المرأة وبكل بساطة هي الأم والأخت والزوجة والبنت فهي أساس تكوين الأسرة وتطويرها ومن دون الأم التي تقود عائلتها إلى جانب زوجها فتلك العائلة فاشلة بامتياز , كما أن نجاح أي أسرة فى مجتمعنا يعتمد أساسا على درجة ثقافة الأم فهي مدرسة فعلا وهي المسئول الأول والأخير عن مقياس نجاح أي أسرة , فهي من تصنع الرجال والمثقفين والنساء المثقفات الخلاقات بإبداعهن وهي المنظم المعنوي والرادع الأخلاقي الأول ، وبحنانها لأولادها وحرصها على وحدة أسرتها التي تشكلها تتم معجزة الأم هذا عن دورها كأم أما الأخت فهي دائما الملجأ لأخوتها الذكور فهي المرشد وهي الأقدر على فهم واستيعاب إخوتها وهي التي تساعدهم وتوجههم نحو الأفضل وهي العلاقة الأكثر قدسية بالعالم ، هذه المرأة الأخت أما الابنة فهي أجمل المخلوقات الأرضية على الإطلاق فهي الطفلة الجريئة والجميلة وهي تلميذة المدرسة وهي العروس تخرج من بين يدي والديها وهي الأم التي ستعامل أيضا كالابنة ، الا ان المرأة رغم هذا تعرضت للكثير من الاضطهاد ، واتخذت ممارسات الاضطهاد ضدها أشكالا عدة لعل أهمها: استخدام العنف ضدها في غالب الأحيان، وسيادة السلطة الذكورية ابتداء من سلطة الأب وليس انتهاء بسلطة الأخ الأكبر، وعدم الثقة بقدرتها في القيادة والعمل والعلم والتربية وتنشئة الأجيال، وإجبارها على الزواج خلافا لرغبتها، وغيرها من الممارسات السلبية ، ورغم أن للمرأة دور خطير في كثير من الأمور ، إلا إننا عندما نتتبع التطور الحاصل في حياة المرأة منذ زمن بعيد إلى يومنا هذا نجد أنه محكوم بنظرة أحادية الجانب يملكها الرجل فقط و لا تشاركه المرأة فيها. نعم من الحقيقة بمكان أن نعترف أن هناك تغيرات طرأت على المرأة بشكل عام و ذلك حسب الثقافات و العادات و الأديان، و لكن ظل الرجل هو الذي يحدد للمرأة واجباتها و حقوقها ، ومن أسباب تسلط الرجال على النساء في عدة أمور، منها:
1- جهل الرجال بمفهوم القوامة وحقوق المرأة00
2- التربية الأسرية للرجل والتي تعزز فيه التسلط والتحكم في المرأة ، وتعطيه الحرية للتصرف كيف يشـاء دون حساب أو عقاب.
3- التربية الأخلاقية للرجل والتي تبيح له معاملة المرأة بسوء وتسلط واستبداد وغرور وعنجهية دون توجيه أو تنبيه لخطأ هذه المعاملة.
4- ضعف المرأة وجهلها واستسلامها لهذه المعاملة جعلت الرجل يتمادى في طغيانه وجبروته عليها.
5- الصفات النفسية التي يتحلى بها بعض الرجال من الدناءة واللؤم والخسة التي تبيح له هذه المعاملة00
هذا بالنسبة لنظرة الرجل للمرأة ، ولكن بصفة عامة اذا ما نظرنا الى واقع المرأة نجدة انه مازال يعانى من بعض الأمور التى تسىء للمرأة ، وتمثل الكثير من التحديات لها وتعوق حركتها نحو التقدم والتطوير وتتلخص هذه المعوقات فى الآتى :
1- ان المجتمع مازال تهيمن فيه صورة الرجل ككاسب للرزق والمرأة كربة منزل واجباتها الاعتناء بشئون الأسرة اليومية ورعاية الأطفال وتربيتهم ومتابعة التزاماتهم المدرسية.
2- مازالت النظرة بأن تعليم المرأة وعملها سيؤديان إلى تحملها أعباء ومسئوليات تفوق قدراتها وإمكانياتها وسيضعها فى موضع اختيار اما انجاز كل ما يجب فى الزمن المحدد وعلى أكمل وجه أو التخلي عن الكفاءة في الأداء 00
3- مازال الاعتقاد بأن التعليم يفقد المرأة فرصة الزواج المبكر.
