تعد مرحلة الطفولة المبكرة من أخصب وأخطر مراحل العمر في حياة الإنسان ، وهي مرحلة جوهرية وتأسيسية تعتمد على مراحل النمو الأخرى. وقد حدد العلماء مرحلة الطفولة المبكرة من الولادة حتى السنة الثامنة من عمر الطفل ، ومن خصائصها أن النمو يكون فيها سريعًا وحساسًا من جميع النواحي. فالجهاز العصبي يخضع لأقصى سرعة نمو له في السنوات الخمس الأولى، فحوالي 80٪ من النمو العقلي يتم في هذه المرحلة ، كما أن هذه المرحلة هي مرحلة نمو اللغة والعاطفة والعلاقات الاجتماعية ، وتتكون فيها بذور الشخصية ، كما يتكون فيها الضمير والوازع الديني. وأي اختلال يطرأ في هذه المرحلة ولا يكشف ويعالج في الوقت المناسب يقلل من قدرات الطفل العاجلة والآجلة.
لذا فإن التحاق الطفل بمرحلة التعليم ما قبل الإبتدائى يشكل رافدًا مهمًا لعملية نموه من خلال ما يقدم له من أنشطة وخبرات ، وما يوفر له من إمكانات تتلاءم مع حاجاته وخصائصه والتي عادة ما يحرم منها الطفل حين لا ينضم لهذه المرحلة التعليمية وبخاصة الأطفال المنحدرون من بيئات فقيرة ماديًا ، أو بيئات غير واعية لأهمية تلك المرحلة وكيفية التفاعل معها وإشباع حاجاتها ، كما أن انضمام الطفل لبرامج الطفولة مبكرًا يساعده على فهم علاقته بالعالم المحيط به ، ومعرفة ما يدور حوله ، ما يشعره بالأمن الذي يسهل عملية تطوره ونموه ، حيث إن حرمان الطفل من الشعور بالأمن يهدد تطوره ونموه من جميع الجوانب.
ومما يجعل مرحلة الطفولة المبكرة أكثر أهمية من بقية مراحل عمر الإنسان هو تميز تلك المرحلة بحماس الطفل وحيويته وميله نحو اكتساب المهارات والمعارف ، إذ إنه ليس هناك أي فترة في حياة الفرد توازي حماس الطفل للتعلم في تلك المرحلة إذا سمحنا بتقديم الخبرات بطريقة ملائمة للطفل من الناحية النمائية ، كما أن أساسيات التعلم الإنساني يتم اكتسابها في هذه المرحلة العمرية من عمر الإنسان ، وأن لذلك أثرًا كبيرًا على زيادة النمو الاقتصادي في الدوله فى حال انها تولي تلك المرحلة الاهتمام الكبير والتي تعتمد على العلاقة الوثيقة بين فرص تحقيق التنمية البشرية ، وما يوفره المجتمع من اهتمام ورعاية للطفل ، إذ استنتج العديد من الباحثين أن برامج رياض الأطفال ذات الجودة العالية لا تحسن في حياة الطفل وأسرته فقط ، بل ينتج عنها مكاسب اقتصادية للمجتمع ، حيث إن العنصر البشري يعد من أهم العناصر اللازمة للإنتاج ، وتتأثر قدراته ومهاراته تأثرًا مباشرًا بما يتلقاه في مرحلة طفولته ، مما يؤكد أن نجاح الدول الاقتصادي يتأثر بمدى فاعلية برامج التربية والتعليم ، والتي تشمل مرحلة الطفولة المبكرة ، وأن فرص تحقيق التنمية البشرية يعتمد اعتمادًا كبيرًا على ما يوفره المجتمع من اهتمام ورعاية للطفل وليس من المبالغة القول: إن مرحلة الطفولة المبكرة هي بداية لفترات النمو المهمة في حياتنا جميعًا ، وإن إهدارها يعد إهدارًا لأهم عنصر من عناصر الإنتاج المستقبلية وهو القوة البشرية.
