كنا أجمل كثيراً فيما سبق ، كان الواحد منا يفرح بنجاح الآخر ، يفرح بالإنجاز الذي يحققه غيره وكأنه هو الذى حققه ، كنا لا نحاول التقليل من إنجاز الآخر ونجاحه كما يحدث الآن ، وكانت هذه هى سمة المنافسة الشريفة التى تعتبر في بيئة العمل أمراً طبيعياً وانعكاساً للحاجة الداخلية عند الإنسان في النمو والتفوق على غيره وتقديم الأفضل لما فيه مصلحة العمل والإرتقاء به وتقود إلى التطوير والإبداع في العمل دون محاولة هدم جهود الآخرين والتقليل منه 00
أما اليوم أخذت المنافسة شكل الغيرة وأصبحت مصدر ضرر لمصلحة العمل العامة ، وأصبحت تقوض الإبداع والارتقاء ، لأن المنافسة لم تبقى على حالتها منافسة ولكنها تحولت الى الغيرة تختلط بالرغبة في التقليل من قيمة أعمال الآخرين والسعي نحو إفشالها بشكل غير أخلاقي وضار بمصلحة العمل ويمكن أن نطلق على هذه الظاهرة ما يسمى بالغيرة المهنية 0
واذا كانت الغيرة بصفة عامة طبيعة بشرية منذ الأزل لكنها لم تكن طبيعة مدمرة وسائدة أو منتشرة مثلما هي الآن على الأقل في جهازنا الإدارى وعلى وجه الخصوص فى ارقي واسمي تقسيم ادارى داخل الدولة إلا وهو منظومة التعليم المسئولة أولا وأخيرا عن تقدم المجتمع وتنميته وتطويره وتقدمه 00
أن واقعنا اليوم يشير إلى أن معظم صور مصادرتنا لإنجاز زملائنا تتم بسبب استشراء الغيرة المهنية التي انتشرت على كافة المستويات فنجد الموظف في المنصب الكبير والمستوى التعليمي العالي والثقافة التي يفترض أن تنعكس وعياً ، لا يسعد بإنجاز غيره ويحاول جاهداً التقليل منه ، لأنه يريد أن يكون هو الوحيد في الأعين، الوحيد في الصورة 00
ويمكن توصيف الغيرة المهنية على أنها مرض فكري ناجما عن فيروس «الحسد» بسبب فقد مناعة العقل السليم وتتولد منه سلوكيات وأدلة ضالة يؤمن بها الشخص الغيور ويبني تصرفاته وسلوكه عليها وتجعله يميل إلى تقمص الشخصية الاضطهادية والتى تضخم الأمور وتبالغ فيها وتغير مفاهيم الكلمات والمواقف إلى معان سلبية وبذلك تنحرف هذه الغيرة إلى حالة مرضية مستعصية من ظواهرها الحقد والكراهية 00
والغيرة المهنية ظاهرة سلوكية دائما ما يتعرض لها الموظفين المتميزين في الأداء أو الأفكار أو الآراء والتي قد تتعارض مع القرارات والسياسات العشوائية في بيئة العمل ، ومن نتيجتها قد تمارس على الموظف المتميز بعض المضايقات تحت مصطلح اسمه ( مصلحة العمل ) وقد ينقل الموظف من موقع عمله إلى مكان آخر أو قد يرأسه من هو أقل منه خبرة ومؤهلا وأصغر سنا. وقد يحرم أيضا من بعض الحقوق كالترقية والانتداب ونحو ذلك.