4- مازالت ظاهرة التسرب المبكر للفتيات وخاصة فى المناطق الريفية وانتشار الأمية وضعف إجراءات مقاومة الأميه خاصة بين الإناث00
5- انخفاض دافعية الكثير من الفتيات للانخراط فى الكليات العلمية فى الجامعات فالغالبية من الفتيات ملتحقات في كليات العلوم الإنسانية وهذه التخصصات لا يوجد عليها طلب كبير في سوق العمل 00
6- مازال تصوير المرأة في معظم مناهج التعليم الأساسي على أنها مخلوق هامشى ضعيف تقتصر أعماله على الأعمال المنزلية ولم تتطور المناهج بما يكفي لتحقيق تكافؤ أوسع بين الذكر والأنثى فيما يخص ثقافة العمل وثقافة المواطنة بحيث تعكس حقوق المرأة بصورة واضحة00
7- عدم ربط مخرجات التعليم بسوق العمل وحاجات التنمية وان تم ذلك لا يتم اتاحة الفرص لتكوين المهارات الكافية وخاصة عند النساء لكيفية استخدام المعلومات 00
8- احتياجات التعليم المالية العالية وهو ما قد لا تسمح به موازنة الأسرة ويكون المفاضلة فى التعليم والتدريب لصالح الرجل على اعتبار أنه كاسب الرزق والمسئول الأول فى الأسرة.
9- انخفاض مستوى إشراك المرأة في صياغة السياسات والبرامج البيئية وهذا ما ينعكس على استخدام الموارد المتاحة بالشكل الأمثل بما فيها وسائل الطاقة00
10- انخفاض مستوى الخدمات الاجتماعية فى بعض المجتمعات وهذا ما يتطلب زيادة فى الوقت المخصص للعمل المنزلى والحاجة إلى مساعدة الفتاة مما سيؤثر على مدة ونوع تحصيلها العلمي كما أنه يؤدي إلى صعوبة التوفيق بين الأعمال المنزلية التى تؤديها المرأة والأعمال الخارجية بسبب غياب أو قصور المؤسسات الاجتماعية.
11- آلية تنفيذ القوانين والتشريعات التى ساوت فى نصوصها بين حق التعليم والعمل للجنسين إلا أن التطبيق العلمي لها يشير إلى أن التوجه نحو قبول المرأة فى الأعمال ذات الطابع الخدمي الذى يكاد أن يصبح عملاً نسائيًا متخصصًا قد أدى إلى توجهها نحو الدراسات الإنسانية مما جعلها أقل مشاركة فى المواقع ذات الأهمية المعاصرة.
12- افتقار الوعى الاجتماعى لأهمية دور المرأة فى التنمية رغم اهمية دورها الإجتماعى والإقتصادى الملموس فى كافة المجالات 00
13- الركود الاقتصادي وارتفاع نسب البطالة التي ادت الى تهميش المرأة بالشكل العام وحرمانها من فرص العمل حيث أن صاحب القرار بالاختيار والتعيين يميل إلى استخدام الذكور الذين تزداد مؤهلاتهم وكفاءتهم وخبراتهم بحكم الفرص الكثيرة المتاحة لهم وتنخفض التزاماتهم الأسرية مقارنة بالإناث والذين لديهم المرونة الأكبر في قبول العمل وتحمل تبعاته 00
ورغم كل هذه التحديات والمعوقات الا ان المرأة قادرة على اداء دورها فى المجتمع ككيان انسانى له طموحاته وقدراته وامكانياته التى تؤهله من تحقيق المطلوب منه والمشاركة الفعالة فى تنمية وتطوير المجتمع ومن هذه المجالات :
أولا : دور المرأة التربوي : ويتمثل فى قيامها بالمهام التالية :
1- التربية العقائدية: تتمكن المرأة من القيام بتلك المهمة من خلال علم يعينها على أداء هذه المهمة حتى تتمكن من قيادة قاطرة التربية الدينية في أرض مليئة بشوك الشبهات المضلة، والشهوات المغرية، والفتن السوداء.
2- التربية السلوكية: بتأكيد أهمية البيت في تبني السلوكيات الطيبة تتضح مسؤولية ما تقوم به المرأة في تفعيل دورها العظيم في زرع هذه السلوكيات ، ونزع أي سلوك سيئ ينشأ في حديقتها التربوية حيث رعيتها الصغيرة وتهذيب أي سلوك ينشأ منحرفاً عن مساره.