حتمية الاهتمام بمرحلة التعليم ما قبل الإبتدائى :
أولا : إن موقع مرحلة الطفولة المبكرة من حياة الإنسان بالغ الأهمية ، فالمخ ينمو في تلك المرحلة بمعدل أعلى من نمو أي جزء آخر في جسم الإنسان ، وإن مفتاح تحقيق مزيد من الذكاء لدى الطفل هو تنمية مزيد من الروابط والصلات التشابكية بين خلايا المخ ، أى أن السنوات الأولى من عمر الفرد تعد سنوات حاسمة جدًا في نمو العقلى ، وإن التحاق الطفل بهذه المرحلة التعليمية يوفر له بيئة ملائمة لحاجاته وخصائصه ، من حيث أسلوب التعامل معه أو ما يقدم له من خبرات ومهارات00
ثانيا : إن التحاق الطفل بهذه المرحلة التعليمية يحقق العديد من الجوانب الإيجابية ، أولها شعور الطفل بالسعادة والرضا في أثناء قضائه أوقات ممتعة في مدارس هذه المرحلة التعليمية ، بالإضافة إلى إشباع بعض حاجاته من جميع الجوانب ومساعدته على النمو والتطور من خلال تنشيط وتعزيز قدراته بالمثيرات المناسبة ، أي إثراء بيئة الطفل لأن الطفل يعيش بهذه المرحلة يتعلم خبرات ويكتسب مهارات لا تتوافر له بالمنزل مهما كانت قدرات والديه المادية أو الثقافية. مثل: العمل ضمن جماعة ، احترام حق الآخر ، تعلم المشاركة ، تقبل الآخر، مشاركة الآخرين مشاعرهم ، كذلك يتم في تلك المرحلة الكشف المبكر عن الموهبة واستثمارها أو الصعوبات التي يواجهها الطفل باكرًا مما يساعد في عملية معالجتها00
ثالثا: إن التحاق الطفل بهذه المرحلة التعليمية يساعد على تحقيق نمو اقتصادي ، ولو أخذنا على سبيل المثال الجانب التعليمي وأثر التحاق الطفل بهذه المرحلة التعليمية لوجدنا أن نسبة التسرب من المدارس وإعادة الصفوف سوف تنخفض نتيجة للخبرات السابقة في مرحلة رياض الأطفال ، والتي تؤدي دورًا فاعلاً في عملية انضباط وتكيف الطفل في المدرسة مما يساعد على تقليل نسبة الفاقد في المراحل التعليمية التالية 00
رابعا : إن التحاق الطفل بهذه المرحلة التعليمية يشكل تعويضًا كبيرًا وسدًا للنقص خصوصًا لحاجات الأطفال المنحدرين من أسر فقيرة من خلال توفير ما يحتاجه الطفل في تلك المرحلة العمرية ، وسد النقص في تلك المرحلة العمرية قد لا يقتصر على تقديم الخدمات التربوية فحسب ، بل يشمل الخدمات الصحية والغذائية ، ولأن ترك هؤلاء الأطفال للفراغ والحاجة يزيد من فرص جنوحهم وسهولة استغلالهم لإثارة الشغب والفوضى في مجتمعاتهم، وزيادة نسبة الجريمة والإرهاب.
خامسا : إن التحاق الطفل بهذه المرحلة التعليمية يؤدي دورًا فعالاً في توعية الأهالي من خلال العلاقة بين البيت ومدارس رياض الأطفال ، مما يساعد الوالدين على معرفة طرق التواصل الفعال مع الطفل ، وأساليب تربيته والعناية به بناء على حاجاته وقدراته.
سادسا : إن التحاق الطفل بهذه المرحلة التعليمية يحقق نتائج ذات جودة عالية يساعده في تخطي عقبات عديدة تواجهه في الحياة ، مثل فقد أحد الوالدين ، أو تعرضه لتجربة طلاق والديه.
سابعا : زيادة نسبة انتقال العديد من الأسر من القرى إلى المدن مما يؤثر على الأسرة وخاصة الطفل ، حيث إن كثيرًا من الأسر في القرى أو في المدن التي نشأت بها تعتمد عادة على علاقات القرابة في الاهتمام بأطفالها في أثناء الذهاب للعمل ، بينما تزيد الحاجة إلى التحاق الطفل بهذه المرحلة التعليمية حين انتقال الأسرة من مكان منشئها الأصلي.
