فهو يعتبرهم مجرد أدوات بلا مشاعر .
وماذا بعد : إن المدير المطلوب لتحقيق إنجازات حقيقية في قرننا الجديد هو ذلك المدير الكفؤ الذي يتحدى حالة الرضا عن النفس والتصالح معها، ويبدي الاستعداد لقيادة معاونيه بطريقة صحيحة إلى الإنجازات. ومن صفاته أنه يعترف بالمشكلات، ويغتنم الفرص، ويشكل مستقبله. وليس كونه متمردا على الأساليب التقليدية يعني أنه متهور، بل على العكس، فهو يقف في كل محطة ليفكر في المكان ــ الهدف ــ الذي يقصده، ثم يبذل الجهد الذي يبلغه هذا الهدف. وتتعدد صفات ذلك
المدير الناجح، ولكنها تجتمع في كونها تمكن هذا المدير من قراءة المستقبل ليصنع نجاحه.
نريد هذا المدير :
أولا : المدير المخطط :
أي ذلك الذي يضع أو يشكل رؤية مستقبلية على المدى البعيد، وكلما صعد درجات السلم الوظيفي كانت نظرته بعيدة. وفي الوقت الذي يركز فيه بقية الموظفين على إنجاز مهام محددة وفي إطار زمني محدد، يتعين
على المدير أن ينظر إلى الأمام حتى يتسنى له تحديد الأهداف والتأكد من سلامة اختيار الأهداف.ومن خلال التفكير في مخرجات ونتائج مختلف الخطط، يستطيع المدير اختيار الخطة التي تنسجم مع مهارات
وقدرات الموظفين ويعكف على تنفيذها، وعندما لا يفكر المدير في متطلبات واحتياجات المشروع التالي فقط، بل وفي
متطلبات المشروع الذي يليه، فإنه يطمئن إلى عدم تكرار العمل، إضافة إلى التأكد من توفير كل الموارد المطلوبة.
ثانيا : المدير المؤثر:
أي ذلك الذي تتاح له فرصة الاطلاع على المعلومات والبيانات التي يكون أعضاء مجموعة العمل بحاجة إليها. ويتميز هذا النمط بنفوذ وسلطات تمكنه من الحصول على أشياء لا يستطيع أعضاء المجموعة الحصول
عليها. وهذا النمط من المديرين ضروري للغاية لأنه ما من أحد آخر يمكن أن يحصل على ما يحصلون عليه، وهناك ما يميزه عن الآخرين. ويتعين على هذا النمط توظيف السلطة والنفوذ في مساعدة أعضاء المجموعة على
إنجازأعمالهم.
ثالثا : المدير الدرع الواقي :
الذي يحمي الموظفين من أهواء وتقلبات المديرين غير الأكفاء، ففي أية مؤسسة تحدث بعض الأمور التي تجعل الموظفين ينحرفون عن الموضوعات الرئيسة. ولهذا لابد للمدير من أن يتصدى لهذه الممارسات
حماية لأعضاء المجموعة. وإن تم تكليف المجموعة بإنجاز مشروع جديد، يتعين على المدير أن يقوم بإجراء تحليل للإطار الزمني لإنجاز المشروع ليتأكد من إمكانية إنجازه في الفترة المحددة. وإن تقدم أحد أعضاء المجموعة بخطة جيدة، يجب على المدير أن يتقبلها بصدر رحب، ويطمئن إلى أن أعضاء المجموعة يتفهمون نتائج تلك الخطة. كما
يتعين عليه أن يعمل على حل المشكلات التي تواجه أيا من أعضاء المجموعة.
رابعا : المدير الذى يتمتع بالآتى :
القدرة على التصور وتشكل الرؤية السلمية، ولعل هذه الصفة تميز المدير الناجح، هو القدرة على استقراء المستقبل،
التبصر والبصيرة، أي المعرفة المسبقة بأحداث المستقبل، وهذا يتحقق بالقدر الكافى من المعلومات التى يمتلكها او يحاول الحصول عليها ، والمعلومات عنصر حاسم، فى صنع القرارات حيث كشفت الدراسات حول عمليات صنع القرار أن القرارات الحاسمة والسريعة ليست نتيجة للحدث أو كفاءة القيادة، وإنما نتيجة وجود نظام معلومات متكامل. والمدير الذي يلم بالمعلومات هو الذي يستطيع اتخاذ القرارات الفعالة. وجمع المعلومات لا يكفي في حد ذاته، إذ لابد من تحليلها والتعرف على محتوياتها. وقد تكون عملية توقع واستقراءالخطوات المنطقية المقبلة من خلال تحليل المعلومات خطيرة للغاية. ولهذا لابد من التبصر في توقع ما سيحدث خطوة
خطوة.
القدرة على القيادة: بالتواضع والهدوء والعلاقات الإنسانية الطيبة بينه وبين جميع العاملين معه 00
خلاصة القول يمكن التفرقة بين المدير الناجح والمدير الفاشل فى النقاط التالية :
المدير الناجح: يتعامل مع الأفراد على أنهم بشر.
المدير الفاشل: يتعامل معهم على أنهم آلات.
المدير الناجح: كلامه لطيف ومؤدب.
المدير الفاشل: كلامه سيء، وغير مؤدب.
المدير الناجح: يريد أفراداً يقترحون ويطورون.
المدير الفاشل: يريد أفراداً يرضخون للأوامر ولا يناقشون.
المدير الناجح: همه تطوير العمل.
المدير الفاشل: همه البقاء على كرسيه.
المدير الناجح: يثير الأفكار.
المدير الفاشل: يثير الأعصاب.
المدير الناجح: يوجهك وفق قدراتك.
المدير الفاشل: يوجهك على مزاجه.
المدير الناجح: يهتم بسماع رأيك في العمل.
المدير الفاشل: يهتم بسماع رأيك في شخصه.
المدير الناجح: يعاملك حسب حالتك النفسية.
المدير الفاشل: يعاملك حسب حالته المزاجية.
المدير الناجح: يساعدك في أخذ إجازة.
المدير الفاشل: تترجاه وتتوسل إليه للحصول على إجازة.
المدير الناجح: يسمع منك.
المدير الفاشل: يملي عليك.
المدير الناجح: يراقبك.
المدير الفاشل: يتجسس عليك.
المدير الناجح: يشكرك أمام زملائك.
المدير الفاشل: يحب أن تشكره أمام غيره.
المدير الناجح: يطور أفكارك، وينسبها إليك.
المدير الفاشل يسرق أفكارك ، وينسبها لنفسه.
المدير الناجح: العمل معه ممتع.
المدير الفاشل: العمل معه ممل ومنفر
صلاح مصطفى على بيومى
مدير ادارة تنسيق وظائف التعليم الفنى
مديرية التربية والتعليم بشمال سيناء