3- التربية النفسية: رغم انه من مهام المرأة الأساسية توفير العطف والحنان ولكن بشرط عدم الإفراط والتفريط وهما أساس الصحة النفسية لدى الأفراد ، وهى ليس وحدها فى هذا المجال اذ لابد من تعاون الأب معها 00
4- التربية الجسمية: وتبدأ بتركيز المرأة عنايتها بما خُلق في رحمها من خلال اهتمامها بالتغذية والراحة، ثم تستمر تلك التربية بعد الولادة ، ولكي تمارس الأم ذلك الدور لا بد أن يكون لديها وعي تام بأهمية هذا الجانب التربوي المعتمد على الثقافة الصحية المتوازية مع التطبيق العملي لهذه الثقافة.
ثانيا : دور المرأة السياسى : لقد كثر في الآونة الأخيرة الحديث عن ضرورة مشاركة المرأة في الحياة السياسية ، فالتعامل الديموقراطي مع المرأة يعني معاملتها كفرد إنساني كامل الحقوق وكامل الملكات ومالك لارادته ومستقل في اتخاذ خياراته وحر في ترجيح خياراته ، ان تعاملنا مع المرأة وفق الديمقراطية يعني تخلصنا من كثير من العقد النفسية والأوهام الاجتماعية التي عششت داخلنا من دون ان يكون لها أساس علمي او ديني صحيح ويعني أيضا وهذا يحمل أهمية إستراتيجية كبيرة اننا سنعلم أجيالنا القادمة مبادئ الديمقراطية بشكل تلقائي وعفوي وان نعدهم لشغل المناصب والوظائف الاجتماعية التي لا توجد منها اية واحدة لا تحتاج إلى روح الديمقراطية او تستغني عن خدماتها .
ثالثا : دور المرأة فى اصلاح المجتمع : بإمكان المرأة اذا ما أعدت بصورة صحيحة للقيام بدورها، أن تبني مجتمعا قويا متطورا وقادرا على معايشة الواقع والعصر في كل حال، لذلك حينما يتعامل الرجل مع المرأة في امور الحياة عامة، ينبغي ان لا يتناسى طبيعة دورها الهام في البناء الاجتماعي ، ان دور المرأة المعاصرة في حالة تطور وازدياد وفقا لتضاعف الحاجة الى بناء اجتماعي متطور، لذلك على الأطراف ذات العلاقة في هذا المجال أن تعي دورها أيضا، لتقف الى جانب المرأة وتنمي قدراتها التربوية والفكرية وغيرها كونها العامل الاساس في رعاية وتطوير الأسرة الى مستوى النجاح، لاسيما ان الأسرة هي الصورة المصغرة للمجتمع .
رابعا: دور المرأة في التقدم العلمي والتكنولوجي : ان تأثير المرأة كأم ومعلمة بالغ الأهمية، لأنه ينتقل من الفرد الواحد الى سائر أفراد المجتمع، ويمتد بسرعة فائقة. وقد يكون هذا التأثير سلبياً أو إيجابياً، فذلك يتوقف على البيئة وقيمها. وقد يقفز المجتمع في تطوره قفزاً إذا ما أعطيت الفرصة للنساء، كي يرفعن مستواهن ويحسن أوضاعهن ، لذا فأن دور المرأة مهم جدا، ولا حاجة بنا الى القول أن أولاد المرأة المتعلمة تتوفر فيهم الصحة والذكاء كما يعيشون في جو ملائم يغذيهم فكرياً وعاطفياً وبما أن العلم والتكنولوجيا من المتطلبات الأساسية لبناء المجتمع الحديث فمن الضروري أن يكون لتدريس العلوم أهمية خاصة لذا فقد ازداد عدد المتخرجات من الفروع العلمية والرياضيات مما شكل دلالة مشجعة لتقدم المرأة وشعورها بدورها الإيجابي.
خامسا : دور المرأة فى حماية البيئة :من الجانب البيئي نجد أن المرأة تمتلك خاصية مميزة في الأمور التالية:
1- المرأة صاحب العلاقة الأقوى مع البيئة ومواردها، وبخاصة المرأة الريفية، فالمرأة هناك تفلح الارض و تزرع المحاصيل و ترعى الحيوانات و تجلب الماء و الحطب و تجهز الطعام و تنجب الأطفال.
2- المرأة تربي الأجيال و بالتالي امكانية أن تنمي فيهم الاحساس بالمسؤولية تجاه البيئة من حسن ادارة وعدم الاسراف و الهدر.