يتبين لنا مما سبق ذكره أهمية التحاق الطفل بهذه المرحلة التعليمية لما لذلك الأمر من فائدة كبيرة على مستقبل الطفل نفسه ومستقبل أمته ، ويجب ألا ننسى جميعنا أن أطفالنا هم مسؤوليتنا الكبرى ، وهم خلفاؤنا من بعدنا ، وهم أمل المستقبل وعنصر البقاء ، فإما أن يكونوا تراثًا طيبًا وميراثًا مباركًا ومفخرة لنا في التاريخ وبين الأمم ، وإما أن يكونوا عبئًا ثقيلاً على وطنهم وأنفسهم وبقية بني البشر000
معلمات مرحلة التعليم ما قبل الإبتدائى :
• ان الدور الذي تقوم به معلمة هذه المرحلة التعليمية فهو مجموعة أدوار إذا توفرت الظروف والمعطيات لتقوم بها.. إنها مؤثرة وعملها خطير إذا انعكس سلباً ، ولدورها أهمية قصوى لذلك يجب إعدادها وتأهيلها..
• أما المؤهلات فهي التقنية النفسية للتعامل مع الطفل ومعرفة أصول التعامل معه والأساليب النفسية من حيث المحبة والاحترام والتمكن من القيام بدور الأم البديلة والقدرة على اختيار الوسائل المختلفة لتفعيل مشاركة الأطفال بما يحقق المتعة والفائدة.
• يجب أن تكون مؤهلة معرفياً من حيث التعامل مع الطفل ومع أهله وجسدياً من حيث الذكاء والملاحظة الدقيقة وامتلاك قابلية الفهم والاطلاع والتجديد ، وسلامة الأطراف والنطق والمظهر العام بحيث تكون مقبولة ـ محببة ـ تتحلى بالصبر والتعامل برحابة صدر وأن توازن بين المرونة والنظام إضافة إلى الخبرة فالتعامل مع الصغار أهم وأخطر لأن الطفل يقتدي بالمعلم ويطيعه أكثر من والديه 000
إعداد وتدريب معلمة مرحلة التعليم ما قبل الإبتدائى :
إن من أهداف تجويد وتحسين مستوى مرحلة التعليم ما قبل الإبتدائى هو إعداد معلمة مؤهلة ومدربة تتمكن من إعداد بيئة تربوية فعالة ، ومراحل إعداد معلمات هذه المرحلة التعليمية تخضع لجهات حكومية وتبدأ بمرحلة اختبار ثم مرحلة الإعداد قبل الخدمة وأثناء الخدمة00
• أما الإعداد قبل الخدمة فيبدأ بالقبول في كلية التربية ثم تخضع طالبة الالتحاق بكلية التربية لمقابلة شخصية حيث تحدد صفات وكفاءات هذه الطالبة ومدى رغبة المعلمة للعمل في ميدان الأطفال وقياس الجوانب الصحية والثقافية والاجتماعية وإعدادها إعداداً جيداً من حيث الثقافة العامة والإعداد المهني التربوي والأكاديمي التخصصي والإعداد الميداني فلكى تتخرج الطالبة عليها أن تتدرب ميدانياً وتقدم لها التسهيلات وبإشراف أساتذة الجامعة وبالتنسيق مع الجهات المختصة بديوان وزارة التربية والتعليم 00
• أما الإعداد أثناء الخدمة فيتم عن طريق مواكبة المستجدات التربوية كما يقوم التوجيه الفني العام لرياض الأطفال بالتشجيع على الابداع والابتكار وتنمية مهارات المعلمة للتفاعل مع الأطفال وذلك بالدورات الالزامية التي تقام بداية كل عام دراسي ولابد من اقامة دورات مركزه ومستمرة لتطوير معلمات هذه المرحلة التعليمية بمعرفة مستشارين دائمين لتقديم الدروس والمحاضرات والاستشارات النموذجية وتبادل الخبرات 00
التوصيات لجودة العمل فى مرحلة التعليم ما قبل الإبتدائى :
• العمل على تحسين العملية التربوية في هذه المرحلة التعليمية من خلال تقويم عناصرها المختلفة وضمان فاعلية أداء المعلمات والمشرفات00
• إعداد وتطوير البرامج والأنشطة التربوية والتدريبية ، وإجراء البحوث لتحقيق أهداف رياض الأطفال.