وهنالك أساليب وممارسات عديدة للغيرة المهنية. فمنها الوشاية والسعي بالنميمة والفتنة لدى المدير وخصوصا إذا كان المدير يشجع ذلك ، ومنها أيضا محاولة التقليل من جهود الآخرين ونجاحاتهم وإنجازاتهم والمعارضة المستمرة لوجهات نظرهم بدون موضوعية ومحاولة إخفاء بعض المعلومات عنهم وعدم تقديم يد العون لهم ، و من مظاهر الغيرة أيضا الإحساس بالسرور بإخفاق المتميزين والإحساس بالألم والضيق عند الإشادة بهم ، رغم أنه قد يكون لدى هؤلاء الناس الغيورين مهارات متميزة لكنها تختفي بسبب سيطرة الغيرة على سلوكهم وينصرف تفكيرهم عن العمل الأساسي بالانشغال باستخدام الأساليب الدنيئة للحد من تقدم الآخرين00
ومن مظاهر الغيرة المهنية كظاهرة في أغلب مواقع العمل أن ينشغل بالموظفين الآخرين – من باب الغيرة - لمحاولة تجميع الأكاذيب ونقلها للمدير لتشويه صورتهم ويتم تحوير اجتهادات وإنجازات الموظفين المتميزين إلى مواقف سلبية00
ومن أسباب اشتعال نار الغيرة المهنية المدمرة هى :
• فقدان العدالة نتيجة لسوء الإدارة لدى المدير الذى قد يمارس الغيرة المهنية بنفسه من خلال إتباعه سياسة «فرِّق تسُد»، والكيل بمكيالين (أبو وجهين) وانعدام العدالة لدى الإدارة بشتى معانيها وتطبيقاتها تولد الغيرة بين الموظفين 00
• إهمال الإدارة لعنصر المتابعة الفعّالة والتوجيه وهذا يساعد على تفشي ظاهرة الغيرة بين الموظفين، لأن المتابعة تكشف أسباب الانحراف المهني وتهيئ للموظفين التعرف على أنفسهم ومهاراتهم بشكل دقيق ، والتوجيه يثقف الموظفين على احترام اختلاف وجهات النظر وعلى تقبل النقد البناء والبعد عن أساليب النقد المغرضة التى تساهم بشكل كبير في تنمية الغيرة المهنية بين الموظفين 00
• افتقاد النظرة الشمولية لأن النظرة الفردية من جانب واحد تكون ناقصة مهما كانت لأنها تشجع على تنمية العمل الفردي وتشجيع كل فرد من أفراد المنظومة لإنجاز المطلوب منه بأسلوب تنافسي غير شريف سيؤدي بالتأكيد إلى إشعال فتنة الغيرة المهنية المدمرة والتي تنحرف إلى حسد وأنانية وسيحاول كل موظف إبعاد الموظفين الآخرين من طريقه بصورة مشروعة أو غير مشروعة لأن كل واحد من الموظفين يشعر بأنه يعمل في بيئة غير مستقرة تفتقد للأمان من التهديد التعسفي وتفتقد للاستقرار وظيفي00
ومن الآثار والنتائج السلبية للغيرة المهنية هو :
• انعدام العمل بروح الفريق الواحد ويعتبر أهم ضحايا الغيرة المهنية لأن كل موظف يتطلع للصدارة والظهور مما يفقده التركيز والإخلاص في العمل.
• انصراف بعض الموظفين للعمل على تجنب المشاكل والتهديدات التي قد تعترضه بسبب الغيرة من الآخرين
• ينصرف بعض الموظفين لتضخيم أي مشكلة صغيرة وتصيد الهفوات البسيطة وتضخيمها فى نفس الوقت يتجاهلون معضلات وأخطاء مهنية واضحة يقعون هم فيها 00
• عند حدوث أزمة أو مشكلة فإن كل شخص يتبرأ منها ويلقي بالمسئولية على الآخرين00
• ابتعاد الموظفين المبدعبن تجنبا للمشاكل ، لأن هؤلاء الموظفين لا يستطيعون أن يعملوا إلا في جو ومناخ مهني وثقافي نقي ، ويتم ذلك الابتعاد بالانتقال إلى مكان آخر أو بالإنطواء والانعزال النفسي عن الآخرين داخل منظومة العمل ، فتخسر المنظومة طاقات مهنية مخلصة ومبدعة كان بإمكانها أن تغير وتطور لو أعطيت الفرصة ووفرت لها الإمكانيات وحصلوا على دعم ومساندة من الإدارة بكل مستوياتها.
• يتحول أداء العمل لمجرد أداء لمهمة وتتثاقل خُطى المرء وهو ذاهب إلى عمله ويسعد بالانصراف منه ويحاول كل فرد الاحتماء بالتعليمات واللوائح حتى لا يبادر أو يبدع وينصرف ذلك إلى الأمور التي ينبغي أن تتم بصورة تلقائية وطبيعية ولكن الموظف يجدها وسيلة لإعاقة العمل والتفرغ للكيد لزملائه.