3- تتحمل المرأة مسؤولية إدارة البيت مما يجعل لها شأناً في مواجهة التلوث المنزلي وفي اختيار السكن المناسب بيئياً. كما تقوم المرأة دائماً باختيار المناسب لاسرتها من السلع الغذائية و الأدوية و الملابس و غيرها من السلع، وبإمكانها هنا اختيار السلع الصديقة للبيئة.
4- وأخيراً فإن المرأة أكثر أفراد المجتمع إحساسا بالمشاكل البيئية ومن ثم فإن هناك أهمية وضرورة لتعزيز دورها البيئي لذا فأن إشراك المرأة في نشاطات حماية البيئة يسهم في حل العديد من المشاكل البيئية فهي قادرة على تقبل التربية والوعي البيئي و تنميته، وعندما نقوم بتوعية المرأة بيئياً ودعوتها للمساهمة في حماية البيئة فإننا في الوقت ذاته نكون قد قمنا بنشر هذا الوعي لدى كافة أفراد الأسرة وذلك لارتباطها القوي بأسرتها.
سادسا : دور المرأة في صناعة جيل النصر : إن المرأة وهي المحضن الأول المسئول عن تربية الأولاد أن تعي خطورة دورها في تربية الجيل الذي قد يحقق النصر أو يأتي بالهزيمة و ما بين هذين النموذجين يعول على الأمِّ أن تربي القادة و الجنود و العلماء أو تفسد فتنتج أشباه الرجال، رجال يولدون و يموتون دون أن يزيدوا شيئا في قيمة الأمة ان لم يكونوا سببا في انتكاسها 000
سابعا : المرأة والإدارة : إن نجاح أي مؤسسة من مؤسسات المجتمع ابتداءً من أصغر مؤسسة وهي البيت، وانتهاءً بأكبر مؤسسة وهي الدولة، مرتبط بنجاح إدارة تلك المؤسسة والمرأة تمتلك مقومات الإدارة الناجحة ومنها :
1- القدرة التامة على التنظيم والدقة والتحليل والتصنيف.
2- القدرة على البحث عن الحقائق والاستعداد للعمل بجد ونشاط، ويساعدها على ذلك حب الاستطلاع والاستفادة من المعلومات ودقة الملاحظة في الاستنباط.
3- القدرة على التعبير عن نفسها؛ لأن الإدارة بحاجة إلى التعبير لإقناع الطرف الآخر.
4- المداراة لمن يعملون معها، وهي خبيرة بهذه الناحية، لكونها أمّاً ودائمة المداراة لأولادها.
5- الوعي والثقافة العامة والإلمام بكل جوانب التخصص الذي تديره0
ولضمان نجاح المرأة فى اداء رسالتها السامية علينا ازالة كل المعوقات التى تعوق حركتها واهدافها وذلك من خلال
أولا : من خلال المنظومة التعليمية : ويتم تكثيف البرامج التعليمية في مدارس تعليم البنات فيما يخص إعداد المرأة إعداداً فعلياً لأداء دورها الوظيفي وذلك عن طريق غربلة المناهج الدراسية بحيث يكون الغرض الأساسي من تلك الغربلة وإعادة الصياغة إعانة (المرأة الأم) في وظيفتها داخل منزلها الذي يُعد المقر الوظيفي الرئيسي لها لا أن يكون دور المناهج الدراسية تهيئة المرأة لتمارس وظيفة خارج المنزل 00
ثانيا : من خلال الإعلام: ويعنى الإهتمام الاعلامى التركيز على ممارسة المرأة دورها بنفسها بل إن تصدي المرأة لدورها بنفسها بوصفها أيضاً مربية يعد مسلكاً عظيماً في رقي الأمة، بل هو الطريق الأساسي لتحقيق آمال الأمة ثم إعادة صياغتها فعلياً عبر التربية إلى نواتج قيِّمة تضاف إلى رصيد الأمة الحضاري00
ثالثا : من خلال استراتيجية تربوية : لا تستطيع المرأة أن تؤدي دورها التربوي ما لم تتبنَّ تلك القضية وجدانياً من خلال حملها لهمّ التربية ، ويقينها التام بدورها فى إعداد الفرد، وانعكاس ذلك على صلاحه وصلاح الأمة، ثم سعيها المستمر نحو تزويد من تعول تربوياً بما صح وتأكد من مغانم تربوية كسبتها من خلال ما نالته في رقيها التربوى ، ويتأتى ذلك عن طريق دعم حصيلتها العلمية إذ إن جزءاً من مهامها التربوية يعنى بتشكيل عقيدة الأبناء ومراقبتها، وتعديل أي خلل يطرأ عليها
رابعا : من خلال تفعيل برامج المرأة والمواطنة الكاملة :إن غياب المرأة هو أخطر بكثير لذا لابد من تمكين المرأة في مختلف مناحي ومجالات الحياة نريد تعليمها ومناقشتها فيما تعرف وما تتلقى من معارف متراكمة تحرسها وتنقلها من جيل إلى جيل ذلك أن تحدي المعاصرة قد جعل المرأة على محكِّ اختبار بين مكانة تقليدية سنية وعلية في الخيال المجتمعي بدأت بالتآكل وبين هجمة معرفية ثقافية هائلة تتطلب منها أن تكون مشاركة فاعلة في نهضة وطنها، مبادرة إلى التعلم والتأهل كي تكون كاملة المواطنة.