• دعم مدارس هذه المرحلة ( مدارس رياض الأطفال ) وتحفيز كافة القطاعات والهيئات داخل مديرية التربية والتعليم وخارجها للمشاركة في انتشار رياض الأطفال وزيادة كفاءة عملها.
• إعداد الخطط والبرامج الخاصة بتطوير رياض الأطفال ، وتطوير أداء العاملات فيها بما يؤدي إلى رفع كفاءتهن وقدراتهن في ضوء خطط الوزارة التربوية والتعليمية، ومتابعة التنفيذ مع الجهات المعنية.
• العمل على توفير جميع احتياجات ولوازم رياض الأطفال من المباني والتجهيزات وكافة المستلزمات وضمان عملها بما يحقق أهداف خطط الوزارة لمرحلة رياض الأطفال.
• العمل على تطوير أداء الكوادر العاملة بها إلى درجة عالية من الإتقان بحيث تستطيع بعدها تدريب غيرها على العمل مع الأطفال وذلك على أيدي خبيرات في مجال الطفولة لفترة تزيد عن سنتين.
• التخطيط لإعداد برنامج لتدريب المعلمات أثناء الخدمة على كيفية تطبيق منهج الوحدات لرياض الأطفال «التعليم الذاتي».
• التركيز على ربط تعلم الطفل بالتربية الدينية والوطنية في التعامل وذلك عن طريق تركيز المنهج على مفهوم القدرة في التعامل.
• الإهتمام بإضفاء الجو العائلي في البيئة التربوية من خلال تقبل الطفل وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي المناسب.
• تنظيم وإعداد البيئة الصفية لتحوي أركانًا تعليمية متعددة الأهداف تنبع من حاجات واهتمامات الأطفال.
• الإهتمام بزيادة فهم المعلمة للطفل وإدراكها أن الطفل هو محور التعلم تؤدي فيه دور المنظم لدوافع وحوافز الطفل للتعلم ، وهذا يعني مراعاة الفروق الفردية بين الأطفال 00
صلاح مصطفى على بيومى
مدير ادارة تنسيق وظائف التعليم الفنى
مديرية التربية والتعليم بشمال سيناء
لذا فإن التحاق الطفل بمرحلة التعليم ما قبل الإبتدائى يشكل رافدًا مهمًا لعملية نموه من خلال ما يقدم له من أنشطة وخبرات ، وما يوفر له من إمكانات تتلاءم مع حاجاته وخصائصه والتي عادة ما يحرم منها الطفل حين لا ينضم لهذه المرحلة التعليمية وبخاصة الأطفال المنحدرون من بيئات فقيرة ماديًا ، أو بيئات غير واعية لأهمية تلك المرحلة وكيفية التفاعل معها وإشباع حاجاتها ، كما أن انضمام الطفل لبرامج الطفولة مبكرًا يساعده على فهم علاقته بالعالم المحيط به ، ومعرفة ما يدور حوله ، ما يشعره بالأمن الذي يسهل عملية تطوره ونموه ، حيث إن حرمان الطفل من الشعور بالأمن يهدد تطوره ونموه من جميع الجوانب.