ومن الأساليب التي قد تساعد في الحد من ظاهرة الغيرة المهنية والتغلب عليها :
• تمكين كل موظف من أداء نوع العمل الذي يتناسب مع مؤهلاته وقدراته وخبراته ومهاراته
• تحقيق العدالة بين الموظفين00
• تحقيق أسباب الرضا الوظيفي لهم كالرواتب وتناسبها مع طبيعة مسئوليات الوظيفة
• توفير نظام الترقية يضمن الإهتمام بالكفاءة والخبرة على اساس موضوعية سليمة 00
• تثقيف الموظفين وتدريبهم على العمل الجماعي لأن نجاح العمل يعتبر نجاحا جماعيا وليس نجاحا محددا لقسم أو فرد
• على المدير وهو مفتاح النجاح عليه أن يكون مستثمرا جيدا لكل طاقات العاملين وتوحيدها للعمل بروح الفريق الواحد 00
صلاح مصطفى على بيومى
مدير ادارة تنسيق وظائف التعليم الفنى
مديرية التربية والتعليم بشمال سيناء
أما اليوم أخذت المنافسة شكل الغيرة وأصبحت مصدر ضرر لمصلحة العمل العامة ، وأصبحت تقوض الإبداع والارتقاء ، لأن المنافسة لم تبقى على حالتها منافسة ولكنها تحولت الى الغيرة تختلط بالرغبة في التقليل من قيمة أعمال الآخرين والسعي نحو إفشالها بشكل غير أخلاقي وضار بمصلحة العمل ويمكن أن نطلق على هذه الظاهرة ما يسمى بالغيرة المهنية 0
واذا كانت الغيرة بصفة عامة طبيعة بشرية منذ الأزل لكنها لم تكن طبيعة مدمرة وسائدة أو منتشرة مثلما هي الآن على الأقل في جهازنا الإدارى وعلى وجه الخصوص فى ارقي واسمي تقسيم ادارى داخل الدولة إلا وهو منظومة التعليم المسئولة أولا وأخيرا عن تقدم المجتمع وتنميته وتطويره وتقدمه 00
أن واقعنا اليوم يشير إلى أن معظم صور مصادرتنا لإنجاز زملائنا تتم بسبب استشراء الغيرة المهنية التي انتشرت على كافة المستويات فنجد الموظف في المنصب الكبير والمستوى التعليمي العالي والثقافة التي يفترض أن تنعكس وعياً ، لا يسعد بإنجاز غيره ويحاول جاهداً التقليل منه ، لأنه يريد أن يكون هو الوحيد في الأعين، الوحيد في الصورة 00
ويمكن توصيف الغيرة المهنية على أنها مرض فكري ناجما عن فيروس «الحسد» بسبب فقد مناعة العقل السليم وتتولد منه سلوكيات وأدلة ضالة يؤمن بها الشخص الغيور ويبني تصرفاته وسلوكه عليها وتجعله يميل إلى تقمص الشخصية الاضطهادية والتى تضخم الأمور وتبالغ فيها وتغير مفاهيم الكلمات والمواقف إلى معان سلبية وبذلك تنحرف هذه الغيرة إلى حالة مرضية مستعصية من ظواهرها الحقد والكراهية 00
والغيرة المهنية ظاهرة سلوكية دائما ما يتعرض لها الموظفين المتميزين في الأداء أو الأفكار أو الآراء والتي قد تتعارض مع القرارات والسياسات العشوائية في بيئة العمل ، ومن نتيجتها قد تمارس على الموظف المتميز بعض المضايقات تحت مصطلح اسمه ( مصلحة العمل ) وقد ينقل الموظف من موقع عمله إلى مكان آخر أو قد يرأسه من هو أقل منه خبرة ومؤهلا وأصغر سنا. وقد يحرم أيضا من بعض الحقوق كالترقية والانتداب ونحو ذلك.
وهنالك أساليب وممارسات عديدة للغيرة المهنية. فمنها الوشاية والسعي بالنميمة والفتنة لدى المدير وخصوصا إذا كان المدير يشجع ذلك ، ومنها أيضا محاولة التقليل من جهود الآخرين ونجاحاتهم وإنجازاتهم والمعارضة المستمرة لوجهات نظرهم بدون موضوعية ومحاولة إخفاء بعض المعلومات عنهم وعدم تقديم يد العون لهم ، و من مظاهر الغيرة أيضا الإحساس بالسرور بإخفاق المتميزين والإحساس بالألم والضيق عند الإشادة بهم ، رغم أنه قد يكون لدى هؤلاء الناس الغيورين مهارات متميزة لكنها تختفي بسبب سيطرة الغيرة على سلوكهم وينصرف تفكيرهم عن العمل الأساسي بالانشغال باستخدام الأساليب الدنيئة للحد من تقدم الآخرين00