صلاح مصطفى على بيومى
مدير ادارة تنسيق وظائف التعليم الفنى
مديرية التربية والتعليم بشمال سيناء
Salahbaiumi@yahoo.com
1- جهل الرجال بمفهوم القوامة وحقوق المرأة00
2- التربية الأسرية للرجل والتي تعزز فيه التسلط والتحكم في المرأة ، وتعطيه الحرية للتصرف كيف يشـاء دون حساب أو عقاب.
3- التربية الأخلاقية للرجل والتي تبيح له معاملة المرأة بسوء وتسلط واستبداد وغرور وعنجهية دون توجيه أو تنبيه لخطأ هذه المعاملة.
4- ضعف المرأة وجهلها واستسلامها لهذه المعاملة جعلت الرجل يتمادى في طغيانه وجبروته عليها.
5- الصفات النفسية التي يتحلى بها بعض الرجال من الدناءة واللؤم والخسة التي تبيح له هذه المعاملة00
هذا بالنسبة لنظرة الرجل للمرأة ، ولكن بصفة عامة اذا ما نظرنا الى واقع المرأة نجدة انه مازال يعانى من بعض الأمور التى تسىء للمرأة ، وتمثل الكثير من التحديات لها وتعوق حركتها نحو التقدم والتطوير وتتلخص هذه المعوقات فى الآتى :
1- ان المجتمع مازال تهيمن فيه صورة الرجل ككاسب للرزق والمرأة كربة منزل واجباتها الاعتناء بشئون الأسرة اليومية ورعاية الأطفال وتربيتهم ومتابعة التزاماتهم المدرسية.
2- مازالت النظرة بأن تعليم المرأة وعملها سيؤديان إلى تحملها أعباء ومسئوليات تفوق قدراتها وإمكانياتها وسيضعها فى موضع اختيار اما انجاز كل ما يجب فى الزمن المحدد وعلى أكمل وجه أو التخلي عن الكفاءة في الأداء 00
3- مازال الاعتقاد بأن التعليم يفقد المرأة فرصة الزواج المبكر.
4- مازالت ظاهرة التسرب المبكر للفتيات وخاصة فى المناطق الريفية وانتشار الأمية وضعف إجراءات مقاومة الأميه خاصة بين الإناث00
5- انخفاض دافعية الكثير من الفتيات للانخراط فى الكليات العلمية فى الجامعات فالغالبية من الفتيات ملتحقات في كليات العلوم الإنسانية وهذه التخصصات لا يوجد عليها طلب كبير في سوق العمل 00
6- مازال تصوير المرأة في معظم مناهج التعليم الأساسي على أنها مخلوق هامشى ضعيف تقتصر أعماله على الأعمال المنزلية ولم تتطور المناهج بما يكفي لتحقيق تكافؤ أوسع بين الذكر والأنثى فيما يخص ثقافة العمل وثقافة المواطنة بحيث تعكس حقوق المرأة بصورة واضحة00
7- عدم ربط مخرجات التعليم بسوق العمل وحاجات التنمية وان تم ذلك لا يتم اتاحة الفرص لتكوين المهارات الكافية وخاصة عند النساء لكيفية استخدام المعلومات 00
8- احتياجات التعليم المالية العالية وهو ما قد لا تسمح به موازنة الأسرة ويكون المفاضلة فى التعليم والتدريب لصالح الرجل على اعتبار أنه كاسب الرزق والمسئول الأول فى الأسرة.