ومما يجعل مرحلة الطفولة المبكرة أكثر أهمية من بقية مراحل عمر الإنسان هو تميز تلك المرحلة بحماس الطفل وحيويته وميله نحو اكتساب المهارات والمعارف ، إذ إنه ليس هناك أي فترة في حياة الفرد توازي حماس الطفل للتعلم في تلك المرحلة إذا سمحنا بتقديم الخبرات بطريقة ملائمة للطفل من الناحية النمائية ، كما أن أساسيات التعلم الإنساني يتم اكتسابها في هذه المرحلة العمرية من عمر الإنسان ، وأن لذلك أثرًا كبيرًا على زيادة النمو الاقتصادي في الدوله فى حال انها تولي تلك المرحلة الاهتمام الكبير والتي تعتمد على العلاقة الوثيقة بين فرص تحقيق التنمية البشرية ، وما يوفره المجتمع من اهتمام ورعاية للطفل ، إذ استنتج العديد من الباحثين أن برامج رياض الأطفال ذات الجودة العالية لا تحسن في حياة الطفل وأسرته فقط ، بل ينتج عنها مكاسب اقتصادية للمجتمع ، حيث إن العنصر البشري يعد من أهم العناصر اللازمة للإنتاج ، وتتأثر قدراته ومهاراته تأثرًا مباشرًا بما يتلقاه في مرحلة طفولته ، مما يؤكد أن نجاح الدول الاقتصادي يتأثر بمدى فاعلية برامج التربية والتعليم ، والتي تشمل مرحلة الطفولة المبكرة ، وأن فرص تحقيق التنمية البشرية يعتمد اعتمادًا كبيرًا على ما يوفره المجتمع من اهتمام ورعاية للطفل وليس من المبالغة القول: إن مرحلة الطفولة المبكرة هي بداية لفترات النمو المهمة في حياتنا جميعًا ، وإن إهدارها يعد إهدارًا لأهم عنصر من عناصر الإنتاج المستقبلية وهو القوة البشرية.
حتمية الاهتمام بمرحلة التعليم ما قبل الإبتدائى :
أولا : إن موقع مرحلة الطفولة المبكرة من حياة الإنسان بالغ الأهمية ، فالمخ ينمو في تلك المرحلة بمعدل أعلى من نمو أي جزء آخر في جسم الإنسان ، وإن مفتاح تحقيق مزيد من الذكاء لدى الطفل هو تنمية مزيد من الروابط والصلات التشابكية بين خلايا المخ ، أى أن السنوات الأولى من عمر الفرد تعد سنوات حاسمة جدًا في نمو العقلى ، وإن التحاق الطفل بهذه المرحلة التعليمية يوفر له بيئة ملائمة لحاجاته وخصائصه ، من حيث أسلوب التعامل معه أو ما يقدم له من خبرات ومهارات00
ثانيا : إن التحاق الطفل بهذه المرحلة التعليمية يحقق العديد من الجوانب الإيجابية ، أولها شعور الطفل بالسعادة والرضا في أثناء قضائه أوقات ممتعة في مدارس هذه المرحلة التعليمية ، بالإضافة إلى إشباع بعض حاجاته من جميع الجوانب ومساعدته على النمو والتطور من خلال تنشيط وتعزيز قدراته بالمثيرات المناسبة ، أي إثراء بيئة الطفل لأن الطفل يعيش بهذه المرحلة يتعلم خبرات ويكتسب مهارات لا تتوافر له بالمنزل مهما كانت قدرات والديه المادية أو الثقافية. مثل: العمل ضمن جماعة ، احترام حق الآخر ، تعلم المشاركة ، تقبل الآخر، مشاركة الآخرين مشاعرهم ، كذلك يتم في تلك المرحلة الكشف المبكر عن الموهبة واستثمارها أو الصعوبات التي يواجهها الطفل باكرًا مما يساعد في عملية معالجتها00
ثالثا: إن التحاق الطفل بهذه المرحلة التعليمية يساعد على تحقيق نمو اقتصادي ، ولو أخذنا على سبيل المثال الجانب التعليمي وأثر التحاق الطفل بهذه المرحلة التعليمية لوجدنا أن نسبة التسرب من المدارس وإعادة الصفوف سوف تنخفض نتيجة للخبرات السابقة في مرحلة رياض الأطفال ، والتي تؤدي دورًا فاعلاً في عملية انضباط وتكيف الطفل في المدرسة مما يساعد على تقليل نسبة الفاقد في المراحل التعليمية التالية 00
رابعا : إن التحاق الطفل بهذه المرحلة التعليمية يشكل تعويضًا كبيرًا وسدًا للنقص خصوصًا لحاجات الأطفال المنحدرين من أسر فقيرة من خلال توفير ما يحتاجه الطفل في تلك المرحلة العمرية ، وسد النقص في تلك المرحلة العمرية قد لا يقتصر على تقديم الخدمات التربوية فحسب ، بل يشمل الخدمات الصحية والغذائية ، ولأن ترك هؤلاء الأطفال للفراغ والحاجة يزيد من فرص جنوحهم وسهولة استغلالهم لإثارة الشغب والفوضى في مجتمعاتهم، وزيادة نسبة الجريمة والإرهاب.