ومن مظاهر الغيرة المهنية كظاهرة في أغلب مواقع العمل أن ينشغل بالموظفين الآخرين – من باب الغيرة - لمحاولة تجميع الأكاذيب ونقلها للمدير لتشويه صورتهم ويتم تحوير اجتهادات وإنجازات الموظفين المتميزين إلى مواقف سلبية00
ومن أسباب اشتعال نار الغيرة المهنية المدمرة هى :
• فقدان العدالة نتيجة لسوء الإدارة لدى المدير الذى قد يمارس الغيرة المهنية بنفسه من خلال إتباعه سياسة «فرِّق تسُد»، والكيل بمكيالين (أبو وجهين) وانعدام العدالة لدى الإدارة بشتى معانيها وتطبيقاتها تولد الغيرة بين الموظفين 00
• إهمال الإدارة لعنصر المتابعة الفعّالة والتوجيه وهذا يساعد على تفشي ظاهرة الغيرة بين الموظفين، لأن المتابعة تكشف أسباب الانحراف المهني وتهيئ للموظفين التعرف على أنفسهم ومهاراتهم بشكل دقيق ، والتوجيه يثقف الموظفين على احترام اختلاف وجهات النظر وعلى تقبل النقد البناء والبعد عن أساليب النقد المغرضة التى تساهم بشكل كبير في تنمية الغيرة المهنية بين الموظفين 00
• افتقاد النظرة الشمولية لأن النظرة الفردية من جانب واحد تكون ناقصة مهما كانت لأنها تشجع على تنمية العمل الفردي وتشجيع كل فرد من أفراد المنظومة لإنجاز المطلوب منه بأسلوب تنافسي غير شريف سيؤدي بالتأكيد إلى إشعال فتنة الغيرة المهنية المدمرة والتي تنحرف إلى حسد وأنانية وسيحاول كل موظف إبعاد الموظفين الآخرين من طريقه بصورة مشروعة أو غير مشروعة لأن كل واحد من الموظفين يشعر بأنه يعمل في بيئة غير مستقرة تفتقد للأمان من التهديد التعسفي وتفتقد للاستقرار وظيفي00
ومن الآثار والنتائج السلبية للغيرة المهنية هو :
• انعدام العمل بروح الفريق الواحد ويعتبر أهم ضحايا الغيرة المهنية لأن كل موظف يتطلع للصدارة والظهور مما يفقده التركيز والإخلاص في العمل.
• انصراف بعض الموظفين للعمل على تجنب المشاكل والتهديدات التي قد تعترضه بسبب الغيرة من الآخرين
• ينصرف بعض الموظفين لتضخيم أي مشكلة صغيرة وتصيد الهفوات البسيطة وتضخيمها فى نفس الوقت يتجاهلون معضلات وأخطاء مهنية واضحة يقعون هم فيها 00
• عند حدوث أزمة أو مشكلة فإن كل شخص يتبرأ منها ويلقي بالمسئولية على الآخرين00
• ابتعاد الموظفين المبدعبن تجنبا للمشاكل ، لأن هؤلاء الموظفين لا يستطيعون أن يعملوا إلا في جو ومناخ مهني وثقافي نقي ، ويتم ذلك الابتعاد بالانتقال إلى مكان آخر أو بالإنطواء والانعزال النفسي عن الآخرين داخل منظومة العمل ، فتخسر المنظومة طاقات مهنية مخلصة ومبدعة كان بإمكانها أن تغير وتطور لو أعطيت الفرصة ووفرت لها الإمكانيات وحصلوا على دعم ومساندة من الإدارة بكل مستوياتها.
• يتحول أداء العمل لمجرد أداء لمهمة وتتثاقل خُطى المرء وهو ذاهب إلى عمله ويسعد بالانصراف منه ويحاول كل فرد الاحتماء بالتعليمات واللوائح حتى لا يبادر أو يبدع وينصرف ذلك إلى الأمور التي ينبغي أن تتم بصورة تلقائية وطبيعية ولكن الموظف يجدها وسيلة لإعاقة العمل والتفرغ للكيد لزملائه.
ومن الأساليب التي قد تساعد في الحد من ظاهرة الغيرة المهنية والتغلب عليها :
• تمكين كل موظف من أداء نوع العمل الذي يتناسب مع مؤهلاته وقدراته وخبراته ومهاراته
• تحقيق العدالة بين الموظفين00
• تحقيق أسباب الرضا الوظيفي لهم كالرواتب وتناسبها مع طبيعة مسئوليات الوظيفة
• توفير نظام الترقية يضمن الإهتمام بالكفاءة والخبرة على اساس موضوعية سليمة 00
• تثقيف الموظفين وتدريبهم على العمل الجماعي لأن نجاح العمل يعتبر نجاحا جماعيا وليس نجاحا محددا لقسم أو فرد
• على المدير وهو مفتاح النجاح عليه أن يكون مستثمرا جيدا لكل طاقات العاملين وتوحيدها للعمل بروح الفريق الواحد 00
صلاح مصطفى على بيومى
مدير ادارة تنسيق وظائف التعليم الفنى
مديرية التربية والتعليم بشمال سيناء