9- انخفاض مستوى إشراك المرأة في صياغة السياسات والبرامج البيئية وهذا ما ينعكس على استخدام الموارد المتاحة بالشكل الأمثل بما فيها وسائل الطاقة00
10- انخفاض مستوى الخدمات الاجتماعية فى بعض المجتمعات وهذا ما يتطلب زيادة فى الوقت المخصص للعمل المنزلى والحاجة إلى مساعدة الفتاة مما سيؤثر على مدة ونوع تحصيلها العلمي كما أنه يؤدي إلى صعوبة التوفيق بين الأعمال المنزلية التى تؤديها المرأة والأعمال الخارجية بسبب غياب أو قصور المؤسسات الاجتماعية.
11- آلية تنفيذ القوانين والتشريعات التى ساوت فى نصوصها بين حق التعليم والعمل للجنسين إلا أن التطبيق العلمي لها يشير إلى أن التوجه نحو قبول المرأة فى الأعمال ذات الطابع الخدمي الذى يكاد أن يصبح عملاً نسائيًا متخصصًا قد أدى إلى توجهها نحو الدراسات الإنسانية مما جعلها أقل مشاركة فى المواقع ذات الأهمية المعاصرة.
12- افتقار الوعى الاجتماعى لأهمية دور المرأة فى التنمية رغم اهمية دورها الإجتماعى والإقتصادى الملموس فى كافة المجالات 00
13- الركود الاقتصادي وارتفاع نسب البطالة التي ادت الى تهميش المرأة بالشكل العام وحرمانها من فرص العمل حيث أن صاحب القرار بالاختيار والتعيين يميل إلى استخدام الذكور الذين تزداد مؤهلاتهم وكفاءتهم وخبراتهم بحكم الفرص الكثيرة المتاحة لهم وتنخفض التزاماتهم الأسرية مقارنة بالإناث والذين لديهم المرونة الأكبر في قبول العمل وتحمل تبعاته 00
ورغم كل هذه التحديات والمعوقات الا ان المرأة قادرة على اداء دورها فى المجتمع ككيان انسانى له طموحاته وقدراته وامكانياته التى تؤهله من تحقيق المطلوب منه والمشاركة الفعالة فى تنمية وتطوير المجتمع ومن هذه المجالات :
أولا : دور المرأة التربوي : ويتمثل فى قيامها بالمهام التالية :
1- التربية العقائدية: تتمكن المرأة من القيام بتلك المهمة من خلال علم يعينها على أداء هذه المهمة حتى تتمكن من قيادة قاطرة التربية الدينية في أرض مليئة بشوك الشبهات المضلة، والشهوات المغرية، والفتن السوداء.
2- التربية السلوكية: بتأكيد أهمية البيت في تبني السلوكيات الطيبة تتضح مسؤولية ما تقوم به المرأة في تفعيل دورها العظيم في زرع هذه السلوكيات ، ونزع أي سلوك سيئ ينشأ في حديقتها التربوية حيث رعيتها الصغيرة وتهذيب أي سلوك ينشأ منحرفاً عن مساره.
3- التربية النفسية: رغم انه من مهام المرأة الأساسية توفير العطف والحنان ولكن بشرط عدم الإفراط والتفريط وهما أساس الصحة النفسية لدى الأفراد ، وهى ليس وحدها فى هذا المجال اذ لابد من تعاون الأب معها 00
4- التربية الجسمية: وتبدأ بتركيز المرأة عنايتها بما خُلق في رحمها من خلال اهتمامها بالتغذية والراحة، ثم تستمر تلك التربية بعد الولادة ، ولكي تمارس الأم ذلك الدور لا بد أن يكون لديها وعي تام بأهمية هذا الجانب التربوي المعتمد على الثقافة الصحية المتوازية مع التطبيق العملي لهذه الثقافة.
ثانيا : دور المرأة السياسى : لقد كثر في الآونة الأخيرة الحديث عن ضرورة مشاركة المرأة في الحياة السياسية ، فالتعامل الديموقراطي مع المرأة يعني معاملتها كفرد إنساني كامل الحقوق وكامل الملكات ومالك لارادته ومستقل في اتخاذ خياراته وحر في ترجيح خياراته ، ان تعاملنا مع المرأة وفق الديمقراطية يعني تخلصنا من كثير من العقد النفسية والأوهام الاجتماعية التي عششت داخلنا من دون ان يكون لها أساس علمي او ديني صحيح ويعني أيضا وهذا يحمل أهمية إستراتيجية كبيرة اننا سنعلم أجيالنا القادمة مبادئ الديمقراطية بشكل تلقائي وعفوي وان نعدهم لشغل المناصب والوظائف الاجتماعية التي لا توجد منها اية واحدة لا تحتاج إلى روح الديمقراطية او تستغني عن خدماتها .