خامسا : إن التحاق الطفل بهذه المرحلة التعليمية يؤدي دورًا فعالاً في توعية الأهالي من خلال العلاقة بين البيت ومدارس رياض الأطفال ، مما يساعد الوالدين على معرفة طرق التواصل الفعال مع الطفل ، وأساليب تربيته والعناية به بناء على حاجاته وقدراته.
سادسا : إن التحاق الطفل بهذه المرحلة التعليمية يحقق نتائج ذات جودة عالية يساعده في تخطي عقبات عديدة تواجهه في الحياة ، مثل فقد أحد الوالدين ، أو تعرضه لتجربة طلاق والديه.
سابعا : زيادة نسبة انتقال العديد من الأسر من القرى إلى المدن مما يؤثر على الأسرة وخاصة الطفل ، حيث إن كثيرًا من الأسر في القرى أو في المدن التي نشأت بها تعتمد عادة على علاقات القرابة في الاهتمام بأطفالها في أثناء الذهاب للعمل ، بينما تزيد الحاجة إلى التحاق الطفل بهذه المرحلة التعليمية حين انتقال الأسرة من مكان منشئها الأصلي.
يتبين لنا مما سبق ذكره أهمية التحاق الطفل بهذه المرحلة التعليمية لما لذلك الأمر من فائدة كبيرة على مستقبل الطفل نفسه ومستقبل أمته ، ويجب ألا ننسى جميعنا أن أطفالنا هم مسؤوليتنا الكبرى ، وهم خلفاؤنا من بعدنا ، وهم أمل المستقبل وعنصر البقاء ، فإما أن يكونوا تراثًا طيبًا وميراثًا مباركًا ومفخرة لنا في التاريخ وبين الأمم ، وإما أن يكونوا عبئًا ثقيلاً على وطنهم وأنفسهم وبقية بني البشر000
معلمات مرحلة التعليم ما قبل الإبتدائى :
• ان الدور الذي تقوم به معلمة هذه المرحلة التعليمية فهو مجموعة أدوار إذا توفرت الظروف والمعطيات لتقوم بها.. إنها مؤثرة وعملها خطير إذا انعكس سلباً ، ولدورها أهمية قصوى لذلك يجب إعدادها وتأهيلها..
• أما المؤهلات فهي التقنية النفسية للتعامل مع الطفل ومعرفة أصول التعامل معه والأساليب النفسية من حيث المحبة والاحترام والتمكن من القيام بدور الأم البديلة والقدرة على اختيار الوسائل المختلفة لتفعيل مشاركة الأطفال بما يحقق المتعة والفائدة.