ثالثا : دور المرأة فى اصلاح المجتمع : بإمكان المرأة اذا ما أعدت بصورة صحيحة للقيام بدورها، أن تبني مجتمعا قويا متطورا وقادرا على معايشة الواقع والعصر في كل حال، لذلك حينما يتعامل الرجل مع المرأة في امور الحياة عامة، ينبغي ان لا يتناسى طبيعة دورها الهام في البناء الاجتماعي ، ان دور المرأة المعاصرة في حالة تطور وازدياد وفقا لتضاعف الحاجة الى بناء اجتماعي متطور، لذلك على الأطراف ذات العلاقة في هذا المجال أن تعي دورها أيضا، لتقف الى جانب المرأة وتنمي قدراتها التربوية والفكرية وغيرها كونها العامل الاساس في رعاية وتطوير الأسرة الى مستوى النجاح، لاسيما ان الأسرة هي الصورة المصغرة للمجتمع .
رابعا: دور المرأة في التقدم العلمي والتكنولوجي : ان تأثير المرأة كأم ومعلمة بالغ الأهمية، لأنه ينتقل من الفرد الواحد الى سائر أفراد المجتمع، ويمتد بسرعة فائقة. وقد يكون هذا التأثير سلبياً أو إيجابياً، فذلك يتوقف على البيئة وقيمها. وقد يقفز المجتمع في تطوره قفزاً إذا ما أعطيت الفرصة للنساء، كي يرفعن مستواهن ويحسن أوضاعهن ، لذا فأن دور المرأة مهم جدا، ولا حاجة بنا الى القول أن أولاد المرأة المتعلمة تتوفر فيهم الصحة والذكاء كما يعيشون في جو ملائم يغذيهم فكرياً وعاطفياً وبما أن العلم والتكنولوجيا من المتطلبات الأساسية لبناء المجتمع الحديث فمن الضروري أن يكون لتدريس العلوم أهمية خاصة لذا فقد ازداد عدد المتخرجات من الفروع العلمية والرياضيات مما شكل دلالة مشجعة لتقدم المرأة وشعورها بدورها الإيجابي.
خامسا : دور المرأة فى حماية البيئة :من الجانب البيئي نجد أن المرأة تمتلك خاصية مميزة في الأمور التالية:
1- المرأة صاحب العلاقة الأقوى مع البيئة ومواردها، وبخاصة المرأة الريفية، فالمرأة هناك تفلح الارض و تزرع المحاصيل و ترعى الحيوانات و تجلب الماء و الحطب و تجهز الطعام و تنجب الأطفال.
2- المرأة تربي الأجيال و بالتالي امكانية أن تنمي فيهم الاحساس بالمسؤولية تجاه البيئة من حسن ادارة وعدم الاسراف و الهدر.
3- تتحمل المرأة مسؤولية إدارة البيت مما يجعل لها شأناً في مواجهة التلوث المنزلي وفي اختيار السكن المناسب بيئياً. كما تقوم المرأة دائماً باختيار المناسب لاسرتها من السلع الغذائية و الأدوية و الملابس و غيرها من السلع، وبإمكانها هنا اختيار السلع الصديقة للبيئة.
4- وأخيراً فإن المرأة أكثر أفراد المجتمع إحساسا بالمشاكل البيئية ومن ثم فإن هناك أهمية وضرورة لتعزيز دورها البيئي لذا فأن إشراك المرأة في نشاطات حماية البيئة يسهم في حل العديد من المشاكل البيئية فهي قادرة على تقبل التربية والوعي البيئي و تنميته، وعندما نقوم بتوعية المرأة بيئياً ودعوتها للمساهمة في حماية البيئة فإننا في الوقت ذاته نكون قد قمنا بنشر هذا الوعي لدى كافة أفراد الأسرة وذلك لارتباطها القوي بأسرتها.