• يجب أن تكون مؤهلة معرفياً من حيث التعامل مع الطفل ومع أهله وجسدياً من حيث الذكاء والملاحظة الدقيقة وامتلاك قابلية الفهم والاطلاع والتجديد ، وسلامة الأطراف والنطق والمظهر العام بحيث تكون مقبولة ـ محببة ـ تتحلى بالصبر والتعامل برحابة صدر وأن توازن بين المرونة والنظام إضافة إلى الخبرة فالتعامل مع الصغار أهم وأخطر لأن الطفل يقتدي بالمعلم ويطيعه أكثر من والديه 000
إعداد وتدريب معلمة مرحلة التعليم ما قبل الإبتدائى :
إن من أهداف تجويد وتحسين مستوى مرحلة التعليم ما قبل الإبتدائى هو إعداد معلمة مؤهلة ومدربة تتمكن من إعداد بيئة تربوية فعالة ، ومراحل إعداد معلمات هذه المرحلة التعليمية تخضع لجهات حكومية وتبدأ بمرحلة اختبار ثم مرحلة الإعداد قبل الخدمة وأثناء الخدمة00
• أما الإعداد قبل الخدمة فيبدأ بالقبول في كلية التربية ثم تخضع طالبة الالتحاق بكلية التربية لمقابلة شخصية حيث تحدد صفات وكفاءات هذه الطالبة ومدى رغبة المعلمة للعمل في ميدان الأطفال وقياس الجوانب الصحية والثقافية والاجتماعية وإعدادها إعداداً جيداً من حيث الثقافة العامة والإعداد المهني التربوي والأكاديمي التخصصي والإعداد الميداني فلكى تتخرج الطالبة عليها أن تتدرب ميدانياً وتقدم لها التسهيلات وبإشراف أساتذة الجامعة وبالتنسيق مع الجهات المختصة بديوان وزارة التربية والتعليم 00
• أما الإعداد أثناء الخدمة فيتم عن طريق مواكبة المستجدات التربوية كما يقوم التوجيه الفني العام لرياض الأطفال بالتشجيع على الابداع والابتكار وتنمية مهارات المعلمة للتفاعل مع الأطفال وذلك بالدورات الالزامية التي تقام بداية كل عام دراسي ولابد من اقامة دورات مركزه ومستمرة لتطوير معلمات هذه المرحلة التعليمية بمعرفة مستشارين دائمين لتقديم الدروس والمحاضرات والاستشارات النموذجية وتبادل الخبرات 00
التوصيات لجودة العمل فى مرحلة التعليم ما قبل الإبتدائى :
• العمل على تحسين العملية التربوية في هذه المرحلة التعليمية من خلال تقويم عناصرها المختلفة وضمان فاعلية أداء المعلمات والمشرفات00
• إعداد وتطوير البرامج والأنشطة التربوية والتدريبية ، وإجراء البحوث لتحقيق أهداف رياض الأطفال.
• دعم مدارس هذه المرحلة ( مدارس رياض الأطفال ) وتحفيز كافة القطاعات والهيئات داخل مديرية التربية والتعليم وخارجها للمشاركة في انتشار رياض الأطفال وزيادة كفاءة عملها.
• إعداد الخطط والبرامج الخاصة بتطوير رياض الأطفال ، وتطوير أداء العاملات فيها بما يؤدي إلى رفع كفاءتهن وقدراتهن في ضوء خطط الوزارة التربوية والتعليمية، ومتابعة التنفيذ مع الجهات المعنية.
• العمل على توفير جميع احتياجات ولوازم رياض الأطفال من المباني والتجهيزات وكافة المستلزمات وضمان عملها بما يحقق أهداف خطط الوزارة لمرحلة رياض الأطفال.
• العمل على تطوير أداء الكوادر العاملة بها إلى درجة عالية من الإتقان بحيث تستطيع بعدها تدريب غيرها على العمل مع الأطفال وذلك على أيدي خبيرات في مجال الطفولة لفترة تزيد عن سنتين.
• التخطيط لإعداد برنامج لتدريب المعلمات أثناء الخدمة على كيفية تطبيق منهج الوحدات لرياض الأطفال «التعليم الذاتي».
• التركيز على ربط تعلم الطفل بالتربية الدينية والوطنية في التعامل وذلك عن طريق تركيز المنهج على مفهوم القدرة في التعامل.
• الإهتمام بإضفاء الجو العائلي في البيئة التربوية من خلال تقبل الطفل وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي المناسب.
• تنظيم وإعداد البيئة الصفية لتحوي أركانًا تعليمية متعددة الأهداف تنبع من حاجات واهتمامات الأطفال.
• الإهتمام بزيادة فهم المعلمة للطفل وإدراكها أن الطفل هو محور التعلم تؤدي فيه دور المنظم لدوافع وحوافز الطفل للتعلم ، وهذا يعني مراعاة الفروق الفردية بين الأطفال 00
صلاح مصطفى على بيومى
مدير ادارة تنسيق وظائف التعليم الفنى
مديرية التربية والتعليم بشمال سيناء