سادسا : دور المرأة في صناعة جيل النصر : إن المرأة وهي المحضن الأول المسئول عن تربية الأولاد أن تعي خطورة دورها في تربية الجيل الذي قد يحقق النصر أو يأتي بالهزيمة و ما بين هذين النموذجين يعول على الأمِّ أن تربي القادة و الجنود و العلماء أو تفسد فتنتج أشباه الرجال، رجال يولدون و يموتون دون أن يزيدوا شيئا في قيمة الأمة ان لم يكونوا سببا في انتكاسها 000
سابعا : المرأة والإدارة : إن نجاح أي مؤسسة من مؤسسات المجتمع ابتداءً من أصغر مؤسسة وهي البيت، وانتهاءً بأكبر مؤسسة وهي الدولة، مرتبط بنجاح إدارة تلك المؤسسة والمرأة تمتلك مقومات الإدارة الناجحة ومنها :
1- القدرة التامة على التنظيم والدقة والتحليل والتصنيف.
2- القدرة على البحث عن الحقائق والاستعداد للعمل بجد ونشاط، ويساعدها على ذلك حب الاستطلاع والاستفادة من المعلومات ودقة الملاحظة في الاستنباط.
3- القدرة على التعبير عن نفسها؛ لأن الإدارة بحاجة إلى التعبير لإقناع الطرف الآخر.
4- المداراة لمن يعملون معها، وهي خبيرة بهذه الناحية، لكونها أمّاً ودائمة المداراة لأولادها.
5- الوعي والثقافة العامة والإلمام بكل جوانب التخصص الذي تديره0
ولضمان نجاح المرأة فى اداء رسالتها السامية علينا ازالة كل المعوقات التى تعوق حركتها واهدافها وذلك من خلال
أولا : من خلال المنظومة التعليمية : ويتم تكثيف البرامج التعليمية في مدارس تعليم البنات فيما يخص إعداد المرأة إعداداً فعلياً لأداء دورها الوظيفي وذلك عن طريق غربلة المناهج الدراسية بحيث يكون الغرض الأساسي من تلك الغربلة وإعادة الصياغة إعانة (المرأة الأم) في وظيفتها داخل منزلها الذي يُعد المقر الوظيفي الرئيسي لها لا أن يكون دور المناهج الدراسية تهيئة المرأة لتمارس وظيفة خارج المنزل 00
ثانيا : من خلال الإعلام: ويعنى الإهتمام الاعلامى التركيز على ممارسة المرأة دورها بنفسها بل إن تصدي المرأة لدورها بنفسها بوصفها أيضاً مربية يعد مسلكاً عظيماً في رقي الأمة، بل هو الطريق الأساسي لتحقيق آمال الأمة ثم إعادة صياغتها فعلياً عبر التربية إلى نواتج قيِّمة تضاف إلى رصيد الأمة الحضاري00
ثالثا : من خلال استراتيجية تربوية : لا تستطيع المرأة أن تؤدي دورها التربوي ما لم تتبنَّ تلك القضية وجدانياً من خلال حملها لهمّ التربية ، ويقينها التام بدورها فى إعداد الفرد، وانعكاس ذلك على صلاحه وصلاح الأمة، ثم سعيها المستمر نحو تزويد من تعول تربوياً بما صح وتأكد من مغانم تربوية كسبتها من خلال ما نالته في رقيها التربوى ، ويتأتى ذلك عن طريق دعم حصيلتها العلمية إذ إن جزءاً من مهامها التربوية يعنى بتشكيل عقيدة الأبناء ومراقبتها، وتعديل أي خلل يطرأ عليها
رابعا : من خلال تفعيل برامج المرأة والمواطنة الكاملة :إن غياب المرأة هو أخطر بكثير لذا لابد من تمكين المرأة في مختلف مناحي ومجالات الحياة نريد تعليمها ومناقشتها فيما تعرف وما تتلقى من معارف متراكمة تحرسها وتنقلها من جيل إلى جيل ذلك أن تحدي المعاصرة قد جعل المرأة على محكِّ اختبار بين مكانة تقليدية سنية وعلية في الخيال المجتمعي بدأت بالتآكل وبين هجمة معرفية ثقافية هائلة تتطلب منها أن تكون مشاركة فاعلة في نهضة وطنها، مبادرة إلى التعلم والتأهل كي تكون كاملة المواطنة.
صلاح مصطفى على بيومى
مدير ادارة تنسيق وظائف التعليم الفنى
مديرية التربية والتعليم بشمال سيناء
Salahbaiumi@yahoo.com